ارتياح عراقي لمقتل الطيار الإسرائيلي منفذ الهجوم على مفاعلهم النووي في كارثة المكوك «كولومبيا»

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: أعرب العراقيون امس عن أسفهم لتحطم مكوك الفضاء الاميركي كولومبيا يوم السبت، غير انهم شكروا رب العالمين على «انتقامه» لبلادهم من خلال مقتل الاسرائيلي الذي كان ضمن طاقمه، والذي شارك في تدمير مفاعل «تموز» العراقي سنة 1981. وقال المدرس عطا احمد، رافعا عينيه الى السماء «أشكر رب العالمين الذي انتقم منهم».

واضاف احمد الذي كان جالسا في مقهى الزهاوي وسط بغداد «لا زلت اذكر اليوم الذي اغاروا فيه على بلادنا».

وكان الكولونيل ايلان رامون، 48 عاما، اول اسرائيلي يصعد الى الفضاء ضمن طاقم المركبة كولومبيا المكون من سبعة رواد قضوا في الحادث. وكان هذا الطيار السابق في الجيش الاسرائيلي قد شارك في الحرب العربية ـ الاسرائيلية سنة 1973 وفي غزو لبنان سنة 1982. غير ان سكان بغداد يذكرونه اساسا بسبب مشاركته في الغارة الاسرائيلية على مفاعل «تموز» العراقي. وقال عبد الكريم شاكر وهو يشرب كأسا من الشاي في المقهى «لقد كان مفاعل تموز ذو الاستخدام السلمي، موضع فخرنا لاننا كنا البلد العربي الوحيد الذي بلغ هذا المستوى». وقال هذا البغدادي، مثيرا اشارات تأييد بالرأس من باقي رواد المقهى، ان «الصهاينة والادارة الاميركية لا يسمحون لأي بلد عربي بتهديد اسرائيل». ولم يخف شاكر غضبه ازاء «السماح لاسرائيل بامتلاك ما تريد من المفاعلات والاسلحة النووية في الوقت الذي يمنع فيه العراق وباقي الدول العربية من ذلك».

اما جعفر باقر (اختصاصي اشعة متقاعد) فقد قال ان «اعداء العراق لم يدمروا مفاعل تموز فحسب بل اغتالوا عددا من اكفأ علمائنا». وقطع شابان كانا يلعبان «طاولة الزهر» في احدى زوايا المقهى لعبتهم. وقال احدهما (ابو انور) «لقد حزنا لدى سماعنا الأخبار لان في الامر خسارة للعلم وللانسانية. ونحن نشعر بالتعاطف ازاء الشعب الاميركي وليس لدينا شيء ضده. نحن لا نكره الا رئيسهم (جورج بوش) لأنه يريد بنا سوء». واوضح صالح وهو طالب ان «الغارة على مفاعل تموز ليست مجرد هجوم سياسي وعسكري، بل هي محاولة تدمير لقدراتنا». واضاف «لذلك نعتبر ان الحادث (كولومبيا) هدية إلهية. لقد ضربوا برامجنا العلمية واليوم انتقم الله لنا منهم. لقد شعرنا بالارتياح لخسارة الصهاينة أحد علمائهم».