البرادعي يبدأ جولة تفتيش نووية في إيران وسط اتهام المعارضة لطهران بـ«خداع المفتشين»

TT

طهران ـ واشنطن ـ رويترز: وصل محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى طهران امس للتفتيش على منشات نووية تقول واشنطن انها قد تستخدم لتصنيع السلاح في وقت اتهم فيه المجلس الوطني الايراني للمقاومة ـ وهو فصيل معارض لنظام طهران ـ الحكومة الايرانية بانها حركت معدات من منشأة نووية في وسط البلاد في محاولة لخداع المفتشين. ويزور البرادعي موقعين قرب بلدتي نطنز واراك كما يجتمع مع الرئيس الايراني محمد خاتمي.

ووصفت الولايات المتحدة ايران بانها تكون «محورا للشر» مع كل من العراق وكوريا الشمالية بينما تكرر ايران ان برنامجها النووي هو لتغطية احتياجات الطاقة لما يصل الى 65 مليون ايراني. لكن واشنطن تخشى ان تستخدم طهران هذين المصنعين والمفاعل الذي تبنيه لها روسيا في بوشهر في برنامج تسليح نووي.

وقال البرادعي لـ«رويترز» الثلاثاء الماضي «تلقيت وعدا بان يكونوا (الايرانيون) واضحين تماما وانهم يودون اثبات ان برنامجهم النووي مخصص فقط للاغراض السلمية». واضاف انه سيشجع طهران الموقعة على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية «على التوقيع بالمثل على ما يعرف باسم البروتوكول الاضافي الذي يجبر الموقعين على فتح منشآتهم النووية لتفتيش دقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وزاد قلق واشنطن من البرنامج النووي الايراني بعد ان اعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي هذا الشهر ان ايران تملك احتياطيا من خام اليورانيوم وانها بدأت بالفعل عمليات التعدين في منطقة سافاند على بعد نحو 200 كيلومتر من مدينة يزد بوسط البلاد.

وتحدث رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية حين ذاك عن برنامج طموح للطاقة النووية قائلا ان ايران ستبدأ في معالجة اليورانيوم. واعلن غلام رضا اقازادة رئيس الطاقة الذرية الايرانية في العاشر من فبراير (شباط) عن مصنع لمعالجة اليورانيوم الخام في مدينة اصفهان بوسط ايران وقال ان العمل التحضيري بدأ في مصنع لتخصيب اليورانيوم.

وعندئذ اوفدت واشنطن جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الاميركية والمسؤول الاول عن الحد من التسلح في الادارة الاميركية الى موسكو حيث يبدأ محادثاته هناك غدا بهدف منع ايران من تحقيق قدرات نووية كاملة.

ولم تنجح الولايات المتحدة حتى الان في منع روسيا من مد ايران بالمعدات والوقود والتقنية اللازمة لمصنع بوشهر. وقال مسؤولون اميركيون ان ما اعلنته ايران مؤخرا «مزق» كل التأكيدات الروسية السابقة بان موسكو ستوفر الوقود النووي للمنشأة الايرانية ثم تعيد بعد ذلك كل الوقود المستنفد لاعادة معالجته.

غير ان المعارضة الايرانية في المنفى قالت ان حكومة طهران حركت معدات من منشأة نووية في وسط البلاد في محاولة لخداع مفتشي الامم المتحدة الذين يزورون ايران هذا الاسبوع.

وقال المجلس الوطني الايراني للمقاومة، خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، ان الحكومة الايرانية اقامت منشأة اختبار طرد مركزي لبرامج الاسلحة النووية في بلدة ابعلي شرق العاصمة طهران.

وقالت سونا سمسمي، ممثلة المجلس في الولايات المتحدة، ان بعض المعدات نقلت من الموقع الرئيسي لمنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز لكنها لم تنقل المعدات من مبنى قريب تظهره على انه مستودع من بين خمسة مستودعات موجودة في المنطقة. واضافت ان حكام ايران «يعتزمون اغلاق بوابات هذا المبنى وقت التفتيش ويزعمون انه مجرد مستودع مثل باقي المستودعات الاخرى... لكن اذا فتش سيسهل على الخبراء تحديده كمنطقة لاختبارات الطرد المركزي». وقالت «حكم رجال الدين يبذل قصارى جهده في المراوغة لاخفاء المنشآت النووية عن اعين المفتشين الدوليين». وصرحت بانها تلقت هذه المعلومات من مقر قيادة المجاهدين داخل ايران.

وكشف المجلس الوطني الايراني للمقاومة، وله صلات قوية مع جماعة «مجاهدي خلق» المتمركزة في العراق، عن وجود منشأة نطنز ومجمع للمياه الثقيلة قرب بلدة اراك في اغسطس (آب) الماضي في وقت لم تكن فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم بها.

ونفت طهران الموقعة على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ان تلك المنشآت لاغراض عسكرية ودعت مفتشي الوكالة الدولي ة للمجيء الى ايران للتفتيش على المنشآت.

وقالت سمسمي ان منشأة ابعلي على بعد 30 كيلومترا شرق طهران تعمل سرا على انها مصنع ساعات باسم كالا الكتريك. وذكرت انها تضم مستودعين كبيرين يستخدمان كورش وعدد من المباني المكتبية.

وقالت سمسمي انه بعد ان كشفت المعارضة عما يجري في اراك اوقف الايرانيون العمل في «قسم خاص بزيادة قدراته» وخلصت طهران الى انه سيكون من الصعب تفكيك المنشأة فقررت ان تبلغ الوكالة الدولية ان الغرض منها هو تغطية «احتياجات صناعية».