البنتاغون يستخدم برنامجا كومبيوتريا جديدا للحد من إصابات المدنيين في أعمال القصف

TT

يقول المخططون العسكريون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انهم يسعون من اجل ان يضعوا في الخدمة برنامجا كومبيوتريا (سوفت وير) جديدا من المؤمل ان يساهم في الحد من الاصابات بين المدنيين.

وبدلا من الطريقة التقليدية بوضع دوائر حول الاهداف العسكرية المحتملة ليتم قصفها، في الغالب، بقوة تفجير متساوية، فان البرنامج الذي طور منذ شهرين فقط يهدف الى التوصل الى تشخيص اكثر دقة لطبيعة وحجم الهدف والضرر المحتمل لمحيطه، الامر الذي يسمح باستخدام قنابل تتوافق مع ذلك التشخيص وتحد بالتالي من اصابة محيط الهدف المعني باضرار جسيمة.

ويقول مسؤولون في سلاح الطيران الاميركي ان البرنامج الذي يدعى «باغسبلات» يمكنه ان يقدم تقديرا صوريا لحجم الضرر الناجم عن استخدام صواريخ من حجم ونوع معين، وكذلك نوع الطائرات التي تحملها انطلاقا من ارتفاعات معينة. وينتظر ان يساعد هذا البرنامج القادة العسكريين على شن هجمات اكثر تحديدا من حيث حجم القنابل التي يريدون استخدامها.

ويقول البريغادير جنرال كيلفن كوبوك مدير الاستخبارات في دائرة التوجيه الجوي ان البرنامج «يعد خطوة متقدمة، لانه سيتيح لنا استهداف التسهيلات التي نسعى الى ضربها بثقة اكبر وذلك من دون الحاق أضرار شاملة».

ووصف مسؤولون عسكريون التطبيقات التي تم الكشف عنها للبرنامج بانها خطوة مهمة بين مجموعة مقاييس يجري اتخاذها الآن لتحسين مستوى الاستهداف وتقدير حجم الضرر الناجم عن القصف ولتجنب ايقاع ضحايا بين صفوف المدنيين. ويقول مسؤولون عسكريون انه كلما كانت الاهداف محددة بدقة اكثر، عبر الليزر والاقمار الصناعية، كانت الخيارات المتاحة امام القادة العسكريين أكبر لتحديد حجم الضرر الذي يسعون لالحاقه بالاهداف التي يريدون اصابتها، ومع ذلك فان التبعة التي تلحق بالمدنيين ما تزال كبيرة. وفي هذا الصدد يقول صحافيون ومدافعون عن حقوق الانسان انه في الأشهر الاربعة الاولى من الحرب في افغانستان، قتل نحو 800 مدني في اعمال القصف، وقتل اكثر من 500 مدني خلال 78 يوما من القصف الجوي ضد صربيا.

وتأخذ خطط البنتاغون في الاعتبار انه يمكن ان يلقى نحو 3000 صاروخ موجه خلال اليومين الأولين للحرب ضد العراق، وان يجري شن 500 هجوم جوي تنطلق من خمس حاملات للطائرات، تحمل كل منها نحو 80 طائرة مقاتلة وطائرات مساندة، وذلك ليس لالحاق اكبر ضرر ممكن فحسب، بل لالحاق الفوضى والارتباك في صفوف القادة العراقيين وقواتهم المسلحة.

* خدمة واشنطن بوست ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»