الأسد يشدد في لقائه مع وزير الخارجية اليوناني على أهمية الدور الأوروبي في تجنب حرب العراق

الشرع: تنفيذ القرار 1441 مسؤولية مجلس الأمن وليس من حق أي دولة كانت

TT

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدور الأوروبي مع الدور الإقليمي للدول المجاورة للعراق يمكن أن يشكل عاملاً مهماً في تجنيب العراق ضربة عسكرية وإنقاذ المنطقة والعالم من ويلات الحرب والدمار، كما أكد لدى استقباله امس رئيس مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، وزير الخارجية اليوناني، جورج باباندريو، استمرار سورية في لعب دور نشط ورئيسي لمنع وقوع عدوان على العراق.

وأشار بيان رئاسي سوري إلى أن اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء السوري، وزير الخارجية، فاروق الشرع، وميغيل أنخل موراتينوس،المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، وسفير اليونان في دمشق، تناول ضرورة وكيفية توحيد وتنسيق الجهود بين سورية والاتحاد الأوروبي وبين الدول المجاورة للعراق لمنع وقوع حرب على العراق.

وأكد باباندريو أن أوروبا لعبت دوراً مهماً في إعادة الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، وأثنى على الدور الذي لعبته سورية في مجلس الأمن وفي اسطنبول لتفادي وقوع عدوان على العراق.

وقال البيان السوري إن الرئيس الأسد أكد أن التقارير التي قدمها المفتشون تظهر أن العراق يتعاون وأن المطلوب الآن هو منح المزيد من الوقت للمفتشين وتعزيز التعاون الأوروبي مع الدول المجاورة للعراق للتوصل إلى حل سلمي للمسألة العراقية ضمن إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وعقب اللقاء أعلن الوزير الشرع في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون في غضون الأسبوعين المقبلين اجتماعاً في بيروت تلبية لدعوة لبنانية، وألمح إلى إمكانية نقل مؤتمر القمة العربي الدوري المفترض عقده في المنامة في شهر مارس (آذار) المقبل إلى القاهرة حيث مقر الجامعة العربية.

وأضاف الشرع ان وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي سيعقدون اجتماعاً الأربعاء المقبل في نيويورك بناء على طلب من وزير الخارجية الأميركي كولن باول وافق عليه مجلس الأمن، في ضوء ما تردد عن أن لدى باول بعض المعلومات أو الوثائق أو الأدلة الموجهة إلى الحكومة العراقية.

وأضاف الشرع ان تقديم أية معلومات من قبل أية دولة عضو في مجلس الأمن الدولي هو من حيث المبدأ شيء إيجابي، لكن إذا كان تقديم هذه المعلومات يهدف إلى التشكيك بتقرير المفتشين الدوليين فإن في ذلك مخالفة لمضمون قرار مجلس الأمن 1441.

وقال وزير الخارجية السوري :لقد صوتت سورية على القرار 1441 لكي ينفذ بأمانة من قبل العراق وإننا نعتبر أن الأزمة هي بين الأمم المتحدة والعراق وليست بين الولايات المتحدة والعراق، مؤكداً أهمية أن يدرك المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة أن الأزمة ليست بين العراق والولايات المتحدة، وإننا نتمنى بطبيعة الحال أن يدرك الشعب الأميركي هذه الحقيقة، لأنه في هذه الحالة لن يوافق على أي عمل أميركي منفرد ضد العراق.

وفي هذا الإطار أوضح الشرع أن القرار 1441 لا يخول أحداً بشن الحرب على العراق، مشيراً إلى أن تقريري هانس بليكس ومحمد البرادعي يوضحان عدم وجود أي مسوغ للحرب مشيراً إلى أن تقرير البرادعي أكد عدم العثور على أي برنامج نووي في العراق. وقال الشرع إن معنى ذلك أن المحاولة الأميركية إذا لم تدعم بوثائق مادية ملموسة ومقنعة فإنها ستأتي ضمن سلسلة الاتهامات التي تظهر بين الحين والآخر منذ الأشهر الماضية.

وأعرب الشرع عن اعتقاده بأن الحرب ستدخل المنطقة في حالة فوضى، وقال إن هذا يعني أن ما نحاول أن نتجنبه سوف يحدث، هو مزيد من العنف والإرهاب والفوضى وسفك الدماء والضحايا فيما إذا حدثت الحرب.

وأكد وزير الخارجية السوري على التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية وخاصة المجاورة للعراق التي تتحمل دائماً مسؤولية تاريخية.

ورداً على سؤال عن سبب عدم دعوة الكويت لاجتماعات الدول المجاورة للعراق قال الوزير الشرع، لقد شرحنا للكويتيين السبب، وسوف تكون الكويت مدعوة إذا ما حدث اجتماع مقبل في دمشق.

وعما يتصل بما نص عليه القرار 1441، قال الشرع «إن هذا القرار ينص على بعض الواجبات على العراق، لكن هناك أيضاً واجبات على الولايات المتحدة، إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن يوكل إليها تنفيذ القرار 1441 خارج إطار الأمم المتحدة، ولفت الشرع إلى أن هذا القرار يجب أن ينفذ من قبل مجلس الأمن وليس من قبل دولة بعينها في مجلس الأمن سواء كانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة أو غيرها.

وعما إذا كانت هناك حاجة لأن يصدر مجلس الأمن قراراً جديداً بشأن العراق قال الشرع، «حتى الآن لا توجد حاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن، بل هناك حاجة لإعطاء المفتشين الدوليين وقتاً أكبر لينجزوا عملهم وينهوا مهمتهم، وحتى الآن لم ينتهوا من عملهم»، وأضاف «يجب أن لا نتدخل في عملهم أبدا».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل، قال الشرع إنه أصبح مقرراً نتيجة طلب أميركي وافق عليه مجلس الأمن أما اجتماع وزراء الخارجية العرب فهو يقرر من قبل الدول الأعضاء في الجامعة والأمانة العامة للجامعة العربية، وقد تقدم لبنان بطلب لعقد هذا الاجتماع، وأرجح أن يحصل على إجماع أو شبه إجماع على عقده خلال الأسبوعين المقبلين، وبالنسبة لمؤتمر القمة العربي، فهناك مؤتمر قمة عربي يفترض أن يعقد دورياً إما في البحرين أو في مقر الجامعة العربية في شهر مارس (آذار) المقبل.

من جهته أكد الوزير اليوناني الذي يقوم حالياً بجولة في المنطقة يرافقه فيها المنسق الأوروبي لعملية السلام ميغيل أنخل موراتينوس أن هناك أملا بالوصول إلى حل سلمي للأزمة العراقية عبر تنفيذ القرار 1441، مشيراً إلى استمرار الاتصالات الأوروبية في مجلس الأمن الدولي، من أجل إرسال رسالة واضحة وقوية بأن الاستنتاج بعدم إمكانية الوصول إلى سلام من دون حرب هو استنتاج غير صحيح، حيث أن المجتمع الدولي يريد السلام. واتفق باباندريو مع الوزير الشرع على أن ليس من حق الولايات المتحدة وحدها أن تقرر الحرب ضد العراق، وإنما جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ودعا العراق إلى التعاون الإيجابي الكامل مع المفتشين الدوليين. وعن نتائج الانتخابات الإسرائيلية قال باباندريو إن من المهم جداً التوصل إلى رؤية شددت عليها أوروبا قبل ذلك وهي الوصول إلى تحقيق دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. وسوف يتوجه وزير الخارجية اليوناني، بعد عودته لبلاده، الى نيويورك، للمشاركة في جلسات مجلس الامن. وفيما اعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية اليونانية، بانيوتيس بيغليدس،ا ن بلاده ـ الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي ـ تحاول احتواء الازمة العراقية بشتى الطرق السلمية، اكد ان مجلس الامن «هو الاطار المؤسساتي الشرعي الوحيد لتطبيق قرارات الامم المتحدة».