حمود أطلع السفراء العرب على أفكار أعدها لبنان لاجتماع وزراء الخارجية وذكر بقرارات قمة بيروت

TT

اعتبر وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان «الحرب ليست الحل» للمسألة العراقية، وطالب العراق بمواصلة التجاوب مع مهمة المفتشين الدوليين «سحباً لكل ذريعة تصل بأميركا الى الحرب». وقال حمود الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده امس بعد لقائه رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدة في بيروت، ان الحل السلمي لهذه المسألة «رسالة عربية يجب ايصالها» الى واشنطن والى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، مضيفاً ان هذا الحل «ممكن وليس بعيد المنال».

واعلن الوزير اللبناني انه تداول هذا الامر مع السفراء الذين اجتمع معهم، طالباً منهم «نقل هذا التصور لحكوماتهم» ودعا الى التزام «سقف المقررات العربية» التي صدرت عن قمة بيروت مارس (اذار) 2002 وعن اجتماعين لوزراء الخارجية في القاهرة (5/9/2002) ودمشق (11/9/2002).

ويأتي اجتماع حمود والسفراء العرب في بيروت، في اطار المشاورات الجارية تحضيراً لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في القاهرة في السادس عشر من فبراير (شباط) الجاري، وقد اطلعهم على «افكار اعدها لبنان» بهذا الشأن.

واستهل الوزير حمود مؤتمره الصحافي بالقول: «على مسافة ايام معدودة من اجتماع وزراء الخارجية العرب في السادس عشر من هذا الشهر لتدارس موضوع التهديدات بضرب العراق، وجدت من الضروري ان ألتقي بسفراء الدول العربية ورؤساء البعثات لاطلعهم ليس فقط على اجواء اجتماعنا وبعض الافكار التي اعدها لبنان لهذا الاجتماع لينقلوها الى وزراء الخارجية العرب، لكن ايضاً لاطلاعهم على ما جرى في مجلس الامن في الخامس من هذا الشهر وايضاً على مهمة المفتشين وضرورة افساح المجال واعطاء هؤلاء المفتشين الوقت الكافي لاستكمال مهمتهم، وذلك تأكيداً على ما ورد في قرار مجلس الامن 1441، وعلى ان مجلس الامن هو السلطة التي تلتزم بالامن والسلم الدوليين وهو وضع يده وسيظل واضعاً يده على قضية العراق».

واضاف: «ان العودة الى مجلس الامن واجبة ولا يجوز الخروج عن هذا القرار وعن مهمة المفتشين التي لم تستكمل بعد، كما تحدثنا ايضاً عن الوضع العربي وعن التأكيد والتذكير بالقرارات العربية التي صدرت عن قمة بيروت وعن اجتماعينا لوزراء الخارجية، وقلنا انه من الواجب الالتزام بهذه القرارات وعدم تخفيض سقفها وهذا هو الحد الادنى. كما تداولنا ايضاً بعض المواقف واشرنا الى المواقف الاميركية المتكررة والمتعددة واشرنا بصورة خاصة الى ما ورد في حديث للوزير (كولن) باول عن مصالح اميركا والاهتمام بها في اعادة تشكيل المنطقة. وتناولنا ايضاً خطورة الحرب وانعكاساتها وضرورة تجنيب منطقتنا العربية نتائج هذه الحرب الكارثية، وسنعمل كوزراء للخارجية وعلى ابواب انعقاد قمة عربية بكل ما اوتينا من وسائل وقدرات وعلى كل المستويات بان تصل الرسالة العربية الى حيث يجب، أكان ذلك الى الامم المتحدة او الى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والى اميركا، لدعوتها الى اعتماد الحل السلمي وهذا ممكن وليس بعيد المنال».

ورداً على سؤال لفت الوزير حمود الى ان «هناك مواقف من دول عظمى دائمة العضوية في مجلس الامن لا توافق على الحرب وتقول ان العودة الى مجلس الامن، وتمكين المفتشين من اكمال مهمتهم، هما افضل بكثير واهم بكثير من اللجوء الى الحرب التي لا تحل قضية وانما تخلق مشاكل وقضايا اخرى. ونحن هنا في بالنا الآن وغداً وعندما نجتمع، ان نوضح موقفنا ونقول بأن على اميركا الا تتفرد في اتخاذ قرار بهذه الخطورة وهذه الانعكاسات بل ان يكون مجلس الامن والامم المتحدة هما المرجعية لأي قرار يتعلق بالسلم والامن الدولي، لاسيما وان ميثاق الامم المتحدة نص على ان مجلس الامن مسؤول عن السلام والامن الدوليين، وليس مسؤولاً عن الحرب. واذا كان هناك من نزاع فمجلس الامن هو الذي يضع يده على هذا النزاع وصولاً الى حل له. اضف الى ذلك، ما نسمعه من بعض الاوساط بأن عدم اخذ الامم المتحدة لمسؤولياتها في ما يتعلق بهذا الموضوع يجعل منها هيئة غير ذات اهمية وغير ذات صفة. اما في نظرنا فالامر يختلف، لأن ما يجب ان تقوم به الامم المتحدة هو ان تظل اي قضية واي نزاع بين يديها».

وقيل للوزير حمود ان العالم يعد الايام لبدء الحرب ونحن العرب ما زلنا نختلف على موعد القمة العربية في مارس المقبل، وعليه ماذا تنفع القمة العربية في حال بدأت الحرب؟ اجاب: «المهم العمل العربي، وكيف نعمل له، لعلكم تتابعون الاتصالات التي تجري بين القادة العرب بالنسبة للقمة التي من المفيد ان تعقد، لكن هذا لا يعني ان العمل العربي المشترك متوقف. هذا الهم العربي الكبير هو في بالنا يوماً بعد يوم وليلاً ونهاراً. ان تعقد القمة هذا شيء جيد، والعمل العربي المشترك يجب ان يستمر. ولذلك فإن الاجتماعات متواصلة ومتلاحقة ويجب الا نجذب انفسنا الى هذه الاسئلة. يجب ان نقول ماذا نفعل وكيف نفعل تحت اي شكل من اشكال العمل العربي المشترك».

وكان الوزير حمود قد استقبل مدير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة روس ماونتين المقيم في جنيف يرافقه ممثل برنامج الامم المتحدة للتنمية ايف دوسان بحضور مدير المنظمات الدولية السفير انطوان شديد، ولم يعلن اي شيء عن طبيعة الاجتماع.