«الجهاد الإسلامي» تنفي الاتهامات الأميركية بوجود تنظيم عالمي وتؤكد أن العريان ليس عضوا فيها

TT

وصفت حركة الجهاد الإسلامي ما أسمته بالمزاعم الأميركية بشأن اعتقال 7 أشخاص من بينهم 4 اميركيين من أصل فلسطيني في مقدمتهم الدكتور سامي العريان تتهمهم بانهم قياديون في الحركة وزج اسم الامين العام للجهاد رمضان عبد الله شلح المقيم في دمشق، بمزاعم مفبركة وعارية عن الصحة تماما.

ونفت الجهاد الاسلامي في بيانها وجود ما يسمى بتنظيم عالمي للجهاد الإسلامي، مؤكدة أنها حركة مقاومة فلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي ينحصر عملها ونشاطها داخل فلسطين، وليس لها أية امتدادات تنظيمية عالمية كما يزعم «المسؤولون في الإدارة الأميركية التي أصبحت أكثر صهيونية من حكومة العدو».

كذلك نفى الدكتور شلح أن يكون سامي العريان عضوا بالحركة، وتساءل كيف يمكن أن تدير الحركة أمورها من الولايات المتحدة؟ وقال «إن اتهامات وزير العدل الأميركي (الذي وصفه بأنه وزير الظلم) مثيرة للضحك»، وتحدى الدكتور شلح الولايات المتحدة أن تثبت أن هناك صلة بين العريان والحركة، مؤكدا أن العريان مجرد أستاذ جامعي مهتم بالقضية الفلسطينية وأمور الجاليات العربية والإسلامية بالولايات المتحدة.

ووصف الامين العام للحركة الإدارة الأميركية بأنها صهيونية أكثر من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون نفسه، مؤكدا أنها تتصرف استجابة للوبي اليهودي بالولايات المتحدة. ونفى في تصريحات تلفزيونية أن تكون الحركة ذات أنشطة عالمية.

وكان وزير العدل الاميركي جون اشكروفت ومسؤولون في مكافحة الارهاب في مكتب المباحث الفيدرالي قد اعلنوا في خطوة مفاجئة، عن اعتقال استاذ جامعي فلسطيني و6 للاشتباه في قيامهم بـ«انشطة ارهابية مرتبطة بحركة الجهاد الاسلامي» التي حملوها مسؤولية عمليات تفجيرية داخل اسرائيل اسفرت عن قتل اكثر من 100 شخص من بينهم اميركيان. ووجه اشكروفت التهمة الى الدكتور سامي العريان في فلوريدا كما وجه نفس التهم لاكاديمي فلسطيني في بريطانيا هو بشير نافع.

ووصفت لائحة الاتهام العريان كرئيس للجهاد الاسلامي في الولايات المتحدة. وقال اشكروفت ان عملية الاعتقال نتأتي في اطار حرب الولايات المتحدة على الارهاب بما فيها وقف تمويل منظمات الارهاب، على حد زعمه. وحسب الزعم الاميركي فان العريان يخضع للمراقبة منذ مطلع التسعينات عندما اسس مركز دراسات اسلامية تعتبره الادارة الاميركية غطاء لجمع التبرعات للجهاد الاسلامي.

وسامي العريان يعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1975 وقد فصل من هيئة التدريس في جامعة ساوث فلوريدا حيث كان يدرس مادة الهندسة الالكترونية، بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وهو صهر مازن النجار مؤسس مركز الدراسات الاسلامية والعالمية عام 1995 الذي اعتقلته السلطات الاميركية لمدة 5 سنوات دون توجيه تهم اليه، ورحلته في أغسطس (آب) الماضي.

ونفى بشير نافع الاكاديمي الفلسطيني المقيم في مدينة اكسفورد البريطانية، احد الفلسطينيين الثمانية الذين وجهت اليهم التهم في الولايات المتحدة، في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» هذه الاتهامات التي وصفها بالمضحكة. وقال نافع الذي تزعم هذه الاتهامات انه رئيس الجهاد الاسلامي في بريطانيا انه «لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بحركة الجهاد او اي فصيل فلسطيني اخر، وان هذه التهم ملفقة ومفبركة». واكد نافع، 50 عاما، «لو كنت على علاقة مع اي فصيل لما انكرت هذه العلاقة»، مشيرا الى انه اكاديمي فلسطيني يعيش في بريطانيا منذ أكثر من 20 عاما ويكن كل الاحترام للشعب البريطاني. وهو انسان معروف وآراؤه معلنة.

وأشاد نافع المولود في مصر ويعيش في بريطانيا منذ عام 1983 بموقف الشرطة البريطانية التي لم تطلبه للتحقيق على الاطلاق بل حرصت على سلامته الشخصية وسلامة اسرته حيث منعت الصحافيين من ازعاجه أو أي من أفراد أسرته.

واستبعد نافع ان تتقدم وزارة العدل الاميركية بطلب الى بريطانيا لتسليمه، لأن الاتهامات كما قال سخيفة ولا تصمد امام القضاء البريطاني. واضاف «لكن اذا ما حصل ذلك فانني سأقاومه بكل الوسائل وبكل ما اوتيت به من قوة لتأكدي من براءتي من هذه التهم التي تأتي في اطار المطاردة والاستهداف والاضطهاد، في اجواء الاعداد للحرب على العراق».

وأشارت الحركة في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه الى «ان زج اسم الأخ الأمين العام بهذه القضية المفبركة لا يمنعنا من التأكيد على أن كل الأشخاص الآخرين الذين ورد اسمهم فيها ليسوا أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي، ولا يشغل أي منهم أي منصب قيادي فيها، كما تزعم الإدارة الأميركية، وليس بينهم وبين حركة الجهاد الإسلامي أي صلة من قريب أو بعيد».

وقال البيان إن هذه الحملة التي تقوم بها الادارة الاميركية «بتحريض من اللوبي الاسرائيلي ضد مواطنين أميركيين أو مقيمين في الولايات المتحدة من أصل عربي، إنما تهدف إلى إرهاب العرب والمسلمين في أميركا وكل مكان في العالم وإسكات صوتهم المعارض لسياسات الإدارة الأميركية العنصرية والمؤيدة للاحتلال والعدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والعدوان الاميركي المزمع على الشعب العراقي والمنطقة».

ونفت الجهاد الإسلامي وجود ما يسمى بتنظيم عالمي لها، مؤكدة انها «حركة مقاومة فلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، ينحصر عملها ونشاطها داخل فلسطين، وليس لها أية امتدادات تنظيمية عالمية كما يزعم المسؤولون في الإدارة الأميركية التي أصبحت أكثر صهيونية من الحكومة الإسرائيلية».

وعبر مجلس العلاقات الإسلامية الاميركية «كير» وهو منظمة حقوق مدنية مسلمة أميركية، عن عميق قلقه ازاء اعتقال البروفسور العريان الذي خضع لتحقيقات أمنية على مدى سنوات سابقة دون تقديم دليل يدينه بارتكاب مخالفات قانونية.

وذكر المجلس في بيان له تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه «ان العريان كان على مدى سنوات هدفا لمجموعات حاولت الربط بينه وبين أزمة الشرق الأوسط، وأنه تعرض لضغوط عديدة في عام 2001 بعد ظهوره في برنامج أورالي فاكتور بقناة فوكس الأميركية الذي يذيعه الإعلامي بيل أورالي المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة، وهاجم العريان بشدة خلال البرنامج واتهمه بمساندة أنشطة إرهابية، وبعد إذاعة البرنامج سعت جامعة فلوريدا التي يعمل بها العريان إلى فصله عن العمل.

وعبر عمر أحمد رئيس مجلس إدارة كير عن عميق قلقه بخصوص سير التحقيقات في قضية العريان، مشيرا إلى أن الحكومة الأميركية وضعت العريان تحت بحث مستمر لسنوات بدون تقديم دليل على قيامه بنشاط إجرامي. وأشار عمر أحمد إلى أن تصرفات الحكومة السابقة في قضية العريان تعطي انطباعا بأن اعتقاله كان «لأسباب سياسية وليس خاضعا لمعايير حماية الأمن القومي».

وطالب عمر أحمد الادارة الأميركية بأن تطرح دليلها ضد العريان في محكمة علنية وليس في جلسات مغلقة أو في صورة دليل سري.

وتلقت الجالية المسلمة في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا حيث يعيش البرفسور العريان، اخبار الاعتقال بعين الشك والريبة. وقالت لبابة الداكر «هذا البلد كان ارض الحرية والديمقراطية لكنه لم يعد كذلك».