قوات الاحتلال تهدم 22 منزلا قرب مستوطنة في الخليل والسلطة الفلسطينية تصف الإجراء بجريمة حرب

TT

هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس 22 منزلاً في محيط قرية بيت عانون القربية من حي هخارصينا في مستوطنة شمال شرقي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بزعم انها بنيت من دون تراخيص، اضافة الى ان المنطقة شهدت في الأسابيع الأخيرة عدة عمليات مسلحة ضد أهداف اسرائيلية أسفرت عن مقتل مستوطن اسرائيلي وثلاثة جنود آخرين وان المسلحين يختبئون في هذه المنازل، حسب زعم مصادر اسرائيلية. ونددت السلطة الفلسطينية امس بعملية الهدم واصفة اياها بأنها جريمة حرب. وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية «اننا نستنكر وندين بأشد العبارات إقدام الحكومة الاسرائيلية على هدم 22 منزلا فلسطينيا في الخليل بالضفة الغربية»، معتبرا ذلك محاولة لفرض الامر الواقع من خلال توسيع الاستيطان.

واكد عريقات «ان ما يحدث في الخليل جرائم حرب، وهدم هذا الكم الهائل من المنازل هو تكريس للحقائق الاستيطانية على الارض وفرض الامر الواقع».

واضاف «ان عدم طرح آليات الزامية ومراقبين دوليين على الارض وجداول زمنية وآليات لتنفيذ «خريطة الطريق»، خاصة الشق المتعلق بتجميد النشاطات الاستيطانية، يعني ان حكومة (آرييل) شارون ستسابق الزمن لخلق الحقائق على الارض». وطالب عريقات مجددا اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوربي وروسيا) بضرورة الزام اسرائيل بوقف هدم البيوت. واعتبر عريقات ان هذا الهدم هو «هدم سياسي وليس لاسرائيل شأن ان تفتش على رخص البناء الفلسطينية لان هذا من شأن بلدية الخليل الفلسطينية.. وهذا الهدم هدفه فرض الحقائق على الارض لتوسيع النشاطات الاستيطانية».

ونقل مركز الاعلام الفلسطيني عن مصادر فلسطينية في المنطقة أن جرافات الاحتلال بدأت منذ ساعات الفجر بهدم هذه المنازل بحجة أنها بنيت بدون ترخيص، وسط تعزيزات أمنية كبيرة ونظام منع التجول على المنطقة، تحسبا من وقوع مصادمات مع الفلسطينيين. وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت أصحاب هذه المنازل إنذارات مسبقة إلا أنهم استأنفوا القرار لدى المحاكم الاسرائيلية التي ردت الاستئناف قبل عدة أيام.

وقال عريف الجعبري محافظ الخليل ان قوات الاحتلال دمرت 15 منزلا تقع في منطقة «ام البقر» في جبل جوهر جنوب المدينة وسبعة منازل في منطقة «قيزون» في بلدة بيت عانون.

من ناحيتها اكدت الادارة المدنية للاحتلال انها بصدد تدمير مزيد من المنازل الفلسطينية في منطقة الخيل سيما تلك الواقعة في حي هخارصينا.

وكان قادة ما يعرف بمجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة «يشع» قد طالب قادة الجيش وحكومة شارون بتدمير الف بيت فلسطيني بحجة انها تقع بالقرب من الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون وتشكل مصدر خطر على سلامتهم لقيام عناصر المقاومة الفلسطينية بالاختباء فيها عند تنفيذ عمليات اطلاق النار. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال تتعمد هدم منازل الفلسطينيين في تلك المنطقة لضمان امتداد مستوطنة هخارصينا بمحاذاة الخط الالتفافي رقم 60 والالتقاء بمستوطنة كريات أربع ومنع أي امتداد لمنازل الفلسطينيين هناك.

يذكر أن قوات الاحتلال هدمت خلال انتفاضة الأقصى وما قبلها العشرات من منازل الفلسطينيين في حي البويرة والبقعة والشعابة القريبة من مستوطنتي كريات أربع وهخارصينا لنفس السبب.

وأعلنت مصادر طبية في مدينة بيت لحم عن إصابة طفلين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية، في مخيم الدهيشة.

وذكرت المصادر أن جنود الاحتلال فتحوا النار على مجموعة من الصبية، مما أدى إلى إصابة كل من: فايز جميل الحموز، 15 عاماً، بعيار ناري في البطن، ومهند محمد حسن، 11 عاما، بعيار ناري في الكتف، ووصفت حالة الطفلين بأنها متوسطة. وأصيب عدد من طلبة المدارس بحالات اختناق، جراء إطلاق جنود الاحتلال قنابل الغاز صوبهم، أثناء محاولتهم الوصول إلى مدارسهم رغم حظر التجول المشدد التي تفرضه قوات الاحتلال على المحافظة منذ 70 يوماً.

وفرضت قوات الاحتلال الاسرائيلية حظر التجول على بلدة سلواد شرق محافظة رام الله والبيرة. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عن شهود عيان، قولهم إن عدة آليات عسكرية اسرائيلية توغلت في أحياء البلدة، وشرعت في عملية تفتيش واسعة، بعد أن أعلنت عبر مكبرات الصوت عن حظر التجول. وأكد شهود العيان وقوع عمليات مداهمة للعديد من منازل البلدة.

وأوضح المهندس محمد عبد المجيد، رئيس بلدية سلواد أن حملات المداهمة والتفتيش التي قامت بها قوات الاحتلال تركزت في مناطق رأس علي، ووسط البلدة، والسهيلة في الجزء الشرقي منها.

وأعادت قوات الاحتلال الاسرائيلية، منع التجول على مدينة بيت لحم والمدن والقرى المحيطة بها. ونسبت «وفا» الى شهود عيان قولهم، ان دوريات الاحتلال تجولت في المدن والمخيمات التابعة والمحيطة لبيت لحم: بيت ساحور ـ بيت جالا ـ الدوحة ـ الخضر ـ قرية أرطاس ـ والمخيمات الثلاثة: العزة والدهيشة وعايدة، وأعلنت عبر مكبرات الصوت منع التجول. وأضافوا أن الجنود أطلقوا قنابل الغاز السام والقنابل الصوتية باتجاه المواطنين أثناء توجههم الى أعمالهم، مما أدى الى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وعزلت قوات الاحتلال قرى وبلدات قفين وباقة الشرقية ونزلة عيسى شمال طولكرم عن المدينة، وباقي قراها المجاورة. ونصبت صباح امس حاجزاً عسكرياً على مفترق رمانة عند المدخل الجنوبي لبلدة باقة الشرقية المحاذي لبلدة عتيل وقطعت طريق طولكرم ـ الشعراوية، واوقفت السيارات واخضعتها لعمليات تفتيش دقيقة وأجبرت ركابها على العودة من حيث أتوا بحجة أن المنطقة عسكرية مغلقة.

وشهد الحي الجنوبي من طولكرم وضاحية أرتاح منذ الساعات الاولى من صباح امس، وجوداً مكثفاً لدوريات الاحتلال التي تجولت على طول طريق مدرسة الإسراء ضاحية أرتاح، واكالت الشتائم البذيئة للمواطنين عبر مكبرات الصوت المثبتة على الجيبات العسكرية وأعلنت حظر التجول على المدينة حتى إشعار آخر.