البغداديون يعرفون أول ضحايا الحرب المقبلة

مصفاة الدورة تمد العاصمة العراقية بشريان الحياة وتدميرها يصيب المدنيين بكارثة

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يخشى سكان بغداد ان تكون مصفاة الدورة الذي تمد المدينة بالطاقة ضمن الاهداف الاولى للطائرات الاميركية في حال شن حرب على العراق لقلب نظام الرئيس صدام حسين.

واكد المدير العام للمصفاة دثار الخشاب الذي كان يرتدي بدلة زرقاء وهو يشير بيده الى مداخن المصفاة العملاقة، «هذه المصفاة ستقصف بالتأكيد. وسيضربونها مع بدء الهجوم». واضاف الرجل صاحب الشاربين الاخذين في الابيضاض «لقد قمنا بالاحتياطات الامنية المتبعة اثر الغارات على المصفاة سنة 1991» خلال حرب الخليج الثانية التي اعقبت الغزو العراقي للكويت. غير انه اضاف «لا يمكننا منع اصابتها وكل ما يمكننا فعله هو تقليص الخسائر».

وانشئت المصفاة التي تقع في جنوب بغداد سنة 1955 من قبل شركات اميركية وبريطانية قبل ان يتم تأميمها. وتنتج المصفاة البنزين والبنزين الثقيل والكيروسين وسائل الغاز الطبيعي.

وتبلغ طاقة انتاجها القصوى 100 الف برميل يوميا غير انها لا تنتج حاليا الا ما بين 60 و70 الف برميل في اليوم «بسبب نقص التجهيزات وقطع الغيار نتيجة العقوبات» المفروضة على العراق، بحسب الخشاب.

وقال ان البغداديين متمسكون كثيرا بهذه المصفاة لانها «شريان حياة مدينتهم. وفي حال تدميرها فان الامر سيكون كارثة لانه في ايام معدودة تصبح العاصمة بدون محروقات وكهرباء».

ويعتقد الكثيرون من سكان بغداد ان الهجمات ستبدأ كما حدث سنة 1991 بغارات جوية وقصف صاروخي على البنى التحتية كالمصافي ومحطات توليد الكهرباء والجسور.

وستكون مصفاة الدورة ضمن اهداف القصف لان الاميركيين وحلفاءهم سيسعون الى خنق العاصمة العراقية وضواحيها التي تمثل قاعدة ارتكاز النظام العراقي.

ومع بداية التهديدات بشن حرب بدأ سكان بغداد الذين لا تزال المحنة التي المت بهم سنة 1991 مع ضرب مصفاة الدورة ماثلة في اذهانهم، يخزنون البنزين ومولدات الكهرباء في منازلهم.

وفي المقابل اتهم العسكريون الاميركيون الرئيس العراقي بالرغبة في اضرام النار في ابار النفط كما فعل في الكويت خلال حرب الخليج الثانية .1991 ولم يؤكد المسؤولون العراقيون او ينفوا هذه التهم غير ان عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي المح الى ان العراق لن يسمح للولايات المتحدة بالاستيلاء على احتياطيه النفطي الثاني عالميا بعد المملكة السعودية.

واكد موظف في المصفاة طلب عدم كشف اسمه «هذا غير معقول تماما. كيف يمكن لصدام حسين او لاي عراقي ان يلحق الضرر ببلاده وشعبه». واضاف «هذه اكاذيب للمساس بمصداقيتنا. والهدف الحقيقي للاميركيين هو السيطرة على المخزون النفطي العراقي».

وفي الوقت الذي تقرع فيه طبول الحرب زارت مجموعة من دعاة السلام الاميركيين مصفاة الدورة في عملية تبرع بالدم سموها «الدم مقابل النفط» في اشارة الى برنامج «النفط مقابل الغذاء» الدولي الذي يسمح بمقتضاه منذ 1996 للعراق ببيع قسم من نفطه لشراء حاجاته الاساسية.

وتؤكد ميديا بنجامين وهي تبتسم لطبيب يغرز ابرة في ذراعها لاخذ دم تحت خيمة نصبت داخل المصفاة «اذا ما كانت هناك ضرورة لاسالة الدم فينبغي ان يكون من اجل السلام والحياة والانسانية ولكن ليس من اجل النفط».