القاهرة والجامعة العربية تنتظران إبلاغهما بمستوى المشاركة في قمة أول مارس

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الجلسة الافتتاحية للقمة العربية المقرر عقدها في الأول من الشهر القادم سوف تقتصر على مراسم إجرائية محدودة لنقل رئاسة الدورة الحالية للقمة من الرئيس اللبناني إميل لحود إلى العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ثم تعقبها كلمة مقتضبة للعاهل البحريني يعلن خلالها عن افتتاح القمة قبل عقد جلسة سرية لن تتمكن وسائل الإعلام العربية والعالمية من تغطيتها.

وسيقدم عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية للقادة العرب تقريرا شاملا حول رؤية الجامعة العربية للأوضاع العربية الراهنة، والدور الذي لعبته في تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تفادي قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للعراق، بالإضافة إلى جهود الجامعة العربية في دعم القضية الفلسطينية، ومناصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال الإسرائيلية.

ويعكف موسى حاليا على إعداد البيان الرسمي الذي سيتلوه خلال الجلسة الافتتاحية للقمة والذي سيتضمن كذلك التحذير من الآثار السلبية التي ستترتب على حدوث أي عدوان أميركي على العراق، على العمل العربي المشترك.

وما تزال السلطات المصرية والجامعة العربية في انتظار ابلاغها بمستوى مشاركة الدول العربية في القمة وتسمية أعضاء الوفود الرسمية المتوقع حضورها. وتوقعت مصادر دبلوماسية مصرية أن يصل عدد أعضاء الوفود المشاركة في أعمال هذه القمة إلي نحو 300 شخص، بالإضافة إلى طواقم الحراسة والمرافقين، وأن يصل حجم المراسلين الذين سيتابعون أعمال القمة إلى نحو700 مراسل. ومن المقرر أن يشرف المركز الصحافي التابع للهيئة المصرية العامة للاستعلامات على الشؤون الإعلامية المتعلقة بالقمة بالتعاون مع الوحدة الصحافية في الجامعة العربية.

وكشفت مصادر عربية رفيعة المستوى النقاب عن أن هناك مشاورات للاتفاق على إتاحة الفرصة أمام بعض الزعماء العرب لإلقاء كلمات رسمية علنية توضح طبيعة مواقفهم حيال الأزمة العراقية الراهنة، وقد يوجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كلمة عبر الأقمار الصناعية مباشرة من مدينة رام الله المحتلة إلى القمة تتناول آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبدأت الأمانة العامة للجامعة العربية في اعداد الملفات الخاصة بمجمل الأوضاع العربية الراهنة تمهيدا لعرضها على القادة العرب. ومن المقرر أن يعقد مجلس الجامعة يوم الثلاثاء القادم اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء لمناقشة التحضيرات الخاصة بالقمة قبل أن يعقد المجلس اجتماعا آخر يوم الخميس المقبل على مستوى وزراء الخارجية، لوضع جدول الأعمال المقترح مناقشته خلال القمة.

وعلى الرغم من أن جدول الأعمال المقترح يتضمن بندين أساسيين هما التطورات المتعلقة بالأزمة العراقية والقضية الفلسطينية، إلا أن هشام يوسف الناطق باسم الجامعة أبقى الباب مفتوحا أمام احتمال إضافة بنود أخرى تتعلق بتعزيز العمل العربي المشترك ومجمل الوضع العربي الراهن على جدول الأعمال.

وأشار إلى أن القضايا والملفات التي ستناقشها القمة مرهونة بالمشاورات التي ستعقد خلال الأيام القليلة القادمة سواء على مستوى وزراء الخارجية أو المندوبين الدائمين للدول الأعضاء لدى الجامعة العربية. واضاف أن القمة العربية المقبلة تعقد في ظروف استثنائية وذات طابع خاص، كما أن النظام الإقليمي العربي بات على المحك مما يتطلب بذل جميع الجهود والمساعي اللازمة لإنجاح القمة العربية وخروجها بقرارات تصب في خانة دعم المصالح العربية العليا وتفادي تعريضها لأية مخاطر.

وشدد على أن القمة معنية بالحيلولة دون تعرض العراق لضربة عسكرية أميركية، والتأكيد على استمرار الجهود السلمية لإيجاد تسوية سياسية مقبولة للأزمة العراقية، ودعا إلى تجنب الدخول في ما وصفه بقضايا فرعية أو جانبية لا طائل منها، عن وجود خلافات جانبية حول بعض الإجراءات التي وقعت خلال الاجتماع الأخير الذي عقده وزراء الخارجية العرب يوم الأحد الماضي، في إشارة إلى الجدل الذي ثار اخيرا بين الكويت ولبنان حول الأسلوب الذي أدار به محمود حمود، وزير الخارجية اللبناني الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، الاجتماع الوزاري الأخير. وقال إن العالم العربي يعيش ما وصفه بأجواء حرب حقيقية في ربع الساعة الأخير على نحو يتطلب التعامل معها بكل الجدية اللازمة.