وفد سداسي لتجمع المعارضة السودانية يتوجه إلى نيروبي الأحد المقبل للقاء الوسطاء وسكرتارية الإيقاد

TT

قال النائب الأول لرئيس الجمهورية السوداني علي عثمان محمد طه امس، إن الحوار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لا يعني «خيانة لدماء الشهداء ولا تراجعاً أو ضعفاً». واضاف:«الواقع أن القضية سياسياً ستظل قائمة، وإن تمكنت القوات المسلحة من دحر التمرد بمدينة تلو اخرى». وقال مخاطبا أعضاء المؤتمر الوطني الحاكم بولاية الخرطوم: «لا بد من السعي للحلول الناجعة وفق الحوار، وإعطاء الآخرين ما هو حق لهم، والاحتفاظ بما هو حق لنا، لا سبيل للتفريط في الشريعة الإسلامية بالعاصمة القومية، وعلى الحركة أن تلتزم في المفاوضات بما نصت عليه اتفاقية ماشاكوس من عهود ومواثيق». واوضح أن الحكومة ستظل تنظم مشاريع التغيير الاجتماعية لتنظيم الحياة وفقاً للتصور الشرعي الخاص بالحياة العامة والمظهر العام. وكان طه يرد بذلك على الأصوات التي تنتقد استهداف المرأة بقوانين المظهر العام.

على صعيد آخر نفى الأمين العام للمؤتمر الوطني السوداني إبراهيم احمد عمر امس أن تكون الحكومة السودانية قد خرقت اتفاق الهدنة الموقع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي خلال العمليات التي تجري في غرب النوير. واتهم عمر الحركة بأنها تحاول اعاقة مجهودات الحكومة في مجال التنمية وقال في تصريحات صحافية: «نحن لا نثق في دعاوى الحركة بعد أن اكدت الحكومة جديتها لتحقيق السلام».

وكانت القوات المسلحة السودانية قد أصدرت بياناً مساء امس اشارت فيه إلى أن قوات الحركة بعد أن انسحبت من منطقة الفراديس في غرب النوير بدأت في «إعادة التجمع جنوب غربها بهدف مواصلة اعمالها العدائية مرة أخرى». وقالت: «ان هذا يؤكد بجلاء توجهات أعداء السلام في حركة التمرد، حيث تتزامن الأعمال العدائية مع بداية استئناف مفاوضات السلام التي ستظل الهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة». وقال البيان: «ان القوات المسلحة صدت محاولة فاشلة لقوات التمرد في منطقة الفراديس بمنطقة غرب النوير وكبدت قوات الحركة خسائر في الأرواح والمعدات، ولاذ جميعهم بالفرار بعد أن استطاعت القوات المسلحة أن تحتل قاعدة العدو التي يخطط منها لعملياته في ربكواي».

من ناحية اخرى بدأ تجمع المعارضة السودانية استعدادات مكثفة يقودها رئيسه محمد عثمان الميرغني للاعداد لسفر وفد رفيع المستوى الى كينيا، ليكون قريبا من المفاوضات وتحديد مهمته والاتفاق على الرؤية التي سيتم طرحها على الوسطاء وعملية التنسيق مع وفد الحركة الشعبية في المفاوضات.

وقال حاتم السر علي المتحدث الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي لــ «الشرق الاوسط» ان الميرغني واللجنة الرباعية المعنية بمتابعة مفاوضات ماشاكوس التي يرأسها الفريق عبد الرحمن سعيد وتضم التجاني الطيب وفاروق أبو عيسى وباسفيلكو لادو لالو، سيجتمعون بعد غد مع الوفد السداسي الذي سيتوجه يوم الاحد المقبل الى نيروبي، لبحث كل ما يتعلق بمهمة الوفد وكيفية ادارته للمشاورات واللقاءات التي سيجريها مع الوسطاء وسكرتارية الايقاد ووفد الحركة الشعبية.

وقال السر علي ان هذه الخطوة تأتي تكملة للقاءات سابقة عقدها الميرغني مع مبعوث الرئيس الاميركي في أسمرة، ولقاءات عقدها وفد التجمع خلال جولته في اميركا واوروبا اخيرا، كما انها تأتي ايضا في اتجاه ضرورة تحقيق المشاركة الكاملة للتجمع في عملية السلام.

واشار الى ان وفد التجمع الوطني الديمقراطي المسافر الى كينيا يتكون منه وتيسير محمد احمد وباسفيلكو لادو لالو وشريف حرير والشيخ عمر محمد طاهر والشفيع خضر.

وحول جهود الجامعة العربية من خلال مبادرتها التي طرحها الامين العام للجامعة عمرو موسى قال السر : «انها جهود مقدرة، فالميرغني اكد ان اجتماعه مساء اول من امس مع موسى كان ناجحا جدا، وانه سيقوم بترتيب لقاء عاجل لمبعوثة الامين العام للسودان نادية مكرم عبيد مع اعضاء هيئة قيادة التجمع خلال الايام القادمة».

من جانبه اشاد الميرغني بموقف موسى ودعوته للحوار بين الفصائل السودانية لتحقيق الوفاق. واعرب عن أمله في أن «تترتب على ذلك خطوات ايجابية للتوصل إلى حل سياسي شامل لمشاكل السودان، بما يتماشى مع الجهود المبذولة حالياً سواء في اطار ماشاكوس أو غيرها» وعن رؤيته للجولة الحالية قال إن ما يهمه هو «التوصل إلى اتفاق عادل وشامل».

وحول الاتصالات التي جرت أخيراً بين واشنطن وأطراف سودانية، بينها وفد من التجمع قال الميرغني: «هذا سوف ينعكس على مفاوضات ماشاكوس الحالية، فهذه الاتصالات تستهدف نجاح هذه المفاوضات، وأن يكون طرح أطرافها أكثر مرونة».

من جانب آخر وصفت نادية مكرم عبيد نتائج لقاءات موسى مع مختلف الأطرف السودانية بأنها ايجابية جداً. واشارت الى «أن هناك ارادة سياسية عربية قوية جداً متضامنة مع السودان وهذا هو المطلوب».

واوضحت أن الجامعة العربية تنسق مع مختلف الأطراف، والهيئات الدولية المعنية بهذه القضية وخاصة الأمم المتحدة. ووصفت دور الميرغني بأنه «دور محوري في حل مشاكل السودان لما يتمتع به من تأثير واحترام كبيرين داخل وخارج السودان ، كما أنه يقدر تماماً الدور الذي تقوم به الجامعة العربية وامينها العام بهدف تقريب وجهات النظر.

وقالت: «اننا بدأنا نشعر بنتائج ايجابية جداً، وسوف اتصل برئيس الحركة الشعبية جون قرنق، خاصة بعد أن هاتفه الأمين العام عدة مرات». وأشارت نادية عبيد إلى أن الموقف الأميركي تجاه حل المشكلة السودانية «يقترب كثيراً من موقفنا، لأننا نعمل جميعاً في اطار الحرص على وحدة السودان، ومن أجل مصلحته».