معسكر جديد أكثر راحة لسجناء «القاعدة» وطالبان في غوانتانامو

TT

تزمع السلطات الاميركية في افتتاح معسكر جديد لأسرى «القاعدة» وطالبان «متوسط الاجراءات الامنية» حسبما افاد مسؤولون مقربون من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون). وقال الملازم اول موس من قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية التي يحتجز فيها 650 أسيرا من «القاعدة» وطالبان يمثلون نحو 44 جنسية، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان المعسكر الجديد اسمه «الرابع»، وسيكون داخل معسكر «دلتا» المطل على البحر الكاريبي. واشارت المصادر الاميركية الى ان المعسكر «الرابع» سيتمتع فيه المحتجزون من اسرى «القاعدة» وطالبان بمزيد من الحرية. وتجيء انباء انشاء المعسكر الجديد عقب 19 محاولة انتحار ارتكبها سجناء «القاعدة» وطالبان منذ 16 يناير (كانون الثاني). من جهته قال الملازم اول بيل كاستليليو المتحدث باسم القطاع الجنوبي للقوات الاميركية في ميامي، والتي تشرف في الوقت ذاته على ادارة معسكر «دلتا»، ان المعسكر الرابع الجديد سيفتتح بعد اسبوعين، وسيكون «متوسط الاجراءات الامنية»، وسيستضيف الاسرى الذين تم انتهاء التحقيقات معهم من قبل ضباط المخابرات الاميركية.

واشار الى ان الجو العام للمعسكر سيكون اكثر راحة من جهة المعاملة، مقارنة بالزنازين التي يحتجز فيها المعتقلون حاليا داخل معسكر «دلتا». واضاف الملازم اول كاستليليو ان المعسكر الجديد سيكون جاهزا لاستضافة الاسرى «الاقل خطورة» بحلول بداية شهر مارس (اذار) المقبل، وتوقع انتقال نحو 200 من اسرى «القاعدة» وطالبان، وهو تقريبا ثلث العدد الاجمالي للمحتجزين في غوانتانامو. واشار الى ان المعسكر الرابع سيكون مزودا بتسهيلات تسمح للمعتقلين بممارسة الرياضة اليومية، بالاضافة الى ان طبيعة المعسكر الرابع ستسمح للمعتقلين بالصلاة الجماعية، وبتبادل الحديث فيما بينهم بصورة فيها الكثير من الحرية. وافاد الضابط الاميركي ان المعسكر «الرابع» ربما يكون اشبه بمعسكر «تأهيلي» لهؤلاء الاسرى الذين لم يثبت عليهم شيء، وكانوا متعاونين اكثر مع اجهزة التحقيق قبل عودتهم الى بلدانهم الاصلية. وكانت محاولات انتحار اسرى «القاعدة» وطالبان قد اثارت الشهر الماضي مجددا الشكوك في الظروف التي يعيش فيها المعتقلون، وتؤكد ما تناقلته وسائل الإعلام حول تعرضهم للتعذيب والضغوط النفسية. يذكر ان اول مجموعة من الاسرى وصلت الى كوبا قبل اكثر من عام، وطالبت العديد من المنظمات الحقوقية من بينها «العفو الدولية» بالافراج عمن يثبت انه لم يتورط في انشطة ارهابية مع «القاعدة» التي يلاحق زعيمها اسامة بن لادن، كمتهم رئيسي في الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن في سبتمبر (ايلول) .2001 وافرجت سلطات معسكر غوانتانامو عن خمسة معتقلين العام الماضي اربعة منهم من افغانستان وآخر من باكستان بعد ثبوت عدم تورطهم في انشطة ارهابية، الا انها نقلت 25 معتقلا جديدا من اسرى «القاعدة» وطالبان من افغانستان الى غوانتانامو ليصل العدد الاجمالي الى نحو 250 معتقلا.