باول: سنقيم إدارة عسكرية في بغداد لمدة قصيرة

قال لقناة «العربية»: لا نريد تدمير العراق بل إزالة نظام بدد الثروات على أسلحة الدمار الشامل

TT

اكد كولن باول وزير الخارجية الاميركي امس ان الولايات المتحدة تريد اعادة بناء العراق وليس تدميره. وقال ان الادارة العسكرية المزمعة له سوف تستمر لفترة قصيرة قبل ان يجري تسليم سلطاتها الى قيادة مدنية تتألف من مزيج شخصيات من داخل العراق وخارجه.

وقال باول خلال مقابلة اجراها برنامج «عبر المحيط» في قناة «العربية» التي بدأ ارسالها من دبي اول من أمس، ان الولايات المتحدة لا تزمع ابقاء العراق تحت حكم عسكري. وأضاف «في حالة نشوب نزاع، وما يزال بالامكان تجنبه، ستكون هناك في البداية قيادة عسكرية، ولكن ليس للقيام بعمليات عسكرية فحسب ولكن للتأكد من وضع الاشياء في نصابها الصحيح، حيث يتعين توفر الحماية للسكان وضمان تدفق الامدادات الانسانية».

وشدد باول على القول «ليس هدفنا تدمير العراق. هدفنا هو ازالة نظام نحن نعتقد انه بدد ثروات الشعب العراقي على أسلحة الدمار الشامل. ولهذا السبب فنحن لن نذهب لتدمير العراق، وحالما يتم التخلص من النظام سوف نعمل على ان تكون هناك مؤسسات تحل محله. وحالما يكون الامر ممكنا فان القيادة العسكرية سوف تقوم بنقل سلطاتها الى قيادة مدنية، ربما تضم مبدئيا شخصية دولية وذلك بينما يجري تطوير قيادة عراقية تتألف من مزيج من الشخصيات من الداخل والخارج». وقال «على هذا الأساس، فنحن لن نذهب لتدمير العراق، بل لجعله بلدا أفضل. الناس يخشون من عواقب سلبية (للتدخل العسكري الاميركي). ولكن، اذا كان الذهاب الى العراق ضروريا، فستكون هناك عواقب ايجابية».

وردا على سؤال حول ما اذا كان التدخل العسكري في العراق يحمل في طياته عودة الى سياسات امبريالية، قال باول ان لدى الولايات المتحدة سجلا يثبت انها كانت اقل القوى العظمى امبريالية، «فنحن لا نزمع احتلال بلدان. (اذكر) الكويت. نحن لم نحتل الكويت. هل قمنا باحتلال افغانستان؟ لا. لقد سلمنا السلطة الى قادتها المسلمين. وهل قمنا باحتلال كوسوفو عندما قمنا بقصفها وتحويلها الى مكان آمن للمسلمين؟ وهل قمنا باحتلال اليابان؟ ألمانيا؟ ايطاليا؟ لا. سجل الولايات المتحدة ليس سجلا امبرياليا. الوظيفة التي نسعى لادائها واحدة: صنع السلام، اعادة النظام، واقامة حكومات مسؤولة. وعندما نقول اننا سنفعل ذلك في العراق، اذا كان النزاع ضروريا، فانه سيكون من اجل جعل العراق جارا آمنا لا يقوم بانتاج اسلحة دمار شامل، ولا يهدد جيرانه، ويكرس قدراته لرفاهية شعبه. وهذا ما سوف يغير المنطقة الى الأفضل».

وعلى صعيد الأزمة الفلسطينية ـ الاسرائيلية، اكد باول ان الدبلوماسية الاميركية سوف تستعيد فاعليتها بمجرد ان يتم تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. وقال ان مساعديه يواصلون حاليا العمل على اعداد خريطة الطريق مع ممثلين اخرين. وقال «اعرف ان الرئيس (جورج) بوش ما يزال ملتزما بالرؤية التي قدمها لانهاء النزاع يوم 24 يونيو (حزيران) الماضي لاقامة دولتين تعيشان بسلام الى جنب بعضهما البعض».