لندن: أبو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» ورفاقه ينقلون إلى سجن «أكثر راحة»

TT

كشفت مصادر مقربة من الداخلية البريطانية ان الاصولي الفلسطيني ابو قتادة الزعيم الروحي لـ«القاعدة» ورفاقه الـ13 من الاصوليين المحتجزين في الوحدة «شديدة الحراسة» بسجن بيل مارش جنوب شرقي لندن، سينقلون خلال الاسابيع المقبلة الى سجون اكثر راحة من جهة الاجراءات الامنية، بعد تلقي مصلحة السجون البريطانية شكاوى متعددة عن تعرضهم لانتهاكات في مجال حقوق الانسان. وتشتبه اجهزة الشرطة في اربع دول اوروبية في ان أبو قتادة، واسمه بالكامل عمر محمود عثمان، هو الزعيم الروحي لـتنظيم «القاعدة» في اوروبا. ويحتجز الاصوليون ضمن «الفئة الاولى» مع اعتى المجرمين من تجار المخدرات وعناصر «الجيش الجمهوري الايرلندي».

واشارت المصادر البريطانية الى ان اللورد كارليل رئيس اللجنة الحكومية المستقلة المكلفة مراجعة قانون الاحتجاز من دون ادلة «الذي يحتجز بموجبه الاصوليون في سجن بيل مارش، سيؤكد لديفيد بلانكيت وزير الداخلية البريطاني نهاية الشهر الجاري ان المحتجزين طبقا لهذا القانون يتعرضون لاجراءات عقابية متشددة». وكانت المحامية جاريث بيرس داعية حقوق الانسان، والمحامي اقبال احمد امين عام رابطة «المحامين الاسلاميين» المكلفان الدفاع عن اكثر من اصولي محتجز طبقا لهذا القانون في نفس السجن، قد ذكرا ان موكليهما المحتجزين ضمن «الفئة الاولى» يقبعون في زنازين انفرادية اشبه بـ«توابيت خراسانية» في سجن بيل مارش. من جهتها قالت ناتاليا غارسيا، محامية اثنين من الاسلاميين المحتجزين في سجن «وود هيل» ان موكليها يحتجزان لمدة 22 ساعة يوميا في زنازين انفرادية، مشيرة الى انهما حرما من حرية العبادة الدينية الكاملة، ومنعا من قراءة الكتب، والاستماع الى المذياع. ويحتجز في الوحدة شديدة الحراسة 13 من الاصوليين على ذمة قانون «الاحتجاز من دون اشتباه» من بينهم فلسطينيان وتونسي «ابو خالد» وجزائريان. وهم ينقسمون حسب مصادر الاسلاميين بلندن الى مجموعتين، الاولى اعتقلت لمناصرتها قضية الشيشان، والثانية لعلاقتها بتنظيم «القاعدة»، واحد المعتقلين ليبي الجنسية، وآخر مصري. وحسب مصادر الاصوليين بلندن فان كل سجناء الوحدة الشديدة الحراسة يحتجزون في زنازين انفرادية مساحة كل منها اقل من اربعة امتار مربعة، لاكثر من 20 ساعة يوميا، وداخل كل زنزانة حوض وحمام صغير، ويسمح لهم بساعتين يوميا للاغتسال وممارسة الرياضة والاتصال بعوائلهم.

وقال اسلاميون في لندن لـ«الشرق الأوسط» ان مراجعة قانون «الاحتجاز من دون اشتباه»، جاء بعد تعاطف صحافيين في اجهزة الاعلام البريطانية بالاضافة الى منظمات حقوقية معروفة اكدت ان هذا «القانون يسيء الى بريطانيا في ما يتعلق بقضية حقوق الانسان».

ودلل احد الاصوليين على ذلك بقوله ان الاسلامي الفلسطيني ابو رسمي، واسمه محمود ابو ريدة، المحتجز حاليا في مستشفى برودمور بوسط انجلترا، اثبتت التقارير الطبية انه يعاني من مشاكل نفسية وعقلية، ولكنه ما زال محتجزا على ذمة نفس القانون، وكثير من الاسلاميين في لندن في دهشة، لاعتبار الامن البريطاني ابو رسمي شخصا بمثل هذه الخطورة، لان الجميع يعرفونه بانه «شخص غير متزن في تصرفاته».

وقال اصولي رفض الكشف عن اسمه، ان اثنين من هؤلاء المحتجزين يحملان الجنسية المغربية، احدهما مترجم في احد المكاتب القانونية بلندن واسمه جمال، والاخر اسمه عبد الحكيم، طلبا العودة الى بلادهما، وتم ترحيلهما بالفعل الى المغرب منذ عدة شهور، ودخلا المغرب، من دون ان تعترضهما السلطات المغربية، «وهو ابرز دليل على ان هذا القانون به الكثير من الشكوك وعدم المصداقية».

وضمن المحتجزين في سجن بيل مارش «شديد الحراسة» الدكتور ابو ضحى، وهو جزائري واسمه عمار مخليلوف، وهو متهم بانه العقل المدبر لمؤامرة تفجير مطار لوس انجليس عام 2000 والتي عرفت باسم مؤامرة «الالفية». وكذلك الاصولي المصري عادل عبد المجيد عبد الباري الذي يعتقد انه من تنظيم «الجهاد» المحظور، وهو متهم بالتورط في تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام. ويعاني عبد الباري حسب اصوليين في لندن من حالة صحية متدهورة، نتيجة مواصلته اضرابا عن الطعام منذ نهاية ديسمبر (كانون الاول) الماضي.