المكوك يتكون من 2.5 مليون قطعة و 230 ميلا من الأسلاك و1440 مفتاحا كهربائيا و1060 صماما ميكانيكيا

TT

في البداية توقفت اجهزة الاستشعار الحراري، ثم اخفقت العجلة اليسرى ثم كل معدات الهبوط للجانب الايسر من المكوك «كولومبيا»، وارتفعت درجة حرارة المركبة ذات الـ 116 طنا الى 3 آلاف درجة. ورغم ان انفجار المكوك ادى الى النظر مجددا في عملية اقلاعه في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، فان الخبراء يحذرون من التسرع في الاستنتاج، فالمكوك يتكون من 2.5 مليون قطعة منها 230 ميلا من الاسلاك و 1440 مفتاحا لغلق الدوائر الكهربائية وما يقرب من 1060 صماما وتوصيلة سمكرية.

ولدى عودته عبر اجواء الارض، فان اهم هذه الاجزاء هي 27 الف قطعة من القطع او «القرميد» المصنوع من السليكا الزجاجية التي تتحمل حرارة شديدة. ومع تحليقه بسرعة 17 الف ميل في الساعة فان المكوك يدخل اجواء الارض على ارتفاع 400 الف قدم. وفي ال 300 الف قدم الاخيرة منها تزداد كثافة الجو، مما يزيد الاحتكاك ويقلل السرعة بحيث يمكن التحكم بنزول المكوك، الا ان ذلك يولد حرارة هائلة.

ويشبه الفيزيائي البرت ويلون العضو في اللجنة الرئاسية التي حققت في كارثة انفجار مكوك «تشالنجر»، الدخول الى الاجواء بـ«دفع وسادة كبيرة»، اذ هنا «تصبح الاشياء اكثر سخونة واكثر خطرا. والمهم وجود ذلك الدرع الحراري الواقي». وكانت تقارير حديثة قد ابدت قلقا من برنامج المكوك الفضائي، حيث اعلن ريتشارد بلومبرغ الرئيس الاسبق لهيئة السلامة الفضائية الاستشارية امام لجنة فرعية لمجلس النواب مختصة بالفضاء في كل سنوات عملي لم أكن قلقا في اي وقت مضى حول سلامة المكوك كما أنا الآن». وكان مكتب المحاسبة العام في اغسطس (آب) 2000 قد حذر من ان تقليص عدد العاملين في «ناسا» ادى الى صعوبة الاشراف على برنامج المكوك وتطويره. اما تقرير مؤسسة راند الذي ابدى قلقا مشروعا فقد قاد «ناسا» الى تشغيل 12 خبيرا من المؤسسة للاشراف على الاصلاحات فيها.

* خدمة واشنطن بوست : خاص بـ«الشرق الأوسط»