دبابات ومجنزرات وطائرات هليكوبتر وحوالي 50 ألف رجل أمن لحماية الانتخابات الإسرائيلية

TT

كشف المفتش العام للشرطة الاسرائيلية، شلومو اهرونشكي، امس، عن الخطة الامنية لحماية الانتخابات العامة المقررة يوم الثلاثاء المقبل. وبدا انها ستكون اشبه بجبهة حرب. فبالاضافة الى قوات الشرطة، المؤلفة من حوالي 18 الف عنصر، سيتم تجنيد 30 الف رجل امن من الشركات الخاصة و1500 جندي من الجيش، وهذه الارقام لا تشمل رجال المخابرات.

وزعم اهرونشكي ان هذه الاجراءات الامنية، التي لم يسبق لها مثيل في الماضي، تتم في ضوء وصول انذارات ساخنة جديدة مفادها ان التنظيمات الفلسطينية المسلحة ستنفذ عمليات تفجيرية داخل اسرائيل في يوم الانتخابات، وان هناك انذارات عينية تقول ان العمليات ستستهدف صناديق الاقتراع ومراكز تجمع نشطاء الاحزاب. وقال: «بعد ان نفذ الارهابيون الفلسطينيون اعتداءهم المسلح على فرع الليكود في بيسان، لم يعد هناك مجال للمخاطرة. وينبغي اتخاذ كل الاحتياطيات اللازمة لحماية الانتخابات والناخبين وضمان نجاح المسيرة الديمقراطية».

وكان مسؤول الانتخابات في الجيش الاسرائيلي قد اعلن ان الانتخابات ستبدأ في صفوف القوات المسلحة، يوم الاحد المقبل. وان قيادة الجيش وضعت تحت تصرفه ما يريد من الاسلحة، بما في ذلك الدبابات والمجنزرات وطائرات الهليكوبتر، لضمان امن صناديق الاقتراع واتمام العملية الديمقراطية على اكمل وجه، علما بان الجيش يحمي صناديق الاقتراع ايضا في المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتثير هذه القرارات استهجان المراقبين في اسرائيل وهناك شعور بان المؤسسة الامنية الاسرائيلية تثير اجواء توتر امني عشية الانتخابات، ليس صدفة، انما لخدمة اهداف اخرى. اذ ان الحديث عن عمليات تخريب ضد الانتخابات، يوحي بان هجوما حربيا سيقع في اسرائيل بطولها وعرضها وان الخطر يتهدد 8000 صندوق اقتراع فيها. وهذا بعيد جدا عن الواقع. لذلك، ولكون رئيس الوزراء، ارييل شارون، وحلفاءه من احزاب اليمين هم المستفيدين من الزوبعة الامنية، فان هناك انطباعا بأن الحديث يندرج في اطار الدعاية لشارون.

* الفضيحة

* وكان المستشار القضائي للحكومة، اليكيم روبنشتاين، قد بادر هو الاخر لتقديم خدمة كهذه الى رئيسه شارون، عندما راح ينتقم من الصحافي الذي اثار فضيحة الفساد التي تورط فيها شارون وولداه عومري وجلعاد وكذلك الموظفة التي سربت اليه النبأ.

فقد اعلن، في مؤتمر صحافي، صباح امس ان الشرطة تعرفت على هوية الموظفة المذكورة، وهي محامية في النيابة العامة، تظهر عادة في المحاكم كممثلة للدولة. ونتيجة لعملها والثقة التي عوملت بها تمكنت من معرفة قصة عائلة شارون وملف التحقيق ضدها. فقامت بتسريب النبأ الى الصحافي في «هآرتس» باروخ قيرا.

واعلن روبنشتاين عن وقف المحامية المذكورة عن العمل الى حين ينتهي التحقيق معها. كما اعلن ان الشرطة بدأت التحقيق مع الصحافي قيرا ايضا تحت التحذير، لانها تتهمه بنشر الوثيقة حول فضيحة الفساد بهدف المساس بعملية التحقيق والاجراءات القضائية.

يذكر ان الوثيقة المذكورة تكشف ان شارون خدع مراقب الدولة عندما قال انه خرق قانون تمويل الاحزاب في الانتخابات من دون قصد وبنية طيبة، لانه كرر هذا الخرق في نفس اليوم الذي كتب فيه اعتذاره لمراقب الدولة، وحصل على مبلغ 1.5 مليون دولار من صديق يهودي له من جنوب افريقيا، وهذا امر محظور. ووصلت عنه معلومات دقيقة الى الشرطة، التي نقلتها الى المستشار القضائي، وهو المرجعية القانونية العليا للنيابة. فقرر اجراء تحقيق سري.

ويتضح الان ان ملف التحقيق كان على مكتب روبنشتاين قبل بضعة اشهر لكنه لم يعرف كيف يعالجه، مما يعتبر مخالفة مشبوهة. اذ ان ابقاء ملف تحقيق حساس وخطير كهذا مفتوحا على مكتب المستشار وعدم اغلاقه او البت النهائي في مصيره، يعني مسايرة رئيس الحكومة والمماطلة في محاسبته حسب القانون. والكشف عن الموضوع في الصحافة يعمق هذه التهمة ضد المستشار ويفسر سبب انتقامه من الصحافي.

ولهذا، خرجت نقابة الصحافيين والمجلس الاعلى للصحافة ورجال القانون والجمعيات الحقوقية وغيرهم في حملة انتقادات للمستشار على تصرفه. وقال بعضهم ان روبنشتاين ينقل اسرائيل الى الوراء ويحدث انعطافا حادا في الاوضاع الديمقراطية في اسرائيل.

* حزب العمل يعود إلى رابين

* الى ذلك ذكرت مصادر في قيادة الطاقم الانتخابي لحزب العمل الاسرائيلي ان ضمن الخطة التي يعدها للايام الاخيرة من المعركة الانتخابية لانقاذه من السقوط، القيام بزيارة جماعية لقادة الحزب الى قبر اسحق رابين، رئيس الوزراء الاسبق الذي قتل سنة 1995، بسبب توقيعه اتفاق اوسلو.

وقالت هذه المصادر ان صورة جماعية كهذه باشتراك كل من عمرام متسناع وشيمعون بيريس وينيامين بن اليعزر، شأنها ان تخفف التوتر داخل الحزب وترسم صورة ايجابية عن القيادة بين الناس.

يذكر ان قادة العمل ما زالوا على خلاف حاد ويتبادلون الاتهامات حول فشل الحزب في جلب المزيد من الاصوات. وانضم الليكود، امس الى النقاش حوله حين اصدر اعلانا يقول فيه ان حزب العمل بقيادة بن اليعزر كان سيجلب اصواتا اكثر من قيادة متسناع.

اما بن اليعزر فقال ان متسناع بدأ يفتش عن تبريرات لفشله، حتى يظل قائدا لحزب العمل حتى بعد الهزيمة «وهذا غير ممكن».