متسناع: التفاوض يجب أن يكون مع قادة أقل من عرفات لكن التوقيع على اتفاق لا بد أن يتم بحضوره

TT

قال زعيم حزب العمل الاسرائيلي عمرام متسناع انه سيتفاوض مع الفلسطينيين للتوصل الى اتفاق لأنه بعد عامين من الانتفاضة توصل الناس الى قناعة بأن استخدام القوة العسكرية والارهاب لن يقودا الى اي نتيجة.

ويتحدث متسناع في مقابلة تنشرها «الشرق الأوسط» عن التفاوض مع القادة الفلسطينيين الاقل مستوى من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على ان يشارك عرفات في مراسم التوقيع لأن الفلسطينيين كما يقول سيشعرون بالثقة فقط عندما يوقع عرفات.

ويستغرب متسناع من نتائج استطلاعات الرأي العام في اسرائيل ويقول انها تثير الاهتمام لأن غالبية المشاركين يؤيدون سياسته ولكنها ستعطي اصواتها لحزب الليكود.

* كيف وصلتم الى زعامة حزب العمل؟

ـ ظللت اراقب ما يحدث على مدى العامين السابقين وتوصلت الى قرار انني لا يمكن ان اجلس متفرجا في الوقت الذي يتعرض فيه بلدي للتفكك. حزب العمل ومعسكر السلام تعرضا للانهيار عقب خسارة ايهود باراك (رئيس الحكومة الاسرائيلية والزعيم السابق لحزب العمل)، فضلا عن ان حزب العمل انضم الى حكومة الليكود وفقد بذلك هويته.

* ما هو الجديد الذي يمكن ان تقدمه؟ فقد ذكرت انه ينبغي على اسرائيل ان تعود الى طاولة المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ـ قلت انني سأستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين بغرض التوصل الى تسوية على اساس نفس الفكرة التي طرحها باراك وادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. بيد ان احد الاسئلة غير الاساسية المطروحة لدى الكثيرين هو ما اذا كنت سأتحدث الى عرفات.

* اعتقد ان ذلك يتعلق بجوهر الموضوع طالما قال الرئيس الاميركي جورج بوش انه يجب على عرفات ان يذهب، فعلى الرغم من ذلك أنت تقول انك ستتعامل معه.

ـ قلت إنني سأتعامل مع الفلسطينيين، اذ يجب ان تستأنف المفاوضات. مع من سنتفاوض إذن؟ مع الاميركيين؟ ينبغي علينا ان نتعامل مع الفلسطينيين.

* هل تعني بذلك عرفات؟

ـ سأتفاوض مع الفلسطينيين وآمل ان نتوصل الى اتفاق، كما آمل ان يتوصل الفلسطينيون الى انه يجب عليهم الجلوس للتفاوض. فبعد عامين من الانتفاضة توصل الناس الى ان استخدام القوة العسكرية والارهاب لن يقودا الى أي نتيجة. من الأفضل اللجوء الى خيار التفاوض مع القادة الفلسطينيين الأقل مستوى من عرفات في هرم القيادة على ان يشارك عرفات في مراسم التوقيع، فالفلسطينيون سيشعرون بالثقة فقط عندما يوقع عرفات. وبالمناسبة (رئيس الحكومة الاسرائيلية أرييل) شارون ايضا يتعامل مع عرفات، فقد التقى ابنه بعرفات عدة مرات.

* ما هي ملامح بقية خطتك؟

ـ تتكون مبادرتي من جزءين; الجزء الثاني منها يرتكز على التصرف من جانب واحد وهو انه اذا وصلت المفاوضات مع عرفات الى طريق مسدود سنتخذ قرارات من جانب واحد. اسرائيل يجب ان تفصل عن الفلسطينيين.

* هل ستشيدون جدارا فاصلا؟

ـ اذا شيدنا جدارا او اقمنا سياجا فاصلا، فالمسألة بمثابة انذار للطرف الآخر. فلنجلس ونحاول التوصل الى نهاية للصراع، ولنضع كل القضايا الحساسة على طاولة المفاوضات. اذا نجحنا، فهذا هو المطلوب. اما اذا فشلنا فسنحدد من جانبنا ما هي المصالح الحيوية لاسرائيل.

* ذكرت انك لن تشارك في حكومة وحدة وطنية بقيادة شارون.. ما سبب ذلك؟

ـ يجب ان ندافع عن انفسنا أمام افكار شارون. فهو ليس على استعداد لتفكيك المستوطنات او الانفصال عن الفلسطينيين او التخلي عن وهم اسرائيل الكبرى.

حزب العمل يجب ان يقول وبالصوت العالي اننا اذا نجحنا فسنحدث تغييرا، اما اذا لم ننجح، فسنظل في مقاعد المعارضة ونواصل معركتنا. شارون يتبنى مفهوما ثبت انه خاطئ خلال العامين السابقين.

* هل تقصد استخدام القوة فقط؟

ـ استخدام القوة فقط واهمال المفاوضات.. ليس هناك أمن والاقتصاد يعاني من الانهيار.

* هل هذا خطأ شارون ام عرفات؟

ـ خطأ عرفات. ولكن هل نلوم عرفات ام نبادر بحل لتغيير ما يحدث؟

* في ظل تهم الفساد الموجهة الى شارون، لماذا لم يحقق حزب العمل تقدما في استطلاعات الرأي؟

ـ هذا سؤال مثير للاهتمام. غالبية المشاركين في استطلاعات الرأي يؤيدون مبادرتي، ولكن عندما تسألهم عن الحزب الذي سيصوتون له يقولون الليكود.

* ما هو السبب في تقديرك؟

ـ انهم يوافقون على الانفصال ويوافقون على الحل القائم على اساس إقامة دولتين ويوافقون ايضا على تفكيك المستوطنات. باختصار يوافقون على كل شيء، لكنهم لا يثقون في ان حزب العمل قادر على تنفيذ ذلك.

* هل تعتقد ان الفضيحة ستؤثر على الانتخابات؟

ـ نعم، فإنها جزء ضئيل فقط، فقبل كل شيء القضايا الحالية لم تنته بعد وتخضع للتحقيق. انا متأكد من ان هناك الكثير...

حتى اذا فاز شارون في الانتخابات، لا اعتقد انه سيكون قادرا على الاستمرار كرئيس للحكومة، اذ سيكون من الصعب عليه تشكيل حكومة. انه يتحدث كثيرا عن حكومة وحدة وطنية لأنه يفهم جيدا النتيجة النهائية وهي تشكيل حكومة بمشاركة الليكود والاحزاب اليمينية.

* هل تشعر بأي مخاوف إزاء تأثر اسرائيل بالنتائج المترتبة على أي غزو للعراق؟

ـ لا اشعر بمخاوف. اعتقد ان اسرائيل لن تكون طرفا فيما سيحدث.

* ألا تعتقد ان العراق ربما يشن هجوما بالاسلحة الكيماوية والبيولوجية على اسرائيل؟

ـ لا اعتقد ذلك، فالولايات المتحدة طمأنت اسرائيل في هذا الجانب، فهي ستدمر كل منصات إطلاق الصواريخ الموجودة في الجزء الغربي من العراق.

* هل ستقسمون القدس؟

ـ يجب ان نتفاوض حول الترتيبات الخاصة بالقدس. لا اود استخدام كلمة «فصل». أحياء المسلمين ستظل تحت سلطة الفلسطينيين فيما ستخضع الأحياء اليهودية لسلطة دولة اسرائيل. المدينة القديمة ستكون خاضعة لترتيبات دولية. اما جبل الهيكل والحائط الغربي فيجب ان يتم التوصل بشأنهما الى ترتيبات على ان تكون الاماكن المقدسة لدى اليهود خاضعة للسيادة اليهودية وان يكون الفلسطينيون مسؤولين عن الاماكن المقدسة لدى المسلمين. هناك قضايا حساسة ولكن لا بد من التوصل الى نتائج بشأنها حتى في ما يتعلق بالقدس.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»