«فوكس» خالفت ببثها رسالة بن لادن اتفاقا غير مكتوب لقنوات الأخبار الأميركية

TT

خالفت قناة «فوكس» التلفزيونية الاميركية شبكات الاخبار الاخرى وبثت اول من امس التسجيل الصوتي الذي يعتقد انه لاسامة بن لادن. وصاحبت بث التسجيل الصوتي ترجمة الى اللغة الانجليزية للحديث المنسوب لزعيم تنظيم «القاعدة».

وكانت هذه الخطوة من قناة «فوكس» مخالفة للطريقة التي ظلت تتبعها شبكات الاخبار الاميركية بصورة عامة في التعامل مع الرسائل التي يعتقد انها من اسامة بن لادن او من شبكة «القاعدة» التي يتزعمها. وجدير بالذكر ان هذه القنوات ظلت تتبع منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 نهجا محددا ازاء مثل هذه التسجيلات. فخشية الترويج لرسائل محددة تتضمنها هذه التسجيلات وتجنبا لتخصيص زمن للبث لما يعتقد انه دعاية محددة، قررت الشبكات الاخبارية الاطلاع على التسجيلات اولا لتحديد قيمتها الاخبارية ومن ثم بث مقتطفات منها.

وكانت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس قد طلبت في اكتوبر (تشرين الاول) 2001 خلال اجتماع لها مع مسؤولين تنفيذيين في شبكات الاخبار التعامل بحذر ازاء بث اشرطة الفيديو التي يظهر عليها اسامة بن لادن قبل مراجعتها للتأكد من خلوها من اي رسائل متضمنة ربما تكون موجهة الى عناصر ارهابية.

وكانت شبكتا «سي. ان. ان» و«ام. اس. ان. بي. سي» قد اطلعت على الشريط الصوتي اولا قبل بث مقتطفات منه مترجما الى الانجليزية.

وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، كان قد اعلن امام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ عن وجود شريط يحتوي على تسجيل صوتي لاسامة بن لادن. وفور حديث باول ظهر مقدم الاخبار بقناة «فوكس»، شيبرد سميث، واعلن للمشاهدين انه بعد ان استعرض باول علنا محتويات شريط التسجيل الصوتي لابن لادن، فان قناة «فوكس» توصلت الى انها «لن تساعد الاعداء ببثه مثلما جرى بثه مسبقا في الدول العربية».

وقالت متحدثة باسم شبكة «سي.ان.ان» ان تصريحات بن لادن تعتبر الى حد كبير نوعا من الدعاية. واضافت ان ادارة الشبكة تعتقد ان بث شريط التسجيل الصوتي لاسامة بن لادن كاملا دون مراجعته يعتبر تصرفا غير مسؤول. ورفضت المتحدثة من جانبها التعليق على بث قناة «فوكس» الاخبارية للشريط كاملا.

وقال متحدث آخر باسم «ام. اس. ان. بي. سي» ان الجهات المعنية في الشبكة راجعت الشريط اولا قبل بث مقتطفات منه بغرض التأكد اولا من محتواه. وقال مسؤولون في «ام. اس. ان. بي. سي» ان عبارة «تنبيه المشاهدين لحالة التأهب العالي للمستوى الامني» التي ظلت على الشاشة بصورة مستمرة منذ الاعلان عن رفع مستوى التأهب الى اللون البرتقالي الاسبوع الماضي، ليست كافية. وقال، مارك ايفرون، نائب شبكة «ام. اس. ان. بي. سي»، معلقا ان هناك فارقاً بين التحذير الرسمي وغير الرسمي، مؤكدا ان تنبيه الناس بصورة كافية بالتحلي باقصى درجة للتأهب تحسبا لهجوم ارهابي يجب ألا يقتصر فقط على نشر عبارة التنبيه المقتضبة على شاشات التلفزيون. وفيما قال متحدث باسم قناة «فوكس» الاخبارية ان العبارة المذكورة تساعد في تذكير المشاهدين بخطر الهجوم الارهابي المحتمل، فان «سي. ان. ان» ازالت عبارة التحذير من على شاشتها اول من امس بعد ان ظلت تبثها على مدى عدة ايام.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»