الحوار الوطني الفلسطيني يبدأ اليوم في القاهرة بحضور جميع الفصائل بما فيها «حماس» و«الجهاد» و«الصاعقة» و«القيادة العامة»

TT

بعد زوال عقبة استثناء بعض الفصائل الفلسطينية من الحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي ترعاه السلطات المصرية، تبدأ في القاهرة اليوم او غدا الجلسة الاولى من الحوار التي سيشارك فيها 12 فصيلا فلسطينيا بما فيها الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ومنظمة الصاعقة.

وقال فهد سليمان رئيس وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ان الحوار سيبدأ اليوم او غداً بحضور جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء.

وكانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي قد قررتا اول من امس عدم المشاركة في الحوار الذي كان يفترض ان يبدأ امس، بسبب عدم توجيه الدعوة الى هذين الفصيلين وفصائل اخرى واقتصار الحوار على خمسة فصائل هي الى جانبهما حركة فتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. وقال عبد العزيز الرنتيسي احد ابرز قادة حماس في قطاع غزة ان حركته عدلت عن مقاطعة جلسات الحوار الوطني في القاهرة بعدما قامت الحكومة المصرية بتوجيه الدعوة للقيادة العامة بقيادة احمد جبريل والصاعقة (طلائع حرب التحرير الشعبية). وأشار الرنتيسي في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» الى ان حماس حرصت على اشراك جميع الفصائل الفلسطينية في الحوار، مشيرا الى ان الحركة رفضت مشاركة خمسة فصائل فلسطينية فقط في الحوار واصرت على اشراك الجبهةالشعبية ـ القيادة العامة ومنظمة «الصاعقة». واضاف «فوجئنا قبل يومين عندما تمت دعوة جميع الفصائل باستثناء هاتين الحركتين، الامر الذي دفعنا للاعلان عن مقاطعتنا لجلسات الحوار في القاهرة، وابلغنا في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية من قبل الحكومة المصرية ان الدعوة وجهت لهذين الفصيلين وهو ما جعلنا نعدل عن قرار المقاطعة».

وحول امكانية التوصل لتفاهم فلسطيني داخلي في ختام الجلسة الحالية من الحوار، شدد الرنتيسي على ان حركته تحضر الحوار وهي يحدوها الامل في اقناع ممثلي الفصائل الاخرى بتبني مواقفها المشددة على استمرار المقاومة بكافة اشكالها ضد كل الاهداف الاسرائيلية دون استثناء. لكنه استطرد قائلا انه في حال توقف «العدو الصهيوني عن قتل المدنيين وتدمير البيوت وافرج عن المعتقلين، فان حماس لا تمانع عندئذ في وقف استهداف ما يسمى بالمدنيين»، مشددا على ان حماس لن تلتزم بشكل واحد للمقاومة، كما انها لن تستثني أي قطاع جغرافي في عملياتها. واضاف «ستتواصل عملياتنا الاستشهادية في كل مكان ولكن ضد اهداف عسكرية صهيونية». وقال الرنتيسي ان حركته تلتزم بهذا الموقف كما التزم بذلك حزب الله الذي لم يطلب موافقة اسرائيل على شكل عمليات المقاومة التي يقوم بها. وناشد الرنتيسي جميع الفصائل الفلسطينية الالتزام «بموقف قوي والا ترفع الراية البيضاء منذ البداية».

واكد الرنتيسي ان الحكومة المصرية لا تحاول املاء أي موقف على الفصائل المشاركة في جلسات الحوار، حيث انها تقوم بدور الجهة المستضيفة فقط.

وفي ما يتعلق بموقف السلطة اشار الرنتيسي الى ان السلطة تواجه ضغوطا من كل جانب وبالتالي فان «موقفها لن يلبي المصلحة العليا للشعب الفلسطيني».

وقال نافذ عزام احد قياديي حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة لوكالة الصحافة الفرنسية ان «وفدنا سيشارك في مؤتمر القاهرة فالمسألة سويت تقريبا». واوضح «نحن في الاساس وافقنا على الذهاب الى القاهرة وتمنينا ان تتم دعوة كل الفصائل الفلسطينية سواء الموجودة في الداخل او الخارج، والذي اخر وفدنا من التوجه الى القاهرة هو فقط عدم دعوة بعض الفصائل الموجودة في الخارج بالذات». وأوضح أن وفد حركة الجهاد الاسلامي سيكون برئاسة زياد النخالة احد قياديي الخارج.

وصرح محمد الهندي احد قياديي الجهاد امس لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه «في حالةوقف اسرائيل لاستهداف المدنيين فنحن مع تجنيب المدنيين ويلات الحرب». واضاف انه «اذا اوقفت اسرائيل استهداف المدنيين والاجتياح والقتل والاعتقال فالحركة مستعدة لوقف استهداف المدنيين الاسرائيليين».

وأكد واصل أبو يوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية ان وفدا من جبهته موجود الآن في القاهرة للمشاركة في الحوار. وقال أبو يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «رحبت جبهة التحرير بدعوة القيادة المصرية لفصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، وتشارك الجبهة في الحوار بإطار وفد يمثلها ويضم أعضاء المكتب السياسي وهم بلال قاسم ومحمد السودي وناظم اليوسف. والوفد موجود الآن في القاهرة ويتابع جلسات الحوار الفلسطيني».

واضاف أبو يوسف ان محمد عباس (ابو العباس) الامين العام للجبهة لن يشارك في الحوار. وتابع القول «إن جبهة التحرير تدرك تطورات الأوضاع لإفشال الحوار لا سيما التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية التي طالبت بأبو العباس، لذا ارتأت الجبهة ألا يشارك في الحوار القاهرة».

واتهم صالح رأفت الامين العام للتجمع الديمقراطي الفلسطينيي (فدا) امس السلطات الاسرائيلية بعدم منحه وسمير غوشة زعيم جبهة النضال الشعبي، حتى الان اذن سفر للمشاركة في حوار القوى الفلسطينية في القاهرة. واوضح رأفت في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «لم نتلق، انا وسمير غوشة، اذنا حتى الان. وحتى اللحظة ما زالت السلطات الاسرائيلية تقول انها تدرس طلب اذن بالسفر الى القاهرة للمشاركة في الحوار الوطني».

وقال رأفت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يسعى الى تخريب الحوار الفلسطيني. واضاف ان «نجاح الحوار رهن اولا وقبل كل شي باستجابة شارون وحكومته لعرض الهدنة الذي قدمه الفلسطينيون ولا اعتقد انه مستعد لوقف عمليات الاغتيال والقتل ضد الفلسطينيين».