الأمير نايف: لو كانت هناك فتوى بالرجم قبل الزوال لتم تلافي حادث جسر الجمرات

TT

أكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي ورئيس لجنة الحج العليا انه ليس هناك معلومات يعتمد عليها حول تخطيط تنظيم «القاعدة» لشن هجمات ضد السعودية، وذلك ردا على سؤال حول ورود معلومات تفيد أن لدى تنظيم «القاعدة» تخطيطا بشن هجمات ضد الولايات المتحدة والسعودية. وأضاف الأمير نايف الذي استقبل أمس عددا من العلماء والوزراء في مقر وزارة الداخلية في مكة المكرمة بالقول: «ليس هناك معلومات نستطيع أن نعتمد عليها، لكن هناك مجرد افتراض انه قد يحدث مثل هذا، وأرجو ألا يحدث شيء، ونحن حريصون كل الحرص على منع حدوث شيء مثل هذا ولكن يجب ألا نستبعد أي مفاجأة غير سارة ولكن إن شاء الله سنتعامل معها بما يجب من التعامل».

وحول ما حدث اول من امس على جسر الجمرات أثناء تأدية شعيرة الرجم، قال الأمير نايف: إن لهذا الموضوع مسؤوليات متعددة حيث أن الحجاج يتزاحمون ولا يعطون لأنفسهم فرصة حيث أن موعد الرجم من بعد الزوال إلى الفجر، وأضاف: اعتقد أن هذا راجع لأهل العلم انه لو كانت هناك فتوى للناس أن يرجموا قبل الزوال أي من الفجر لكان أمكن بالتأكيد تلافي تلك المشكلة والدليل انه يوم الحادي عشر ليس هناك مشكلة فيه لان الناس عندهم مدى الليل كله ممكن أن يرجموا فيه ولكن المشكلة تأتي يوم الثاني عشر وكل واحد يريد أن يرجم ويغادر منى، وقال مضيفا: كما أن هناك حجاجا يرجمون قبل الزوال فنحن لا نتدخل في هذا الموضوع، ولا نمنعهم إذا أرادوا، ولكن أن تكون هناك فتوى يسمعها الجميع، فهذا بالطبع شيء يجعل الناس ان يبدأوا في الرجم من بعد طلوع الشمس أو بعد صلاة الفجر ويخرجوا من منى وهذا متروك لأصحاب العلم بالتأكيد.

وقال في هذا الصدد: لاشك أن العلماء حريصون على أن يؤدي الحاج نسكه كما أداه الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن للظروف والمشقة توجب أن ننظر في الأمور هذه، لافتا النظر إلى انه تم التنسيق مع وزارة الحج ومؤسسات الطوافة حول أن تكون عملية التفويج من المخيمات ليست في وقت واحد، وفي العام الماضي أدى هذا الإجراء إلى عدم حدوث أي حادث، ونأمل في هذه السنة أن لا يحدث أي شيء. وأكد وزير الداخلية السعودي أن رجال الأمن يبذلون جهودهم لتنظيم هذا الجانب ويقللون من الداخلين إلى منى حتى يخرج الآخرون من نهاية جسر الجمرات حيث أن الناس عندما يتحركون بسكينة لا يحصل شيء، ولكن لابد أن نتعامل مع هذا الواقع ونبذل جهودنا لتقليص ما أمكن من الأخطاء.

وأجاب الأمير نايف على سؤال حول ما يظهر من المشاكل والقضايا من قبل حملات حجاج الداخل خاصة قضية حجاج اللحظة الاخيرة وما يسببونه من مشاكل في عملية الافتراش بالقول: لا شك أن هذه القضية تؤخذ بعين الاهتمام وكل الأشياء التي تلاحظ في الحج تدرس فورا من قبل الجهات المختصة، وأضاف: إن حجاج الداخل الذين يحملون بطاقات سواء كانوا مواطنين أو مقيمين كانوا هذا العام اقل من العام الماضي لكن المشكلة الذين يدخلون بدون بطاقات أما الذين يدخلون مكة بطريقة غير مشروعة ويندمجون مع الناس ويخرجون في أواخر اليوم الثامن وحتى اليوم التاسع أو من سكان مكة فتعد هذه مشكلة، فالقضية تحتاج إلى توعية ودراسة أسلوب يكون فاعلا بان لا يدخل المشاعر إلا من لديه إذن بالحج لان الفريضة تمكن كل من سيؤدي الفريضة أما من حج بعدها فهي تعبد وطلب للأجر فلو التزم الناس ممن أدى فريضته أن يمكن ويترك مكانه لإخوانه المسلمين لكان هذا افضل وهذا يحتاج إلى مزيد من التوعية والتوجيه بهذا الأمر.

وعن مشروع إزالة الخط الذي يحدد بداية الطواف في المسجد الحرام وما يسببه من عرقلة كبيرة للحجاج، أجاب الامير نايف قائلا: إن الكثير من المشايخ والعلماء لا يرون ضرورة لهذا الخط الذي تم وضعه اجتهادا من أجل ان يستدل الطائفون على الركن، ولكنه في الحقيقة أصبح يسبب إعاقة لان كل واحد سيحاول أثناء الطواف أن ينظر إلى الأرض فيتردد ثواني فهذا يسبب ازدحاما ولذلك نحن في بحث هذا الموضوع ونرجو أن نتوصل إلى إيجاد الحلول في هذا الموضوع. ورد على سؤال حول تأخر رحلات عودة الحجاج إلى أوطانهم بقوله: المفروض أن تكون هناك ضوابط في هذا الشأن فهناك ارتباط مع شركات الطيران حسب الرحلات المجدولة وان شاء الله لا تتكرر هذه المشكلة. كما أضاف بالقول حول سؤال عن إخراج جميع الجهات الحكومية الواقعة حاليا داخل المشاعر المقدسة إلى خارجها: إن لجنة الحج العليا تبذل جهودا حاليا لإقناع تلك الجهات التي تأخذ مواقع ضمن الجهات الرسمية إن بإمكانها أن تؤدي واجباتها وهي خارج المشاعر ونرجو لهذا الأمر أن يتحقق.

من جهة أخرى استقبل الأمير نايف بن عبد العزيز أمس في وزارة الداخلية في مكة رئيس وفد الحج الودي الهندي وزير الطيران المدني لحكومة الهند شاهنواز حسين، وتم خلال الاستقبال تبادل الاحاديث الودية واستعراض العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وحضر الاستقبال السفير الهندي لدى السعودية تلميذ احمد والقنصل العام الهندي في جدة فضل الرحمن.

كما زار الأمير نايف أمس وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد في مقرها في منى، واستقبله لدى وصوله مقر الوزارة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي ووكلاء الوزارة والوكلاء المساعدون والمسؤولون المعنيون بأعمال الوزارة في الحج. وهنأ الشيخ صالح آل الشيخ الأمير نايف بالنجاح الباهر الذي تحقق لحج هذا العام بجميع المقاييس وعلى كافة المستويات. وقد ادلى وزير الداخلية السعودي بتصريح صحافي اكد فيه أن المملكة لم تدخر أي جهد في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، وقال في هذا السياق: سنبذل كل جهودنا إن شاء الله، والحمد لله نعتبر شرف انتهاء نهار غد انتهاء موسم الحج وهو من أنجح المواسم على الرغم من زيادة العدد.

وفى اجابة له على سؤال عن مدى تجاوب الدول الاسلامية مع نسب الحجيج وتوجيهات السعودية أمام هذه النسب قال: النسب فيها التزام، وقد يأتي بعض الدول لظروف معينة تطلب زيادة ولكنها محدودة الا انه يوجد التزام بالنسب. وسئل الأمير نايف إذا كانت وزارته قد تلقت أية ملاحظات أمنية معينة أو تم رصد أي خروج عن المألوف في هذا الموسم، فأوضح انه من الصعب تحديدها الآن وقال: نرحب دائماً بالملاحظات ونأخذها بعين الاعتبار وإذا وجدنا ملاحظة جيدة نأخذ بها لكن بعد الدراسة، لأن ما يعلمه الحاج سواء كان من خارج المملكة أو من داخلها قد لا يعرف الجوانب الأخرى أو سبب المشاكل الموجودة عند الجهات المسؤولة. وحول حادث التدافع في سوق العرب في منى، وتعامل البعض مع هذا الحدث بمبالغات تتجاوز الحدود احياناً وكيف يمكن توضيح ذلك قال الأمير نايف: أولاً نحن نقول الواقع تماماً لا نزيد ولا ننقص، ومن أراد أن يقول يتحمل مسؤولية قوله، ونتمنى ألا تحدث أشياء، والحادث إنما هو نتيجة أن الخارجين من رمي الجمرة وطواف الافاضة والقادمين كانوا في وقت واحد فصار ما صار مع أنه موجود للأسف سيارات واقفة في سوق العرب فصارت الحادثة ونتيجة للعجلة وتدافع الناس فقط. وحول ما تردد من ان السعودية اغلقت حدودها مع الكويت مع ما يشاع عن قرب الحرب أجاب الأمير نايف بالنفي بقوله: ليس ذلك صحيحاً.