مصدر إيراني ينفي إصابة منتظري بالنسيان وفقدان الذاكرة

TT

نفى مصدر قريب من المرجع الشيعي الأعلى آية الله حسين علي منتظري ما اعلنته صحف ايرانية مقربة من التيار المحافظ مثل «كيهان» من ان عالم الدين المعارض الموضوع تحت الاقامة الجبرية منذ سنوات مصاب بمرض النسيان وفقدان الذاكرة.

وأكد المصدر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مدينة قم أمس ان كبير مراجع قم يعاني فقط من آلام في الصدر والرجلين بسبب منعه من الخروج من بيته بموجب قرار فرض الاقامة الجبرية عليه بأمر من مرشد الجمهورية الايراني علي خامئني وحكم محكمة علماء الدين. وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يرأسه الرئيس محمد خاتمي قد اصدر قبل ثلاثة أسابيع قراراً برفع نظام الاقامة الجبرية عن منتظري والسماح له بتلقي العلاج في الخارج غير ان محكمة علماء الدين والحرس الثوري ودائرة أمن محافظة قم رفضت القرار ومددت فترة الاقامة الجبرية الى موعد غير محدد. وحينما توجه فريق طبي برئاسة مساعد وزير الصحة الى قم بأمر من الرئيس خاتمي لتفقد صحة منتظري، تصدت له وحدة من الحرس الثوري وأجبرته على مغادرة مقر منتظري. وبعد بضعة ايام ونتيجة لاحتجاج اكثر من 100 نائب في البرلمان الايراني، سمح للفريق الطبي بأن يزوز منتظري لنصف ساعة.

وكان منتظري قد أدلى قبل اربع سنوات بتصريحات أثارت غضب المرشد خامئني وعلماء الدين الحافظين، اذ وجه انتقادات لعلماء الدين المحافظين الذين اتهمهم بعرقلة مسيرة الاصلاحات التي بدأها الرئيس خاتمي. واعتبر منتظري ان القيادة الدينية في ايران غير مؤهلة دينياً وسياسياً لادارة البلاد.

وتعرض بعد ذلك لاجراءات قاسية واعتقل ابنه سعيد وصهره وبعض أقاربه وتلامذته، ولكنه واصل مخاطبة الرأي العام عبر الانترنت، مما دفع سلطات الأمن الى مصادرة اجهزة الكومبيوتر الموجودة في مكتبه وبيت ابنه البكر احمد عدة مرات.

وكان آية الله جلال الدين طاهري كبير علماء الدين في مدينة اصفهان الذي استقال من مهامه كإمام الصلاة في اصفهان في العام الماضي احتجاجاً على ملاحقة الاصلاحيين وتعطيل الصحف الحرة، قد اصدر نداء في الاسبوع الماضي الى كبار مراجع ايران طالب فيه بتدخلهم السريع من أجل رفع الاقامة الجبرية عن منتظري، وقال «ان صمت العلماء حيال الظلم المستمر الذي يمارس بحق منتظري غير مبرر وعليهم القيام بمسؤوليتهم حيال مرجع مناضل قضى ثلث حياته في السجن وفي المنفى. وأخيراً تحت الحصار». وتبعت نداء طاهري رسالة وجهها نائب اصلاحي الى الرئيس خاتمي باعتباره رئيس المجلس الاعلى للأمن القومي للاسراع في اتخاذ قرار برفع الاقامة الجبرية عن منتظري والسماح له بتلقي العلاج خارج مدينة قم.

وأفاد المصدر القريب من منتظري بأن اجهزة الأمن قامت مؤخراً بنشر اشاعات زعمت ان منتظري قد توفي لاختبار ردود فعل المواطنين في حالة وفاة المرجع الديني الأعلى.