برلماني كردي ومرافقاه قتلوا في كمين لجماعة «أنصار الإسلام» وإيران تنفي قصف قواتها مواقع التنظيم الأصولي

TT

لقي البرلماني الكردي شوكت الحاج مشير ومرافقان له حتفهم اول من امس بعد استدراجهم الى كمين نصبه مسلحو جماعة «انصار الاسلام» الاصولية المتطرفة التي تقاتل قوات الاتحاد الوطني في المناطق القريبة من مدينة حلبجة (شمال شرقي السليمانية) منذ سبتمبر (ايلول ) .2001 والضحية كان احد اعضاء المجلس الوطني الكردستاني (البرلمان) عن الكتلة الخضراء وعضو في قيادة الاتحاد الوطني واستدرج الى الكمين بعد ان تلقى رسالة من مجموعة من مقاتلي «انصار الاسلام» تدعوه الى لقاء لبحث امكانية تسليم انفسهم وترك صفوف «انصار الاسلام» مقابل ضمانات منه باعتباره احد ابناء المنطقة المعروفين، فوعدهم باللقاء في قرية كاميشته به الواقعة بمنطقة شهروزر وذهب برفقة اثنين من حراسه الى بيت احد المزارعين في القرية بانتظار وصولهم، لكنهم حينما حضروا الى مكان اللقاء رشقوا البيت بوابل من الرصاص فلقي الحاج مشير مصرعه مع اثنين من مرافقيه اضافة الى ربة البيت وعدد من اطفالها.

واصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني بيانا ادان فيه الجريمة التي استهدفت حياة احد اعضائه القدامى والذي وصفه بأنه احد مقاتلي المفارز المسلحة الاولى للنضال ضد النظام الدكتاتوري. واصدرت الكتلة الخضراء في البرلمان الكردستاني بيانا مماثلا ادانت فيه الجريمة. وعلى صعيد ذي صلة عرض تقرير حديث صدر عن منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) الاوضاع المزرية التي يعيشها سكان المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي جماعة «انصار الاسلام»، حيث تفرض الجماعة اجراءات تعسفية على السكان، منها منع الاستماع الى الموسيقى واستخدام اجهزة البث التلفزيوني وفرض الحجاب الافغاني على النسوة، الى جانب ممارسات التعذيب ضد المعتقلين والاسرى الموجودين لديهم. واشار تقرير المنظمة ايضا الى تجاوزات الجماعة على المراقد والمزارات المقدسة لدى المسلمين في المنطقة، خاصة هدم مراقد شيوخ الطريقة النقشبندية العالمية قبل اشهر.

الى ذلك، نفت طهران امس معلومات مفادها ان قواتها قصفت مواقع «انصار الاسلام». ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قوله للصحافيين ان «هذه المعلومات خاطئة حتى وان كانت الجمهورية الاسلامية لا توافق على مواقف انصار الاسلام». وكان مصدر مستقل في كردستان قد ذكر ان الجيش الايراني اطلق نيرانه على «انصار الاسلام» اعتبارا من مساء الاربعاء الماضي وحتى صباح الخميس. وقال المصدر نفسه ان واشنطن اعطت طهران مهلة حتى الخميس لضرب المجموعة والا فان الطائرات الاميركية والبريطانية ستقوم بضربها. واضاف آصفي ان «انصار الاسلام» هي «مجموعة مشكوك في أمرها» لكن ايران «لا تشن اي عمل عقابي ضد مجموعات تتمركز في الخارج». ونفت ايران باستمرار الاتهامات الصادرة خصوصا من الاكراد بدعم «انصار الاسلام». وقد خفف الاتحاد الوطني الكردستاني في الاونة الاخيرة من هذه الاتهامات، مشددا في المقابل على العلاقات المحتملة بين المجموعة الاسلامية وشبكة «القاعدة» ونظام الرئيس العراقي صدام حسين. ويراهن الاتحاد الوطني الكردستاني على ضربة اميركية ضد العراق وحتى على تدخل مباشر للاميركيين ضد جماعة «انصار الاسلام» للتخلص منها.