علمت «الشرق الأوسط» ان الشرطة البريطانية اعتقلت مساء اول من امس نجلي ابو حمزة المصري مسؤول منظمة «انصار الشريعة» في لندن اثناء محاولتهما اقتحام مسجد فنسبري بارك مع شابين اخرين. وقالت مصادر الاصوليين بلندن لـ«الشرق الأوسط» ان محمد، 21 عاما، وحمزة، 16 عاما، ضمن المعتقلين في محاولة اقتحام المسجد، مشيرة الى ان محمد قد يواجه تهمة الاعتداء على ضابطي شرطة اثناء تأدية عملهما. واكدت متحدثة باسم شرطة اسكوتلانديارد في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط»، اعتقال اربعة اشخاص في العاشرة من مساء اول من امس، يبلغ اثنان منهما السادسة عشرة من العمر، والثالث عمره 21 عاما، والرابع عمره 26 عاما. واضافت: تدخلت الشرطة في الوقت المناسب لمنع سرقة المسجد، واصيب ضابطان من مركز شرطة هوليواي بشمال لندن بجروح، اثناء اعتقال الاشخاص الاربعة. الا ان مصادر الاسلاميين بلندن اشارت الى ان عملية اقتحام المسجد المغلق منذ تعرضه لحملة مداهمات من قبل الشرطة البريطانية على خلفية البحث عن سم «الريسين» الشهر الماضي، كانت ضمن محاولة حمزة، نجل الاصولي المصري إمام المسجد، استعادة متعلقاته الدراسية من داخل المسجد. يذكر ان محمد ابو حمزة المصري قضى عقوبة الحبس كاملة في اليمن بعد ان ادين ضمن شبكة من عشرة اعضاء (ثمانية بريطانيين وجزائريين) أدينوا بالشروع في تنفيذ أعمال تخريبية في عدن ومناطق أخرى، وحكم عليهم القضاء اليمني في اغسطس (آب) 1999 بالسجن لمدد تتراوح بين سبعة اشهر وسبعة اعوام. وتؤكد السلطات اليمنية ان الرجال العشرة ارسلهم الى اليمن ابو حمزة المصري الذي طالبت صنعاء مرات عدة بريطانيا بتسليمه.
وقال الاصولي المصري في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان محاميته تحضر حاليا التحقيقات مع نجليه في احد مراكز شرطة شمال لندن. واضاف ان نجليه هما من حفظة القرآن الكريم، وكانا يعطيان دروسا بالمسجد للاعاجم، وتركا متعلقاتهما الشخصية بداخل المسجد قبل اغلاقه. وتساءل ابو حمزة: «اذا كان قد حضر لصلاة عيد الاضحى اكثر من 200 مسلم بالاضافة الى 90 سيدة، تحت هطول الامطار صباح اول من امس، فأين هو جمهور المسجد الحقيقي الذي يمثله مجلس الامناء الخمسة، الذين لا يحضرون الى الصلاة امام المسجد، ويصرون في الوقت ذاته على استمرار اغلاقه لاجل غير محدد». وسلطت الاضواء في بريطانيا على ابو حمزة المصري بعد ان اشاد بتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن المشتبه فيه الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، وبعد ان وجه انتقادات لاذعة للسياسة الغربية ازاء العالم الاسلامي.
وكان مسجد فنسبري بارك قد تعرض لحملة مداهمات منتصف الشهر الماضي من فرقة مكافحة الارهاب البريطانية، ادت الى اعتقال سبعة اشخاص، خمسة جزائريين وألباني من كوسوفو، افرج عن معظمهم بدون توجيه اتهامات اليهم، وضبطت في العملية التي جاءت ضمن البحث عن سم «الريسين» هويات فرنسية مزورة كما عثر في المسجد على مسدس لحقن مواد تحت البشرة وقارورة من الغاز الذي يشل الحركة.