لندن: محاكمة الشيخ الجامايكي المتهم بالتحريض على قتل اليهود اليوم

أبو حمزة المصري يؤكد مثوله كشاهد ويقول إن المحاكمة تهدف «لتخويف الدعاة»

TT

تبدأ اليوم أمام محكمة الجنايات المركزية في لندن (أولد بيلي) محاكمة الشيخ الجامايكي الاصل عبد الله الفيصل المتهم بالتحريض على قتل اليهود. وكانت فرقة مكافحة الارهاب التابعة لشرطة لندن (سكوتلنديارد) اعتقلت الفيصل، 38 سنة، في منزله بمنطقة إلفورد (شرق لندن) في 18 فبراير (شباط) الماضي.

ويتهم الشيخ الجامايكي البريطاني الجنسية، بالتحريض على القتل، اذ يشتبه في انه دعا الى قتل اليهود في اشرطة صوتية بيعت في مكتبات اسلامية بالعاصمة لندن. وحسب مصادر الشرطة البريطانية فان الفيصل (اسمه قبل اعتناقه الاسلام ويليام فورست) شجع قبل او بعد فبراير الماضي على قتل اشخاص مجهولين، بما يتنافى مع بنود المادة الرابعة من القانون الخاص بحماية الافراد الصادر عام .1861 ويواجه الفيصل الذي درس العلوم الشرعية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض السجن مدى الحياة اذا ما ثبتت التهم الموجهة اليه. وقالت مصادر الاصوليين في لندن ان الدفاع سيعتمد في المحاكمة على ان الشيخ الجامايكي «كان يفسر القرآن الكريم وان كلامه لم يكن موجها ضد طائفة او جنس بعينه».

ومن جهته، قال ابو حمزة المصري إمام مسجد «فنسبري بارك» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» انه مطلوب اليوم للشهادة في هذه القضية، وانه سيذهب ليقول للمحكمة ان ضباط الفرع الخاص في سكوتلنديارد، جلسوا معه اكثر من مرة، ليطلبوا منه تخفيف نبرته الخطابية فوق المنبر. واضاف الاصولي المصري المثير للجدل «من الناحية العملية، القانون الذي يحتجز بموجبه الفيصل لم يعمل به منذ اكثر من عام، واكاد اجزم انه يصعب عليهم اثبات اي شيء ضد الشيخ الجامايكي». وأكد ان محاكمة الفيصل اليوم تأتي «لتخويف الدعاة الآخرين».

وزعم الاصولي المصري الأصل الذي يواجه الطرد من مسجد «فنسبري بارك»، ان ضباط شرطة سكوتلنديارد «يعلمون انهم يخوضون حربا خاسرة»، لكن «في هذه المرحلة يهمهم تخويف المسلمين، وزرع الفرقة بينهم، حتى لو خسروا هذه القضية على المدى الطويل». واوضح ابو حمزة «ان الاعلام الغربي من جهته يهمه استمرار هذه القضية حتى يستخدمها متى شاء، في استعداء الناس على الاسلاميين». واضاف ابو حمزة «في نهاية الامر سيكون من الصعب داخل محكمة الجنايات المركزية بلندن اثبات تهمة التحريض على الدعاة، لانهم يفسرون القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولا يضطهدون اشخاصا بعينهم».

وأوردت مصادر مستقلة في لندن ان الفيصل المتزوج من بريطانية وله اربعة اطفال، شجع خلال محاضرات سجلت وبيعت في مكتبات اسلامية على قتل يهود، كما شجع التلامذة على التدرب على استخدام الكلاشنيكوف.

وكانت الشرطة البريطانية قد اعتقلت الفيصل العام الماضي في مطار هيثرو لمخالفته قوانين الهجرة، وبسبب هذه المخالفة قضى عدة شهور في سجن بيلمارش شديد الحراسة. والفيصل من مواليد جامايكا عام 1963، وله ثلاثة كتب بالانجليزية هي «الغريزة الطبيعية» و«السيكولوجية الاسلامية» و«الرد على 100 حديث مختلق». وله ايضاً موقع على الانترنت اسمه «خداع الشيطان»، يعبر فيه عن آرائه الدينية.

وكانت الشرطة قد عثرت في مكتبة اسلامية تقع بالقرب من مسجد «فنسبري بارك» الذي يخطب فيه ابو حمزة المصري على شريطين سجلا في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، وكانت على واحد من الشريطين صورة مركز التجارة العالمي وهو يحترق والنيران تلتهم ادواره.

وكان عبد الله الفيصل قد اعترف قبل مداهمة منزله بايام قليلة في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، ان لديه اكثر من شريط صوتي بالعربية والانجليزية في الاسواق البريطانية تدعو معظمها الى الجهاد في سبيل الله. وقال ان ابرزها «الجهاد اهدافه وغاياته» الذي طبع عدة مرات. وافاد بان هذا الشريط صدر قبل احداث 11 سبتمبر. واعتبر ان انحياز اميركا الى جانب اسرائيل واستمرار العنف ضد الفلسطينيين واستمرار حبس الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المصرية في سجن روشستر مينيسوتا بالولايات المتحدة، هي من الاسباب التي دفعته الى الدعوة الى الجهاد في المساجد البريطانية.

وبسؤاله عن خوفه من الحملة البريطانية الموجهة ضده بهدف ترحيله، قال «الذي درس العقيدة وتخرج من الجامعة يجب عليه ان يقول الحق، فاذا كان خائفا من ضغوط الدنيا فهو لا يستحق لقب الداعية في سبيل الله». وأوضح الفيصل ان الحكومة البريطانية بعد صدور قانون الارهاب الجديد العام الماضي تريد منه التركيز على امور غير سياسية في محاضراته مثل احكام الزواج والطلاق ومعاشرة النساء والصلاة والصوم. لكنه قال ان اشرطته انتشرت بين الناس، وهناك اقبال متزايد عليها.