اسكوتلنديارد تحقق مع جزائري بشبهة أنه ممول عملية سم «الريسين»

TT

كشفت مصادر بريطانية ان الشرطة البريطانية تشتبه في ان يكون احد الاشخاص السبعة الذين اوقفوا فجر الاثنين خلال مداهمة مقر مسجد فنسبري بارك الذي يديره الاصولي المصري ابو حمزة قام بدور ممول الاعتداء المفترض بمادة «الريسين» السامة الذي كشفت خيوطه قبل اسبوعين.

وقالت المصادر ان الشرطة تعتبر المتهم، وهو جزائري الاصل جاء الى بريطانيا كطالب لجوء، «طرفا مهما» في عملية العثور على آثار الريسين في مختبر صغير في شقة وود غرين بشمال لندن.

وقالت متحدثة باسم شرطة اسكوتلنديارد في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» امس ان التحقيقات ما زالت جارية مع المتهمين السبعة (5 جزائريين وصومالي والباني مسلم من كوسوفو) باحد مراكز شرطة لندن. وعلمت «الشرق الأوسط» نقلا عن مصادر مطلعة ان بين المتهمين الجزائريين شقيقين، احدهما منظف المسجد. واشارت المصادر الى ان بعض المتهمين استخدم هويات فرنسية مزورة تحمل اسماء يهودية. واشارت المصادر الى ان المسجد ما زال مغلقا بسبب انشغال ضباط البحث الجنائي في فحص محتوياته. وقالت انه ليس لديها علم ان كان المسجد سيفتح لصلاة الجمعة غدا. وقالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية ان المحققين الذين دققوا في اجهزة الكومبيوتر بعد عملية المداهمة كشفوا ان أحد المعتقلين كان يجند اشخاصا يترددون على مسجد فنسبري بارك لقاء حصولهم على اعانات اجتماعية. كما يشتبه في انه زود هؤلاء باوراق ثبوتية مزورة وهواتف جوالة. واشارت المصادر المقربة من الشرطة الى ان رجال المعمل الجنائي البريطاني يفحصون تحت الارضية الخشبية للمسجد وبين فواصل الجدران، وكذلك محتويات كومبيوتر عثر عليه في المسجد، يعتقد انه لأبو حمزة، وتردد في لندن ان الكومبيوتر يستخدمه ايضا القيادي الاصولي الجزائري ابو عبيدة. وعثر في المسجد على مسدس لحقن مواد تحت البشرة وقارورة من الغاز الذي يشل الحركة. من جهة اخرى قالت مصادر بريطانية ان ابو حمزة وانصاره مهددون بفقدان السيطرة على المسجد تطبيقا لخطة تشارك فيها الشرطة ومسلمون معتدلون. وقد يوضع المسجد مجددا تحت سلطة الاداريين المسلمين السابقين الذين ابعدوا عن ادارته منذ تحوله الى معقل للاصوليين في نهاية التسعينات. وقالت مدثر ارياني، محامية ابو حمزة، انها تلقت إخطارا من الشرطة بأن المسجد بعد الانتهاء من تفتيشه سيتم تسليمه الى مجلس الامناء السابق. وحسب المصادر البريطانية فان ابو حمزة المصري معرض الى الاقصاء من المسجد من قبل هيئة الجمعيات الخيرية البريطانية التي تأخذ عليه خطبه «السياسية والمتطرفة المخالفة» للقوانين التي تنظم نشاطات المساجد.

الى ذلك طلب قاضي محكمة الجنايات المركزية «الاولد بيلي» بلندن امس في محاكمة الشيخ الجامايكي الاصل عبد الله الفيصل المتهم بالتحريض على قتل اليهود، من المحلفين ذوي الاصول الهندوسية او اليهودية اقالة انفسهم. وقال القاضي بيتر بيمونت قبل بدء جلسة أمس: «لاسباب واضحة يجب على المحلفين الذين يدينون باليهودية او الهندوسية ان يكشفوا عن انفسهم، وحتى لو كانوا متزوجين من يهوديات او هندوسيات، فانهم غير صالحين للتحكيم في هذه القضية». ولم يتنازل اي من المحلفين الاثنى عشر في هذه القضية باعتباره يهوديا او هندوسيا. وتتهم الشرطة البريطانية الشيخ الجامايكي، 39 سنة، بالتحريض على قتل اليهود في اشرطته الصوتية التي كانت تباع في مكتبات لندن الاسلامية قبل اعتقاله في منزله بمنطقة إلفورد، شرق لندن، في 18 فبراير (شباط) الماضي.

وقال ديفيد بيري ممثل الادعاء البريطاني في القضية ان الشيخ الفيصل حث اتباعه في المساجد بلندن والمدن الأخرى على استخدام الاسلحة الكيماوية والنووية ضد الاهداف الغربية، لكن الشيخ الجامايكي نفى التهم الخمس الموجهة اليه، ومن بينها «التحريض على «قتل اليهود والهندوس والاميركيين». واوضح ممثل الادعاء ان «الشيخ الجامايكي افتى لاتباعه باستخدام الاسلحة النووية والبيولوجية ضد الاعداء، من اجل اقامة الخلافة الاسلامية». واضاف ان الشيخ الفيصل وصف بريطانيا والولايات المتحدة وبقية دول الغرب، بانها «دول معتدية». وقال ممثل الادعاء ان الشيخ الجامايكي سجل شرائط صوتية مثيرة للجدل وزعت في مكتبات لندن منها، «الجهاد» و«لا سلام مع اليهود»، و«هؤلاء ضدنا». واوضح ان احد الشرائط المسجلة بصوت الشيخ الفيصل تحتوي على مقدمة عليها صوت أسامة بن لادن زعيم «القاعدة». وفي الشريط يترجم الشيخ الجامايكي خطبة بن لادن الى الانجليزية، وفيها يحث المسلمين على «ضرب الاهداف الاميركية وقتل اليهود». ويقول بن لادن في شريط الشيخ الجامايكي «ان اليهود هم اعداء الاسلام والمسلمين، وهناك واجب يقع على المسلمين في كل مكان يتمثل في ضرورة مواجهتهم». وفي الشرائط الصوتية التي استعرض ممثل الادعاء امس جانبا منها في المحاكمة التي تستغرق حسب المتحدثة باسم الاولد بيلي ما بين ستة الى ثمانية اسابيع، يقول الفيصل: «ان من يموت من اتباعي في العمليات ضد اليهود والكفرة سيخلد في جنات النعيم التي عرضها السموات والارض». ويواجه الفيصل الذي درس العلوم الشرعية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض السجن مدى الحياة اذا ما ثبتت التهم الموجهة اليه. وقالت مصادر الاصوليين في لندن ان الدفاع سيعتمد في المحاكمة على ان الشيخ الجامايكي «كان يفسر القرآن الكريم وان كلامه لم يكن موجها ضد طائفة او جنس بعينه». والفيصل من مواليد جامايكا عام 1963، وله ثلاثة كتب بالانجليزية هي «الغريزة الطبيعية» و«السيكولوجية الاسلامية» و«الرد على 100 حديث مختلق» وله ايضاً موقع على الانترنت اسمه «خداع الشيطان»، يعبر فيه عن آرائه.

وحسب مصادر الشرطة البريطانية فان الفيصل، واسمه قبل اعتناقه الاسلام ويليام فورست، شجع قبل او بعد فبراير الماضي على قتل اشخاص مجهولين، بما يتنافى مع بنود المادة الرابعة من القانون الخاص بحماية الافراد الصادر منذ 142 عاما. واخر مرة استخدم فيها هذا القانون كان عام 1989، بعد الفتوى الايرانية الشهيرة لقتل الكاتب الهندي الاصل سلمان رشدي عقب صدور روايته «ايات شيطانية». وكان عبد الله الفيصل قد قال في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط»، ان لديه اكثر من 100 شريط صوتي بالعربية والانجليزية في الاسواق البريطانية تدعو معظمها الى الجهاد في سبيل الله. وقال ان ابرزها «الجهاد اهدافه وغاياته» الذي طبع عدة مراتوافاد بان هذا الشريط صدر قبل احداث سبتمبر واعتبر ان انحياز اميركا الى جانب اسرائيل واستمرار العنف ضد الفلسطينيين واستمرار حبس الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المصرية في سجن روشستر في مينيسوتا بالولايات المتحدة، هي من الاسباب التي دفعته الى الدعوة الى الجهاد في المساجد البريطانية.

=