العراقي صاحب الشقة التي شهدت مقتل الشرطي البريطاني: المستأجر الورفلي لم يقدم لنا سببا واحدا للشك في نشاطاته

TT

لم يكن ليخطر في بال رجل الاعمال العراقي هاني الصالح ان الشاب الخجول الذي تقدم الى مكتبه قبل عام لاستئجار احدى الشقق التي يملكها في شمال مانشستر، حليق الذقن يرتدي بذلة لائقة ويتحدث بانجليزية مقبولة، قد يقف يوما في قفص الاتهام في قضية مرتبطة بالارهاب هزت بريطانيا بأسرها.

وقد اعتقلت الشرطة البريطانية الشاب خالد الورفلي، 29 عاما، في الشقة التي كان يستأجرها في شمال مانشستر والتي قتل فيها الشرطي البريطاني ستيفن اوك طعنا على يد الجزائري كامل بورغيس. وهو يواجه تهمة حيازة مواد ووثائق محظورة طبقا لقانون الارهاب.

«لا يمكن لاحد ان يتصور ان هذا الشاب العادي جدا قد يكون على علاقة بشبكات اصولية» يقول صاحب الشقة التي باتت اخبارها تتصدر الصفحات الاولى للصحف البريطانية وتقع في الطابق الثالث من مبنى في كريمبل لين في شمال مانشستر.

ويروي هذا العراقي حامل الجنسية البريطانية الذي يقيم في بريطانيا منذ الستينات «لم يكن هنالك اي سبب يدعونا للقلق، الشاب تقدم الى مكتبنا مزودا بكل الاوراق القانونية المطلوبة وهو حاصل على اقامة دائمة في بريطانيا وتتولى السلطات المحلية دفع ايجار الشقة (75جنيهاً استرلينياً) باعتباره عاطلا عن العمل».

ويضيف «اي شخص يلتقي خالد لن يخطر في باله دقيقة واحدة ان هذا الشاب قد يتسبب في مشكلات، فالانطباع الذي يقدمه عن نفسه هو انه هادئ جدا، يميل الى الخجل والوحدة، يهتم باموره ولا يتدخل في شؤون الاخرين».

وكانت مصادر اصولية قد قالت لـ«الشرق الأوسط» ان الورفلي على علاقة بمجموعة تؤمن بمنهج التيار السلفي كما نشرت عدة صحف انه يحمل الجنسية الليبية. غير ان المسؤول في مكتب تأجير الشقة مصطفى الحسيني الذي التقى الورفلي وتحدث اليه مرارا يؤكد انه «جزائري مائة في المائة».

ويقول «من السهل جدا التمييز بين اللهجات، وكان يبدو من لهجته بوضوح انه جزائري لكنني لا املك اي وثيقة في ملفه تؤكد جنسيته».

ويروي الحسيني المسؤول عن متابعة شؤون المستأجرين ان الورفلي لم يثر يوما الشبهات حول شخصه كما ان جيرانه لم يشتكوا يوما من ضجة تنبعث من الشقة، مما يقود الى الاعتقاد بان الورفلي كان يقيم بمفرده في الشقة التي تقع في ثلاث غرف وانه لم يكن يستضيف ايا من الموقوفين معه وبينهم كامل بورغيس في شكل دائم في الشقة.

ويروي الحسيني «لم يكن المظهر الخارجي لخالد يدعو الى الريبة بل انه، على عكس ذلك، يثير الارتياح، فهو مبتسم دوما يرتدي ملابس عادية، وهو لم يكن ملتحيا».

ويبدو ان علاقات هذا الشاب المتوسط القامة والمائل الى السمنة، بمحيطه كانت محدودة جدا وتنحصر بزوار الشقة الذين يصعب تحديد عددهم. ويقول ليبيون يقيمون في الطابق السفلي للمبنى ان خالد لم يكلمهم يوما، ولو لالقاء التحية، رغم انه يقيم في الشقة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001، حسب ما ينقل عنهم المسؤول في مكتب التأجير.

ويؤكد هؤلاء الذين يرفضون الحديث الى الصحافيين مكتفين بالقول انهم لم يتكلموا مع الورفلي يوما، ان خالد جزائري وليس ليبيا كما نشر في الصحف.

ويقول الحسيني «لا نعرف اي شيء عما كان يدور داخل الشقة لان القوانين المرعية تمنعنا من التدخل في الشؤون الخاصة للمستأجرين كما تمنعنا من الدخول الى الشقة للتحري عما يجري في داخلها، ولكن الانطباع العام يرجح ان يكون خالد يقيم فيها بمفرده».

وسوف يكون من الصعب لصاحب شقة مانشستر ان يجد مستأجرا جديدا لشقته، كما سيكون من الصعب ايضا ان يحتفظ بالمستأجرين الحاليين للمبنى الذين باتوا يتبرمون من السكن فيه ويطالبون بالمغادرة.

وقد مددت محكمة بو ستريت بوسط لندن اول من امس احتجاز الورفلي وسيمثل امام محكمة الجنايات المركزية (الاولد بيلي) في 27 من الشهر الجاري.