مسؤولة روسية: ديون دول عربية لموسكو 35 مليار دولار.. ومصالحنا بالعراق تساوي 40 مليارا

TT

دعت ايرينا خاكامادا نائبة رئيس مجلس الدوما الروسي الى دعم التقارب بين روسيا والعالم العربي انطلاقا من اسس جديدة تراعي المتغيرات الدولية التي تحدد الكثير من ملامح سياسات موسكو اليوم. وقالت خاكامادا، التي كانت تتحدث في ندوة «ازفيستيا» التي عقدتها تحت عنوان «العلاقات الروسية العربية المشاكل والآفاق» بمشاركة السفراء العرب وممثلي الاوساط السياسية: ان ديون عدد من البلدان العربية لروسيا تبلغ قرابه 35 مليار دولار فيما تبلغ قيمة المصالح الاقتصادية لروسيا في العراق ما يزيد عن 40 مليار دولار. وفيما اشارت خاكامادا التي تعتبر احد ابرز رموز اليمين الروسي الى تغيير اولويات السياسة الروسية، قالت إن البلدان العربية يجب ان تكون حريصة على عدم اقحام روسيا في اي نزاع عسكري او مواجهة مع الغرب نظرا لان ذلك سيعود بالضرر على كل الاطراف. واكدت اتساع ساحات الاتفاق بين الجانبين وتنامي دور روسيا كلاعب اساسي في الساحة الدولية. وكان الدكتور خيري العريدي سفير فلسطين في موسكو قد استهل اعمال الندوة باستعراض لما يجري في الاراضي العربية المحتلة مشيرا الى جرائم اسرائيل وقيادتها التي تواصل انتهاك ما جرى التوصل اليه من اتفاقيات ومعاهدات. ودحض السفير الفلسطيني ما يقال حول تدخل العرب في الشيشان مؤكدا الاتفاق في الرأي حول ان القضية الشيشانية شأن داخلي لروسيا.

وفيما اشاد بما تقوم به موسكو على صعيد التسوية السلمية ودعم شؤون العرب في الساحة الدولية، قال آخرون ومنهم ممثلو الاوساط السياسية الروسية بتقاعس موسكو عن اداء واجبها في مواجهة تسلط عالم القطب الواحد. واشار هؤلاء الى وقوع الاعلام الروسي تحت سيطرة ممثلي دوائر الاعمال والاوساط اليهودية التي تواصل تشويه الحقائق وحشد الرأي العام في روسيا تأييدا لاسرائيل وممثليها من ذوي الجنسية المزدوجة.

واحتدم النقاش حول ما قاله فلاديمير لوكين نائب رئيس مجلس الدوما وممثل تحالف «يابلوكو» اليميني الذي خلط بين الارهاب والحق المشروع في التحرر الوطني مما جعله يتهم العرب والفلسطينيين بارتكاب العمليات الارهابية دون التطرق الى ما يرتكبه المحتل الاسرائيلي من جرائم.

من جانبه اتهم حيدر جمال رئيس الحركة الاسلامية في روسيا بأنها تحاول التستر وراء الوساطة السياسية في الشرق الاوسط لاخفاء عجزها عن القيام بدور فعال يليق بها كدولة عظمى، وقال ان اوضاع ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي تكشف عن الارتماء في احضان الغرب ما افقد الشرق الاوسط عنصر التوازن في مواجهة الضغط الاميركي. وردا على كل هذه الاتهامات قال فلاديمير ترفيموف نائب رئيس ادارة الشرق الاوسط في الخارجية الروسية ان بلاده تظل العماد الرئيسي لكل الجهود المبذوله من اجل استئناف المباحثات لتحقيق التسوية في الشرق الاوسط. واشار الى ان موسكو تظل من اولى الدول التي يتمتع فيها الفلسطينيون بتمثيل دبلوماسي على مستوى السفارة التي تحمل اسم «دولة فلسطين». وقال ان موسكو تواصل اداء دورها في آلية رعاية السلام بعد تراجع جهود الراعي الآخر، فيما نجحت عمليا في تشكيل ما يسمى اليوم بالرباعي الدولي. ومضى ليشير الى وجود الكثير من الخلافات التي تعكر صفو العلاقات بين عدد من الدول العربية في نفس الوقت الذي لا توجد فيه بين روسيا واي من هذه الدول اية خلافات. واستعرض ممثل الدبلوماسية الروسية ما تقوم به موسكو من خطوات من اجل منع اندلاع الحرب في العراق والحيلولة دون اي تصرف احادي الجانب بعيدا عن مجلس الامن.