أجواء حزن تهيمن على الفلسطينيين في عيد الأضحى والأهالي ليس لديهم نقود لشراء ملابس العيد لأطفالهم

TT

غزة ـ أ.ف.ب: يستقبل الفلسطينيون عيد الاضحى هذه السنة في اجواء حزن يؤكدون انها اسوأ من السنوات السابقة مع استمرار الحصار الاسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية فضلا عن حرمان المئات منهم من أداء فريضة الحج في مكة المكرمة.

وتقول الحاجة أم أشرف شلوف، 55 عاما، الذي قتل أحد أبنائها برصاص الجيش الاسرائيلي خلال الانتفاضة «بعد موت ابني لم يعد للحياة أي معنى والاوضاع سيئة جدا ولم اشتر لاولادي ملابس العيد لان زوجي عاطل عن العمل».

أما أنور قويدر، 40 عاما، وهو من سكان مدينة غزة فيقول «لا أشعر باجواء العيد هذه السنة حتى ان عدد الزبائن الذين يترددون على المحلات التجارية محدود».

وردا على سؤال حول ما اذا كان قد اشترى لأطفاله ملابس العيد، يوضح قويدر «لم أفعل هذه السنة. فلم يعد لدي مصدر للرزق بعدما أحرقت قوات الاحتلال الاسرائيلية متجري» في سوق الشجاعية الشعبي في وسط مدينة غزة.

ويقول قويدر بحسرة «عشرون عاما من التعب والشقاء ذهبت هدرا»، مضيفا «أي عيد هذا والناس تقتل وتذبح. لقد طلب ابني مني صباحا نقودا ولم أتمكن من مصارحته واقول له انني لا املك مالا».

وفي المقابل يؤكد الفتى محمود الشرباصي، 9 أعوام، انه «ليس بحاجة لملابس العيد». ويوضح ان والده كان يعمل في اسرائيل وهو الآن عاطل عن العمل بسبب الحصار والاغلاق الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

وتقول سهيلة العجلة، 60 عاما، التي اصطحبت حفيدتها الى السوق لتشتري لها ملابس العيد «انها مرتفعة الثمن وابحث عن أسعار زهيدة لأن زوجي عاطل عن العمل وابني كان عاملا داخل الخط الاخضر وهو ايضا عاطل عن العمل الآن».

ويجلس العجوز السبعيني محمد شحادة كل يوم أمام محله المدمر في حي الشجاعية متحسرا «لا عيد طالما ان الاحتلال الاسرائيلي مستمر. كنت بالأمس استورد وابيع سلعا والآن انتظر رزقي من الله».

ويوضح ان ابنه «معتقل في سجون الاحتلال ومصدر رزقه دمر والعيد آت وبالرغم من كل شيء أحمد الله».

وفي السوق يقف ايضا الفتى عزت جعباص الذي يبيع ملابس اطفال فى حي الشجاعية يوميا بعد عودته من المدرسة ليعول اسرته. ويقول ان «مسؤولية اعالة اسرتي تقع على عاتقي منذ صغري».

يضاف الى ذلك منع اسرائيل مئات الفلسطينيين من التوجه الى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج.

وكان وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات قد أعلن الاربعاء الماضي ان السلطات الاسرائيلية منعت الف فلسطيني من «عائلات الشهداء» الفلسطينيين من السفر عبر المعابر الحدودية الى السعودية لاداء مناسك الحج.

وفي هذا الاطار يقول محمود النيرب المدير العام لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية «لقد حرمنا من أبسط حقوق الانسان وهي حرية العبادة والشعائر الدينية، فالحج ركن أساسي وهو حق أي انسان ومن حق كل مسلم ان يمارسه».

وتابع ان منع «اهالي الشهداء من اداء فريضة الحج، يندرج في اطار العقاب الجماعي لكافة ابناء الشعب الفلسطيني. فقد توجهت اسر الشهداء الى المعبر وتم تحضير الحافلات لنقلهم، لكن للأسف منعوا جميعا من الخروج من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي».

وأوضح النيرب ان «عدد الحجاج الذين منعوا من الحج اكثر من ألف وخمسمائة حاج منهم 522 دون الـ35 من العمر و1000 من غزة والضفة الغربية من أهالي الشهداء منعوا أيضا».

ويقول الحاج جواد المدهون الذي منع من السفر «شعوري كارثي بكل معنى الكلمة، لأنه حتى وان كنا في وطن يرزح تحت الاحتلال لا يمكن التصور بان تصل عنجهية سلطة الاحتلال الى درجة منع الانسان من ممارسة شعائره الدينية».

وقال ان «رحلة الحج شاقة للغاية برا لكن للأسف منعت من السفر».