سجناء «القاعدة» وطالبان في غوانتانامو أفطروا عدسا وبقلاوة يوم عيد الأضحى

الكابتن كريستوفر لـ«الشرق الأوسط»: 5 محاولات انتحار معظمها شنقا.. وأطباء نفسيون يساعدون السجناء

TT

قال المتحدث باسم قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا ان افطار معتقلي «القاعدة» وطالبان في يوم عيد الاضحى تكون من فتة العدس والارز والبقلاوة وحبات التمر، مشيرا الى ان معظم المعتقلين صاموا يوم «وقفة العيد».

وفيما رفض مسؤولو قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية الكشف عن شخصية او جنسية المعتقلين الخمسة من سجناء «القاعدة» وطالبان الذين حاولوا الانتحار منتصف الشهر الماضي، الا ان الكابتن شيروود كريستوفر مسؤول العلاقات العامة بالمعسكر قال في رسالة الكترونية تلقتها «الشرق الأوسط» ان معظم محاولات الانتحار التي ارتكبت حتى الان بمعسكر «دلتا» كانت «شنقا» باستثناء حالتين..

ورفض المسؤول العسكري للمعسكر الدخول في تفصيلات عن اسباب اقدام سجناء «القاعدة» على الانتحار، رغم ان الاسلام يحرم ذلك باعتباره من الكبائر، وعدم رضا بقضاء الله وقدره.

وقال الضابط الاميركي كريستوفر لـ«الشرق الأوسط» ان ادارة المعسكر تبذل قصارى جهدها لرعاية السجناء بما يتوافق مع مبادئ قانون اتفاقية جنيف لعام .1949 واوضح «كانت هناك خمس محاولات انتحار منذ 16 يناير (كانون الثاني) الماضي»، مشيرا الى ان اقسى محاولات الانتحار ارتكبت يوم 16 يناير، وقال ان التعاطي مع تلك المحاولات يتم بجدية تامة من قبل ادارة المعسكر. وقال: ان هناك جهوداً كثيرة تبذل لمنع تكرار مثل تلك المحاولات، الا انه من المفيد التذكير بانه تم التدخل في الوقت المناسب، ولم يمت احد حتى الان في المعسكر.

واشار الضابط الاميركي الى وجود إمام مسلم صيني الاصل من ضباط البحرية الاميركية يحاول ان يخفف عن السجناء الظروف التي يعيشونها، ورفض ان يعلق على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تغيير ائمة المعسكر المسلمين اذا وجد لديهم تعاطفا من اي نوع مع سجناء «القاعدة».

وقال: ان هذه التكهنات غير صحيحة، وامام المعسكر في العادة يخصص كل وقته لخدمة السجناء وتلبية احتياجاتهم الدينية.

واضاف: هؤلاء الائمة في العادة ضباط محترفون في الاساس، واتصالاتهم مع السجناء تكون على اساس مهني لا مجال فيها للعواطف.

وتثير محاولات الانتحار في قاعدة غوانتانامو التي يحتجز فيها 650 من سجناء «القاعدة» وطالبان يمثلون 43 جنسية، مجددا الشكوك في الظروف التي يعيش فيها المعتقلون، وتؤكد ما تناقلته وسائل الإعلام حول تعرضهم للتعذيب والضغوط النفسية.

وفيما ذكرت مصادر مقربة من ادارة المعسكر ان أطباء وخبراء نفسانيين انتقلوا إلى القاعدة الاميركية في كوبا لمحاولة منع مثل هذه المحاولات من الوقوع مرة أخرى، الا ان منظمة العفو الدولية جددت مطالبتها للإدارة الاميركية بالتحقيق في الظروف التي يعيش فيها المعتقلون، مشيرة إلى أنها قد تكون أحد أسباب الإقدام على الانتحار.

ومن جهته رفض الضابط الاميركي كريستوفر ان يكشف عن عدد سجناء القاعدة المحتجزين حاليا للعلاج في المستشفى الميداني القريب المطل على البحر الكاريبي.

ورفض مسؤول العلاقات العامة توضيح ما إذا كانت محاولات الانتحار قام بها خمسة سجناء أم أنها خمس محاولات قام بها معتقل واحد.

وكانت منظمة العفو الدولية احتجت بعد وقوع عشر محاولات خلال عام من وصول سجناء «القاعدة» وطالبان الى قاعدة غوانتانامو، وأكدت أن فترة الاعتقال الطويلة، والخوف من المجهول قد يقودان المعتقلين إلى مخاطر نفسية وصحية، قد تؤدي الى اليأس من الحياة.

ونقلت مصادر بريطانية عن اليستير هودجيت المتحدث باسم منظمة العفو الدولية قولها إن محاولة خمسة الانتحار خلال أسابيع قليلة ينذر بالخطر، وطالبت وزارة الدفاع الاميركية بالتحقيق في ما اذا كانت الظروف التي يعيش فيها المعتقلون هي أحد الأسباب التي تدفعهم للانتحار. ودعت المتحدثة إلى نشر نتائج التحقيق وعرضها على الرأي العام. وقد تولت قيادة جديدة إدارة المعتقل قبل أشهر قليلة، وغيرت أسلوب معاملة المحتجزين.

وقالت المصادر البريطانية ان معتقلين يخضعون للتحقيقات المتواصلة منذ احتجازهم قبل أكثر من عام من بينهم سبعة بريطانيين، ولم يتم محاكمتهم أو توجيه لهم أي تهمة أو السماح لأقاربهم أو المحامين بزيارتهم حتى الان.

وتعتبر الإدارة الاميركية المعتقلين في غوانتانامو مقاتلين غير شرعيين، لا يتمتعون بالحقوق المكفولة لأسرى الحرب، وتزعم أنهم يعاملون معاملة إنسانية، رغم انهم يحتجزون في زنزانات ضيقة لمدة 24 ساعة يوميا، ولم يتم الافراج عن اي من المعتقلين سوى خمسة نزلاء فقط منذ وصول اول دفعة من سجناء «القاعدة» وطالبان الى غوانتانامو في منتصف يناير (كانون الثاني) عام .2002 وذكرت المصادر البريطانية أن المسؤولين الأميركيين يرفضون الإعلان عن العدد الحقيقي للمعتقلين في القاعدة الاميركية أو جنسياتهم، مشيرة إلى أن عددهم يقارب 650 شخصا يتحدرون من اكثر من 40 دولة مختلفة.

وقالت مصادر مطلعة ان زنزانات سجن «دلتا» الجديد مثل سابقتها «اكس راي» تسمح للمعتقلين بمزيد من التعارف فيما بينهم، لكن ادارة المعسكر الجديدة دأبت على نقل معتقلي «القاعدة» من زنزانة الى اخرى، حتى لا تسمع بنوع من «العلاقات» فيما بينهم، خاصة ان الكثير منهم ما زالوا يخضعون للتحقيقات.