بلير يجدد دعمه لسياسة بوش المتشددة تجاه العراق

TT

امتدح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الرئيس الاميركي جورج بوش معتبراً ان تعاطيه الصارم مع بغداد قد أدى الى نتائج جيدة. واعتبرت اشادة الزعيم البريطاني التي جاءت أمس في مجلس العموم، أوضح إشارة حتى الآن على عزم بلير تأييد عمل عسكري أميركي محتمل ضد العراق. وقال بلير في سياق إجاباته على أسئلة برلمانية في استجوابه الاسبوعي، «دعوني أوضح شيئاً واحداً. إن هؤلاء المفتشين لم يكونوا ليعودوا الى العراق ليأدوا عملهم لولا الموقف الصارم والملح الذي اتخذته الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرون». واعتبر مراقبون ان هذا المديح هو أكثر من ثناء عادي، لاسيما انه جاء رداً على انتقادات وجهها أعضاء في مجلس العموم لبوش في اليوم الذي أعلنت فيه باريس وبرلين عن عدم استعدادهما لدعم الحرب المفترضة. وقد أكد النائب دينزل ديفيز، وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية أوائل التسعينات في سؤال طرحه على بلير، ان تصريحات بعض أركان الادارة الاميركية تساهم في رفع درجة قلق الشعب البريطاني من الحرب المزمعة. وامتنع بلير عن الاجابة عن سؤال وجهه له تشارلز كينيدي زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار، حول ما إذا كانت هناك ظروف معينة سترفض فيها لندن دعم حملة أميركية منفردة ضد العراق. واعتبر الزعيم البريطاني أن «من الافضل ذكر الظروف التي سندعم فيها عملاً عسكرياً» ضد العراق. وقال إن بين هذه الظروف صدور قرار ثان لمجلس الامن الدولي يجيز العمل العسكري او قيام احد الاعضاء الدائمين للمجلس بممارسة حق النقض على نحو «غير مقبول».

واكد رئيس الوزراء البريطاني ان «من المهم ان يكون مفتشو الاسلحة قادرين على القيام بعملهم وان يكون لديهم الوقت (الكافي) للقيام بعملهم». واردف «لكن دعونا نكون واضحين حول طبيعة عملهم». وتابع «إن عملهم ليس لعب لعبة الاستغماية مع (الرئيس) صدام حسين»، في تعبير عن ضيقه بما يراه تلاعباً وتهرباً عراقياً مستمراً من الاعتراف الصريح بترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تملكها بغداد. واضاف ان المفتشين ليسوا عبارة عن «وكالة بوليسية» مشدداً على ان الوقت قد حان كي يكون الرئيس العراقي «واضحاً وصادقاً».