العراق يسلم بليكس والبرادعي وثائق إضافية عن أسلحته وأحد علمائه البيولوجيين يرفض لقاء المفتشين على انفراد

TT

سلم العراق امس رئيسي المفتشين الدوليين هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وثائق «اضافية» تتعلق بتسلحه «النووي والبيوكيماوي»، على ما افاد مصدر قريب من الامم المتحدة في بغداد. في الوقت نفسه رفض عالم بيولوجي عراقي استجوابه على انفراد من قبل مفتشي الامم المتحدة.

واضاف المصدر نفسه في تصريح للصحافيين عقب الجولة الثانية من مباحثات بليكس والبرادعي مع المسؤولين العراقيين «لقد قدم العراقيون للامم المتحدة وثائق اضافية». وردا على سؤال حول ما اذا كانت تتعلق بالاسلحة «النووية والبيوكيماوية» قال المصدر، «نعم». ولمعرفة ما اذا كان المفتشون يعتبرون ان هذه الوثائق مفيدة قال المصدر «لم نصل بعد الى هذا الحد». واضاف ان العراقيين كانوا سلموا اول من امس المفتشين وثائق كان من المنتظر ان تتم دراستها امس. وعقد بليكس والبرادعي صباح امس مباحثات مع وفد عراقي بقيادة اللواء حسام امين رئيس دائرة الرقابة الوطنية العراقية المكلفة التنسيق مع المفتشين الدوليين واللواء عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة. وجرت جولة اولى من المباحثات مساء اول من امس عقب وصول بليكس والبرادعي الى بغداد. ووصف بليكس المحادثات بأنها كانت «جوهرية للغاية». وقال البرادعي من جهته «نحن ندرس العديد من القضايا العالقة والجانب العراقي يمدنا بتوضيحات بهذا الصدد». واضاف «اننا نبحث طريقة العمل سواء بالنسبة الى تحليق طائرات المراقبة واللقاءات مع العلماء (العراقيين) والقضايا العالقة بشأن المجالات الكيماوية والبيولوجية والصواريخ. وسنرى غدا (اليوم) النتائج».

وكان من المتوقع ان يقوم بليكس والبرادعي امس بزيارة ودية الى مسؤول عراقي اكبر لم يعلن عنه وذلك قبل اجراء الجولة الثالثة والاخيرة من المحادثات مع فريق المراقبة العراقي. وتجري المباحثات في مقر وزارة الخارجية العراقية. وتناول بليكس والبرادعي مساء اول من امس العشاء في احد مطاعم بغداد مع وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي واللوائين امين والسعدي. واشارت الصحف العراقية في صفحاتها الاولى باقتضاب الى وجود بليكس والبرادعي في بغداد من دون اي تعليق. وتحدثت صحيفة «العراق» عن «مباحثات فنية» في حين اكتفت «الجمهورية» بالاشارة الى وصولهما، وعنونت «القادسية» كما يلي «انعقاد الجولة الاولى من المباحثات مع الامم المتحدة في بغداد». ومن المقرر ان يرفع بليكس والبرادعي الى مجلس الامن الذي تشقه انقسامات عميقة حول المسألة العراقية، تقريرا حول سير عمليات التفتيش الجمعة المقبل.

وخفف العراق من تشدد موقفه الاسبوع الماضي وسمح لاول مرة للمفتشين باستجواب العلماء بدون حضور مسؤولين عراقيين. لكنه لم يقدم تنازلات في ما يتعلق بتحليق طائرات الاستطلاع «يو 2» قائلا انه لا يمكن ان يضمن سلامتها في الوقت الذي تحرس فيه الطائرات الحربية والبريطانية منطقتي حظر الطيران فوق شمال العراق وجنوبه. الى ذلك، رفض عالم بيولوجي عراقي اول من امس لأسباب اجرائية لقاء مفتشي نزع الاسلحة الدوليين، على ما افاد امس المتحدث باسم المفتشين الدوليين في العراق هيرو يواكي. واوضح يواكي ان هذا العالم الذي لم يحدد هويته، قبل استجوابه على انفراد من قبل لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) «غير انه لم يقبل اجراءات المقابلة التي لم تقع في نهاية المطاف». من ناحية ثانية، تجولت امس فرق التفتيش في ثمانية مواقع مشتبه فيها من بينها مدرسة ابتدائية في بغداد. وقال مسؤولون عراقيون وشهود عيان ان فريقا للاسلحة البيولوجية تفقد مدرسة بدر الابتدائية في بغداد وفتش ملعبها ولم يكن التلاميذ بالمدرسة في ذلك الحين. كما فتش فريق اخر للاسلحة البيولوجية منطقة التاجي الواقعة الى الشمال من العاصمة بينما زار فريق ثالث مصنعا لمنتجات الالبان في بغداد. وزارت فرق اللجنة التي تضم خبراء من عدة مجالات، موقعين عسكريين وفتش خبراء الصواريخ ثلاثة مواقع اخرى.