توفيت الكاتبة والوزيرة السابقة الفرنسية فرانسواز جيرو صباح امس في المستشفى الاميركي في نيويي (المنطقة الباريسية) اثر تعرضها لارتجاج في الدماغ عن عمر ناهز 86 عاما.
وولدت فرانس كرجي، التي عرفت فيما بعد باسم فرانسواز جيرو، عام 1916 في جنيف، لاب يهودي عراقي يدعى صالح كرجي كان مندوبا عن اليهود في مجلس المبعوثان العثماني. ونشأت في فرنسا حيث عملت في بداية حياتها ككاتبة طابعة ثم في السينما. ولما اشتهرت بعد الحرب العالمية الثانية، غيرت اسمها وكانت من العناصر الصحافية البارزة في مجلة «ايل»، اوسع المجلات النسائية الفرنسية انتشارا. لكن نقطة الانعطاف الحاسمة في حياتها كانت حين تعرفت على الصحافي جان جاك سيرفان شرايبر وارتبطت معه بعلاقة وثيقة حيث اسس الاثنان مجلة «الاكسبرس» عام 1953.
كانت جيرو حاضرة في كل المعارك النسائية والفكرية على الساحة الفرنسية. ورغم انها من اهل اليسار، فقد لبت دعوة الرئيس الاسبق فاليري جيسكار ديستان حين دعاها لدخول حكومة اليمين كوزيرة لشؤون المرأة لاول مرة، بعد فوزه بالرئاسة عام 1974. وظلت في منصبها ذاك سنتين، وكان من اشهر ما حققته حق كل فتاة تجاوزت الثامنة عشرة بان تنادى بلقب سيدة «مدام» حتى ولو كانت غير متزوجة.
وارتبطت جيرو بصداقة وثيقة مع الرئيس السابق فرانسوا ميتران، وكانت اول من اشار الى وجود ابنة غير شرعية له، وذلك في رواية اصدرتها اواسط الثمانينات، وقد دفعت جيرو ثمن آرائها حين اقصيت عن كتابة عمودها الاسبوعي في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش»، لانها كتبت ان ابنة رئيس للجمهورية تسببت في تعطيل حركة الطيران في احد مطارات فرنسا بسبب ضياع قطتها.
وفازت جيرو بدعواها ضد «الجورنال دو ديمانش» وطلبت ان تتقاضى فرنكا واحدا على سبيل التعويض.
وفي سنواتها الاخيرة واصلت نشر الكتب والمذكرات، كما واظبت على كتابة زاية حول التلفزيون في اسبوعية «لانوفيل اوبزرفاتور». وقد ساهمت في تخريج أجيال من المحررات اللواتي تسلمن مناصب مهمة في الاعلام الفرنسي، فيما بعد.