أبو مازن وإيفانوف يؤكدان العلاقة الجدلية بين القضية الفلسطينية والأزمة العراقية

TT

كشفت اللقاءات التى جرت فى العاصمة الروسية بين محمود عباس (أبو مازن) امين سر منظمة التحرير الفلسطينية والمسؤولين في وزارة الخارجية الروسية عن مدى قناعة موسكو بالعلاقة الجدلية التى تربط بين تصاعد الاحداث حول العراق وضرورة وضع حد للتطورات الدموية والتوصل الى تسوية سلمية للصراع العربي ـ الاسرائيلي.

ولعل اختيار توقيت زيارة المسؤول الفلسطيني الكبير الذي يظل في صدارة المرشحين لمنصب رئيس الحكومة الفلسطينية في نفس الوقت الذي تشخص فيه انظار العالم صوب موسكو في محاولة لاستيضاح المدى الذي يمكن ان تصل اليه في رفضها لمخططات واشنطن ضد العراق، يعني ضمنا ان العاصمة الروسية تمضي في طريقها الذي سبق أن حددته في اطار استراتيجيتها لعالم ما بعد 11 سبتمبر (أيلول) .2001 وجاءت زيارة ابو مازن لموسكو في اعقاب الانتهاء من اجتماع اللجنة العربية (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) الذي عقد في لندن وتناول ضمنا بحث موضوع تشكيل هيئات ومؤسسات السلطة الفلسطينية وتعيين رئيس للحكومة قالوا انه يجب ان يحظى بالثقة ويتمتع بالصلاحيات المناسبة.

ولذا كان من الطبيعي ان يستهل ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسية لقاءه مع ضيفه الفلسطيني بتأكيده على ان الوضع المتوتر حول العراق يجب ألا يعيق تحقيق خطة التسوية السلمية للنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. وفيما اشار ايفانوف الى انه ورغم عدم ترابط هذين الموضوعين بشكل مباشر قال انهما قد يؤثران على بعضهما البعض. ولذا فان التحرك الناجح في احد الاتجاهين وعلى حد قول الوزير الروسي سيؤثر ايجابيا في الاتجاه الآخر، مشيرا الى ان روسيا تؤيد تحقيق التسوية السلمية لكل من الاوضاع حول العراق والنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. واذ اشار ايفانوف الى ان بلاده ستواصل نشاطها في اطار اللجنة الرباعية اكد ضرورة الانتقال الى مرحلة تنفيذ بنود خطة «خريطة الطريق» من اجل تحقيق التسوية السلمية بأسرع ما يمكن. ومن جانبه اكد ابو مازن على اهمية مواصلة الاتصالات وتنسيق المواقف والآراء مع روسيا من اجل تحقيق هذه الاهداف. وفيما اشار الى ان ثمة نقطتين تنذران بالانفجار في المنطقة وهما العراق والصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي قال ان الجانب الفلسطينى وافق على تنفيذ «خريطة الطريق» على مراحل.

وكان ابو مازن قد اشار في معرض رده على اسئلة الصحافيين الى الحوار الفلسطيني في القاهرة الذي تناول بالدراسة اقتراحا مصريا حول وقف العمل العسكري لمدة عام من اجل ان يفهم العالم ابعاد ما تشنه الحكومة الاسرائيلية من اعتداءات ضد الشعب الفلسطيني وهو ما حاولت بعض وسائل الاعلام المحلية والاجنبية في موسكو تصويره، وكأن ابو مازن يعلن عن وقف الانتفاضة المسلحة لمدة عام! وفي محاولة للمزيد من الايضاح قال الدكتور خيري العريدي، سفير فلسطين لدى روسيا، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» ان ابو مازن لم يعلن عن وقف ما سمي بالانتفاضة المسلحة بل قال انه كشف عن الاتفاق في القاهرة حول وقف العمليات العسكرية لمدة عام من اجل ان يدرك العالم ماهية الجهة التي تتحمل مسؤولية استمرار المواجهة في المنطقة!