امتنعت الحركة الشعبية لتحرير السودان امس من المشاركة في جلسة المفاوضات الخاصة بمناقشة قضيتي اقتسام السلطة والثروة، في اطار محادثات السلام السودانية الجارية حاليا في مدينة كرن الكينية، احتجاجا في ما يبدو على استيلاء قوات الحكومة على بلدة في الجنوب. وقال مصدر دبلوماسي قريب من المفاوضات لـ«الشرق الأوسط» ان «اجواء المفاوضات اصبحت في غاية السلبية، نتيجة قيام القوات الحكومية ومليشيات موالية لها بالاستيلاء على مدينة اكوبو التابعة للحركة الشعبية». وكان من المفترض طوال الخمسة ايام الماضية ان يتم التوقيع على ملحق لمذكرة وقف العدائيات، لكن المصدر اشار الى وجود تحفظات ابداها الوفد الحكومي على المذكرة. وقال «يبدو ان هناك ضغوطاً من جهات ودوائر سياسية وعسكرية في الخرطوم بعدم توقيع المذكرة» التي تحدد آليات جديدة للرقابة على اتفاق وقف العدائيات. ومن المفترض ان يصل الى نيروبي وفد عسكري حكومي لمناقشة هذه الاتفاقية. واضاف المصدر ان الحركة الشعبية «لم تشارك امس في جلسة المفاوضات لمناقشة قضيتي السلطة والثروة في انتظار حسم قضية وقف العدائيات، والتوقيع على الملحق الخاص بها».
من جهتها اعلنت ميليشيا موالية للحكومة السودانية امس انها استعادت السيطرة على بلدة اكوبو الجنوبية من ايدي قوات الحركة الشعبية. وقال جاثوم جاثوث قائد قوة الدفاع عن جنوب السودان، وهي ميليشيا موالية للحكومة، ان «قوة مشتركة من قوة الدفاع عن جنوب السودان ومن حركة تحرير جنوب السودان التي يقودها طبان جورج استعادت اكوبو» أول من امس.
واضاف، في حديث مع وكالة رويترز، ان الميليشيا التي يقودها بنفسه لا تلتزم باتفاق وقف اطلاق النار ببن الحكومة والحركة الشعبية رغم ان قائد الميليشيا باولينو ماتيب ضابط رفيع بالجيش السوداني. وتعد حركة تحرير جنوب السودان ميليشيا مستقلة يقودها مايكل وال. وقال جاتوت ان الهجوم جاء ردا على استيلاء الجيش الشعبي (الجناح العسكري للحركة الشعبية) على البلدة في العام الماضي.
ولم يتسن الاتصال بالجيش السوداني للحصول على تعليق. الا ان مسؤولا بوزارة الاعلام السودانية اشار الى وجود عدة ميليشيات نشطة في المنطقة لكنه اشار الى ان الجيش ليس متورطا. وتقع اكوبو التي استولى عليها الجيش الشعبي لمدة ثلاثة اشهر على بعد 900 كيلومتر جنوب الخرطوم على الحدود الاثيوبية وتسكنها قبائل النوير ثاني اكبر جماعة قبلية في جنوب السودان وخصم لدود لقبائل الدينكا الجماعة العرقية الرئيسية في الجيش الشعبي.