متسناع يشترط استعداد شارون للانسحاب من غزة والتفاوض مع السلطة الفلسطينية لدخول الحكومة الائتلافية

TT

ذكرت مصادر مقربة من رئيس حزب العمل الاسرائيلي، عمرام متسناع، انه خلال لقائه اليوم مع رئيس الوزراء ارييل شارون، سوف يبلغه رفضه دخول حكومة وحدة قومية. ويطرح هذا الرفض بطريقة غير مباشرة، يظهر فيها بعض الشروط السياسية لكي يفكر في الموضوع بشكل ايجابي.

وقالت هذه المصادر ان متسناع سوف يوجه مجموعة من الاسئلة الى شارون، يعبر فيها عن شروطه المذكورة، بشكل غير مباشر، منها: «هل انت مستعد للانسحاب الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك ازالة جميع المستوطنات القائمة فيه حاليا؟ هل انت مستعد لاقامة جدار امني فاصل بين اسرائيل وبين الضفة الغربية من بيسان شمالا وحتى عراد جنوبا، وازلة المستوطنات النائية او المزروعة وسط التجمعات الفلسطينية الكبيرة؟ هل انت مستعد لتحويل الميزانيات والموارد المالية والمادية المخصصة للمستوطنات الى بلدات داخل الخط الاخضر في اسرائيل؟ هل انت مستعد لبدء الاتصالات والمحادثات السلمية مع السلطة الوطنية الفلسطينية؟».

فاذا اجاب شارون بالنفي سيكون ذلك بمثابة اغلاق لباب الحوار حول امكانية مشاركة حزب العمل في حكومة وحدة، واما اذا كان الرد ايجابيا، فان حزب العمل سوف يدرس بشكل ايجابي تغيير قراره ويفتح باب المفاوضات على دخول حكومة شارون.

وجاء هذا الموقف لدى متسناع، اثر الضغوط عليه من داخل حزبه وكذلك من الخارج، فهو كان قد قر قراره بالامتناع عن دخول الحكومة، حتى يتفرغ لبناء الحزب من الداخل ويبني شعبيته من جديد، من خلال المعارضة البرلمانية والميدانية. وقال ان ما اثبتته نتائج الانتخابات الاخيرة هو ان وجود حزب العمل في الحكومة عاد عليه بالدمار. لكن انتقادات واسعة وجهت له بسبب هذا الموقف، وهدد شيمعون بيريس وزير الخارجية السابق، بان ينسحب من الكنيست تماما ويعتزل السياسة اذا ذهب العمل الى المعارضة. وخرج رئيس بلدية ريشون لتسيون، مئير ينتسان، بحملة ضد متسناع اتهمه فيها بالضحالة في فهم المصلحة القومية.

وانتقلت المعركة بين متسناع وينتسان الى وسائل الاعلام، امس، ببث مباشر فتبادلا الشتائم. وانضم الى معسكر متسناع الامين العام لحزب العمل، اوفير بنيس، الذي قال ان ينتسان عمل ضد الحزب في الانتخابات الاخيرة، واعتبره خائنا. فرد ينتسان عليه فورا قائلا: ان الخائن هو القائد العسكري الذي يترك جنوده في المعركة لأن آراء وزير دفاعه لا تعجبه (يقصد بذلك عمرام متسناع، الذي كان قد استقال من قيادة الجيش في الضفة الغربية سنة 1988 لأنه لم يكن راضيا عن سياسة تهشيم العظام التي اعلنها وزير الدفاع آنذاك اسحق رابين، وكان قد فعل الامر نفسه عندما اختلف مع ارييل شارون وزير الدفاع آنذاك، حول سياسته ابان حرب لبنان).

* شينوي ضد الشرقيين

* من جهة ثانية بدأ حزب شينوي «التغيير» اتصالاته لتشكيل الحكومة المقبلة. واعلن رئيسه يوسف لبيد، امس، انه سيسعى بجد لدخول حكومة شارون.

وكشف النقاب امس عن عدد من شروط هذا الحزب لدخول حكومة شارون، وظهر انها تتركز بالاساس في الموضوع الاقتصادي، حيث انه يطالب بتخفيض اعباء الضرائب عن الشرائح الوسطى. وأما في الموضوع الديني، فقد تراجع خطوة اخرى الى الوراء، حينما اعلن استعداده لدخول حكومة يكون في ائتلافها حزب «يهودت هتوراه» (حزب اليهود الغربيين ـ الاشكناز المتدينين) ولكن ليس حزب «شاس» (حزب اليهود الشرقيين المتدينيين).

واعتبر حزب «شاس» ذلك موقفا عنصريا موجها ضد اليهود الشرقيين، لكن لبيد حاول الدفاع عن نفسه بالقول انه وافق على التحالف مع «يهودت هتوراه» لأن هذا الحزب يرفض ان يكون ممثلاً في الحكومة. وقال: مستعد لتحالف كهذا مع «شاس» ايضا، اذا تنازل قادته عن حقائبهم الوزارية.