القادة العسكريون والمدنيون الأتراك يتفقون على السماح لأميركا بنشر 38 ألف جندي لفتح جبهة شمالية ضد العراق

بلجيكا تعرقل خطط «الناتو» لحماية تركيا في حال اندلاع الحرب

TT

اتفق كبار القادة العسكريين والمدنيين الاتراك على السماح للولايات المتحدة بنشر 38 الف جندي في تركيا لفتح جبهة شمالية ضد العراق في الحرب المحتملة، حسبما افادت تقارير في العاصمة التركية امس. وفي حال تأكد الاتفاق، الذي ورد انه تم في اجتماع اول من امس، وحضره رئيس الوزراء عبد الله غول ورئيس الاركان حلمي اوزكوك، يتعين ان يصادق عليه البرلمان المتوقع ان يجتمع في 18 فبراير (شباط) الحالي لبحث المسألة. وكان البرلمان قد وافق الخميس الماضي على السماح للولايات المتحدة بتحديث قواعد وموانئ تركية، تمهيدا للضربة المحتملة للعراق، الامر الذي سيقتضي نشر 3500 جندي اميركي في المرحلة الاولى. وكانت الولايات المتحدة قد طلبت اصلا السماح لها بنشر نحو 80 الف جندي في الحرب ضد العراق لكن الحكومة التركية طلبت من واشنطن اعادة النظر في الرقم بسبب معارضة الشعب التركي لضرب العراق. كما اتفقت الولايات المتحدة وتركيا اول من امس على الترتيبات القانونية والمالية الخاصة بتحديث القواعد التركية علما بأن تركيا لن تتحمل اية اعباء مالية. وبموجب الاتفاق سيخضع الجنود الاميركيون للقانون التركي وسيحاكمون امام المحاكم التركية اذا ارتكبوا جنايات. وورد ان هذه كانت ابرز نقاط الخلاف بين الجانبين. وحسب محطة تلفزيون «ان تي في»، فان القادة الاتراك وافقوا على شن الولايات المتحدة هجوما على العراق من ثلاث قواعد جوية هي ديار بكر وباتمان في جنوب شرقي البلاد وانجيرليك في جنوبها حيث توجد بالفعل مقاتلات اميركية وبريطانية تراقب منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق. ويسمح الاتفاق للولايات المتحدة ايضا باستخدام ثلاث قواعد جوية اخرى لاغراض الدعم اللوجيستي، وعلى الاقل ميناء واحد على البحر المتوسط. ورفض مسؤولون اميركيون التعليق على الاتفاق لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية لو فينتور قال «نتطلع الى مناقشة البرلمان التركي لبقية مطالبنا». وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم انه يتوقع ان يصادق البرلمان على الاتفاق.

من جهة اخرى، قال لويس ميشيل وزير الخارجية البلجيكي امس ان بلاده ستعرقل اي خطط لحلف شمال الاطلسي (ناتو) لتوفير الحماية لتركيا في حالة اندلاع حرب ضد العراق. وكان ميشيل يتحدث لتلفزيون «في.ار.تي» البلجيكي ردا على سؤال ما اذا كانت بلجيكا ستضع حدا لما سمي بفترة «السكوت» التي دعا اليها جورج روبرتسون الامين العام لحلف الاطلسي والتي تمنح الدول الاعضاء بالحلف ومجموعهم 19 دولة مهلة حتى الساعة 0900 بتوقيت غرينتش اليوم لتقديم اعتراضاتهم، وإلا تعتبر اجراءات توفير الحماية لتركيا في حالة اندلاع حرب ضد العراق قابلة للتنفيذ. وقال ميشيل: «نعم اننا نعمل الان بالطبع مع فرنسا واعتقد مع المانيا لصياغة رسالة لاستخدام حق الاعتراض. سنعرقل الاجراءات بين الان واليوم الاثنين». وفرنسا والمانيا وبلجيكا ضد التسرع في اندلاع حرب ضد العراق، إذ تقول الدول الثلاث منذ ثلاثة اسابيع ان الاعداد لتعزيز الدفاعات التركية قد يضعف الجهود الدبلوماسية المبذولة لتفادي الحرب. وقال دبلوماسيون ان تأكيد بلجيكا بانها ستعرقل المقترحات في الحلف اشارة قوية الى ان فرنسا ستحذو حذوها.