الرئيس البوسني يتعرض لاعتداء طائفي في شمال البلاد

TT

تعرض الرئيس البوسني سليمان تيهيتش لمحاولة اعتداء طائفي في مدينة توزلا (120 كيلومترا شمال سراييفو) عندما كان في زيارة تفقدية للمنطقة. وقالت الشرطة البوسنية ان الرئيس لم يكن داخل السيارة عندما بدأ احد الكاثوليك برجمها بزجاجات فارغة، مما ادى الى احداث اضرار مادية بالسيارة وجرح السائق الخاص للرئيس.

وألقت الشرطة في مدينة توزلا القبض على الجاني ويدعى توني ستيبانوفيتش، 63 عاما، واودعته السجن في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق. وكان الجاني قد جاء للبوسنة قادما من كرواتيا عام 1984، ثم استقر فيها وحصل على جنسيتها عام 1992. وقال سائق الرئيس البوسني انه تجاهل تهديدات الجاني عندما قال له «اذهبوا من هنا فهذه ارض كرواتية»، لكنه لم يتخيل ان ذلك سيتطور الى رجم السيارة والسائق بزجاجات الخمر الفارغة.

وكانت مجلة يسارية بوسنية موالية للكروات قد اعتبرت مطالبة 6 آلاف طالب بوسني بالغاء برنامج تلفزيوني اخباري موال لوزير خارجية البوسنة السابق زلادكو لوجومجيا، انه كان بوحي من الرئيس سليمان تيهيتش، واصفة اياه بـ«هتلر». واصدر حزب «العمل الديمقراطي» الذي يرأسه تيهيتش بيانا ذكر فيه ان تيهيتش «كان احد ضحايا النازية الصربية، وانه مر بخمسة معتقلات تشبه معتقلات ادولف هتلر، ولولا تضحياته وتضحيات اخوانه ما كان يمكن ان تكون هناك صحافة حرة في البوسنة، تقول ما تريد من دون ان تعاقب».

وكان الطلبة قد اشتكوا من السيطرة الكرواتية (نصف مليون كرواتي مقابل مليونين ونصف المليون بوشناقي) على وسائل الاعلام في البوسنة ولا سيما التلفزيون البوسني الذي اعتمد منذ سنتين اللهجة الكرواتية متجاهلا لهجة الاغلبية المسلمة. وتقول الجالية الكرواتية في البوسنة والتي اصبحت تتمتع بحق المواطنة ان الجاني «مختل عقليا، وتصرف تحت تأثير الخمر»، الا ان مراقبين يؤكدون بأن ما تفوه به الجاني يسكن اغلب كروات البوسنة الذين نزحوا من بلدهم كرواتيا الى البوسنة في فترات مختلفة من التاريخ، واغلبهم وخاصة الموجودين حاليا في مناطق وسط وشمال وشرق البوسنة قدموا للبوسنة بعد تشكيل دولة يوغوسلافيا الاتحادية بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة جوزيف بروز تيتو الذي كان كرواتيا، معاديا للشيفونية.

وتشير المصادر التاريخية التركية والبوسنية في البلاد الى ان الاتراك ساهموا ايضا في الوجود الاثني بالبوسنة خلافا لمنطقة الهرسك، حيث ادى انخراط البوسنيين في الجيش العثماني الى استقدام كروات من الدولة المجاورة كرواتيا للعمل في الفلاحة، وقد استقر الكثير منهم بعد ذلك في البوسنة، واصبحوا مواطنين بوسنيين. وبعد الحقبة العثمانية في البوسنة (1463 ـ 1878) احتلت النمسا البلاد وقدم كاثوليك من مناطق مختلفة من العالم، واستقروا فيها. وبعد الحرب العالمية الاولى (1914 ـ 1918) اعتبر اولئك الكاثوليك انفسهم كرواتا بالاتفاق مع الكروات الاصليين لتقوية موقفهم في ذلك الحين. الا انه لا يزال هناك كاثوليكا من بولندا والمجر وغيرها يصرون على انهم كاثوليكيون وليسوا كرواتا.