لندن تواجه تهديدا إرهابيا مشابها لهجمات 11 سبتمبر

TT

اعلن رئيس حزب العمال الحاكم في بريطانيا جون ريد امس ان لندن تواجه تهديدا ارهابيا مشابها لما حدث في 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة. وقال ريد الوزير السابق الذي كان مكلفا بحقيبة ايرلندا الشمالية خلال زيارة له الى مانشستر «انه تهديد من المستوى نفسه الذي ادى الى مقتل آلاف الاشخاص في نيويورك».

ووضعت العاصمة البريطانية في حالة تأهب قصوى منذ اول من امس حيث تم نشر دبابات وعسكريين في مطار هيثرو تحسبا لهجوم ارهابي بصاروخ ضد طائرة حسبما توقع خبراء امنيون.

وتمت تعبئة 450 عسكريا ونحو ألف من رجال الشرطة للتناوب في هيثرو وفي مناطق اخرى من لندن. ولم تكشف الشرطة عن التهديدات المحددة التي كانت وراء القيام بهذه الاجراءات الاستثنائية.

ومن جهته اوضح وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت ان الحكومة فكرت في اغلاق مطار هيثرو بعد ان تلقت تحذيرات لكن هذا كان سيشكل «كارثة للاقتصاد البريطاني»، مشيرا الى: «ان الاغلاق كان يعد نصرا للارهابيين». وقالت مصادر في الشرطة ان تقارير لاجهزة الاستخبارات حذرت من هجوم واسع النطاق يمكن ان يكون بصاروخ على طائرة في مطار هيثرو.

وتعتبر الاجراءات الحالية هي اهم عملية امنية في هيثرو منذ تسع سنوات عندما تمت تعبئة الجيش بعد ان اطلق الجيش الجمهوري الايرلندي قذيفة هاون لم تنفجر على احد المدارج.

ولم تحدد مصادر الشرطة البريطانية نوع الهجمات الارهابية المتوقعة، او الفترة التي ستستغرقها الاجراءات الامنية المشددة، الا انها حذرت ان عناصر «القاعدة» ربما ستشن عملية ارهابية في لندن في نهاية احتفالات عيد الاضحى. وقال متحدث باسم شرطة اسكوتلنديارد «الأمر متعلق بعمل يجري القيام به على قدم وساق في دول أخرى وإمكانية أن تستخدم نهاية الاحتفالات بمناسبة العيد على نحو خاطئ من قبل «القاعدة» والتنظيمات الاخرى المتعاطفة معها لشن هجمات».

ومن جهته قال المتحدث باسم رئاسة الوزارة البريطانية ان توني بلير رئيس الحكومة هو الذي أمر شخصيا بتشديد الاجراءات الامنية في لندن، مشيرا الى انها ذات صلة ب«تهديد محتمل للعاصمة». وقال رئيس الشرطة البريطانية (اسكوتلنديارد) جون ستيفنس لمحطة التلفزيون البريطانية «آي تي في» انها «حالة تأهب تشمل كل لندن. ما ترونه في هيثرو ما هو الا الجزء الذي يمكن رؤيته». واكد ان السلطات البريطانية «ما كانت ستتخذ هذه الاجراءات لو لم تكن ضرورية».

مضيفا ان :«هذا الامر ضروري لضمان أمن سكان لندن والاشخاص الذين يزورون العاصمة».

الى ذلك وضع مطار مانشستر في حالة تأهب مماثلة امس، الا ان المصادر المقربة من الشرطة اشارت الى عدم وجود معلومات استخباراتية تشير الى قرب وقوع عمل ارهابي ضد المطار. وقال رئيس مفتشي الشرطة بمانشستر مارتن جافني «ان هذه الاجراءات «الاحتياطية» هي لضمان سلامة الناس والمسافرين». ومنذ يوم الاثنين الماضي زادت الشرطة البريطانية في لندن اجراءاتها في محيط العاصمة بتوقيف «عشوائي» للسيارات. وتم نشر عسكريين ايضا في ويندسور قرب هيثرو غرب لندن حيث يقع احد مقار اقامة الملكة اليزابيت الثانية. وتوقفت سيارات الشرطة على الطريق الذي يعبر منتزه ويندسور في حين منعت السيارات من التوقف في المواقف على جانبي الطريق.

وتجيء الاجراءات الامنية الحالية في اعقاب رفع حالة التاهب القصوى في الولايات المتحدة الى مستوى «اللون البرتقالي» يوم الجمعة الماضية، خشية من وقوع هجمات ارهابية من عناصر «القاعدة»، بناء على معلومات موثقة تلقتها واشنطن تفيد ان هناك هجمات ارهابية وشيكة.