ساحل العاج: المظاهرات تسقط اتفاق تقاسم السلطة مع المتمردين وتدعو فرنسا لاستخلاص الدروس من تدخلها

TT

أبيدجان ـ وكالات الأنباء: اعلن مصدر مقرب من الرئيس العاجي لوران غباغبو امس في ابيدجان ان اتفاق السلام الموقع اخيرا في باريس بعد وساطة فرنسية مضنية يرفضه العاجيون الذين يتظاهرون يوميا منذ اسبوع. واستبعد تنفيذ بنود الاتفاق داعيا فرنسا الى استخلاص الدروس من معارضة العاجيين لاقتسام السلطة ومناصب حساسة في الدولة مع «متمردين».

وقال توسان الان المساعد الكبير للرئيس غباغبو لرويترز لقد اصبح «لا مفر من اعادة التفاوض حول اتفاق ماركوسي». واضاف ان المظاهرة الضخمة التي نظمت اول من امس اظهرت ان المواطنين رفضوا بصورة جماعية اتفاق تقاسم السلطة مع المتمردين.

وقال الان في اتصال هاتفي من باريس «ان اعادة التفاوض حول اتفاق ماركوسي حتمية». واضاف ان الرسالة من الشارع كانت موجهة للفرنسيين، ولذا يجب ان تكون لدى وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الشجاعة ليعترف بفشل ماركوسي ويعيد اطلاق العملية بأن يعيد الصياغة من البداية للبنود التي صدمت شعب ساحل العاج.

وفي هذا الإطار قالت مصادر بالشرطة في ساحل العاج ان مئات من انصار المعارضة خرجوا في مظاهرة امس في العاصمة ابيدجان، كبرى مدن البلاد، بعد العثور على جثة يعتقد انها لاحد مؤيدي المعارضة.

وقالت المصادر ان الجثة عثر عليها صباح امس في «مقبرة» للسيارات القديمة في ضاحية ادجامي المزدحمة في المدينة، حيث تجمع الكثير من المتظاهرين الذين اعربوا عن غضبهم باضرام النار في السيارات.

ولم تحدد الشرطة هوية صاحب الجثة، لكن المتظاهرين قالوا انه ممثل معروف يدعى كمارا فكاراموغو يريفي، وهو عضو في اكبر حزب معارض في البلاد تابع لرئيس الوزراء السابق السان وتارا، التنظيم السياسي الوحيد الذي رفض توقيع اتفاقية السلام التي توصلت اليها الاطراف المتنازعة اخيرا في باريس. واختطف كمارا قبل قتله ليل اول من امس.

وكان مئات الاف المتظاهرين قد تدفقوا على ابيدجان اول من امس للتنديد باتفاق توسطت فيه فرنسا لانهاء الحرب التي اندلعت عقب محاولة انقلاب فاشلة في 19 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وجاءت تلك المظاهرات في ذروة احتجاجات اتسمت بالعنف على مدار اسبوع ضد الاتفاق الذي يقول انصار الرئيس لوران غباغبو ان فرنسا التي كانت تحتل ساحل العاج من قبل فرضته عليها لاعطاء ميزة للمتمردين الذين يسيطرون على نصف اراضي البلاد.

ويهدف اتفاق السلام الى انهاء الصراع الذي يهدد المنطقة بأسرها وهو يقضي باسناد مواقع حكومية مهمة للمقاتلين وخصوم غباغبو السياسيين الذين يشككون في فوزه في الانتخابات الرئاسية التي اجريت عام .2000 وسقط مئات القتلى وشرد اكثر من مليون منذ تفجر الصراع في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 16 مليون نسمة، وهو اكبر منتج للكاكاو في العالم.