على طريقة اساليب سجناء المافيا فر الممرض الأميركي، تيد ماهر، قاتل الملياردير اليهودي اللبناني، إدمون صفرا، في موناكو، من سجنه بالامارة ليلة الثلاثاء ـ الأربعاء الماضية، حيث كان يمضي عقوبة مدتها 10سنوات، الا أنه لم يبت خارج السجن المركزي بالامارة سوى ليلة واحدة، اذ عثروا عليه أمس وهو في أحد الفنادق بمدينة نيس بالريفييرا الفرنسية، وفق ما أفادت مصادر قضائية بالامارة المتمتعة بالحكم الذاتي في الجنوب الفرنسي.
ولخص بيان أمني من دائرة السجن عملية فرار تيد، البالغ من العمر 44 سنة، بانها تمت بالمشاركة مع سجين آخر، كان يقضي عقوبة في السجن لقيامه بهجوم مسلح «بعد أن عملا على نشر القضبان الحديدية في زنزانتهما المشتركة» بحسب الوارد في البيان.
وكان الممرض الأميركي، المتزوج والأب لثلاثة أبناء، اعتقل في 1999 يوم اضرامه النار في شقة لصفرا تطل على مرفأ مونت كارلو، مفتعلا الحادث بطريقة ينال فيها رضاه ومكافأته، بحيث يبدو معها كبطل قاوم محاولة من ملثمين تسللا الى الشقة لاغتيال رجل ترك ثروة تزيد على 3 مليارات دولار. الا أن ماهر أخطأ في الحسابات وارتبك عند اشعال حريق صغير في سلة للمهملات بالشقة التي تزيد مساحتها على ألف متر مربع، فقضى صفرا عن 67 سنة فجر 4 ديسمبر (كانون الأول) 1999 مختنقا هو وممرضته الأميركية الفلبينية الأصل، فيفيان تورين، داخل حمام فرا اليه وسط ما تسرب من دخان الحريق الذي بدأ بشرارة صغيرة من عود ثقاب بسيط وانتهى بالقضاء على محتويات شقة تحتل طابقين علويين من مبنى «بيل إيبوك» الذي اشتراه صفرا بـ42 مليون دولار. وقضى الحريق على صاحب الشقة الذي كان يخشى الخطف والاغتيال ويتصور أن مافيات روسية تسعى وراءه منذ سنوات، لذلك أقام في ما كان يشبه قلعة حصينة، لم تكن تدخلها صغيرة أو كبيرة الا وترصدها الكاميرات وأجهزة المراقبة والانذار.
ومثل ماهر أمام المحكمة الموناكية في أوائل الشهر الماضي، حيث حكم عليه بالسجن 10 سنوات لقتله عن غير عمد مستخدمه صفرا، الذي سبق وتعرف اليه قبل الحادثة بنصف عام في مستشفى بنيويورك، أجرى فيه الملياردير اليهودي اللبناني فحوصات، كشفت في ابريل (نيسان) 1999 عن اصابته بمرض الباركنسون، المعروف بالرجف الرعّاش، فباع معظم ما كان يملك، وراح يعيش حياة المريض الساعي وراء العلاج، وسط القلق من القتل والاغتيال والباحث في الجنوب الفرنسي عن الأمن والأمان.
=