التكنولوجيا الرقمية تحقق للجيش الأميركي عنصر المباغتة

TT

الحدود الكويتية ـ العراقية ـ أ.ف.ب: ستستخدم القوات الاميركية المتمركزة في الكويت حال مهاجمتها العراق في ليلة مظلمة، نظارات للرؤية الليلية، وصور الاقمار الصناعية، ومعدات تعمل بالاشعة تحت الحمراء لرصد العدو. ووفقا لما قاله ضباط كبار فان ادخال التكنولوجيا الرقمية بقوة الى صفوف الجيش الاميركي، سيساعد على شل حركة الجنود العراقيين، الذين سيكونون كالعميان ليلا.

وسيجهز كل جندي في سلاح المشاة والبحرية الاميركية بنظارات للرؤية الليلية، بينما لم يكن سوى 25 في المائة منهم يحملون هذا النوع من النظارات خلال حرب الخليج في العام .1991 وقال ضابط رفض الكشف عن هويته «لا نريد شن الهجوم في ليلة يكون فيها القمر بدرا، بل في ليلة يلفها الظلام الحالك». واضاف «انهم (العراقيون) لن يعرفوا حتى اننا هنا». واكد العقيد ستيفن توتي في اشارة الى العراقيين «نستطيع مد يدنا وملامستهم في اي لحظة من دون ان يعوا حتى بوجودنا». وفي العام 1991 اتهمت وحدات المدفعية بأنها بطيئة بسبب معداتها، فقد كانت تستعين بالبوصلات والخرائط، وتحدد بالبصر مواقع القوات العراقية، وتدخل المعلومات يدويا قبل ان تطلق مدافعها. اما الآن فقد باتت الدبابات الهجومية من طراز برادلي متمركزة في مواقع متقدمة ومجهزة بمعدات للرؤية الليلية لكشف اهدافها، حيث اصبح بالامكان مثلا تصويب الاشعة تحت الحمراء نحو الهدف المقصود بغية تحديده بدقة، ثم تحول المعلومات (عن الهدف) الى جهاز كومبيوتر ينقلها بدوره الى ضباط المدفعية. وبامكان هؤلاء تدمير هدف على بعد 30 كلم في خلال دقيقتين من تحديد الهدف.

وفي هذا السياق اكد اللفتنانت كولونيل دوغ هاردينغ قائد وحدة مدفعية لوكالة الصحافة الفرنسية ان التقدم التكنولوجي يشكل «قفزة عملاقة الى الامام» تسمح للمدفعية بمواكبة القوات المتقدمة في تسع حالات من عشر. ويفترض مبدئيا ان تتقدم المدفعية وراء الدفعة الاولى من جنود المشاة لمساندتها على الجبهة. وينتشر نحو 70 الف جندي اميركي في الكويت ويتدرب معظمهم في الصحراء الواقعة شمال البلاد بمحاذاة العراق. وفي خلال احدى المناورات يقوم عريف جلس في آلية من نوع «هامفي» بتفحص آخر الصور الملتقطة لبغداد بواسطة الاقمار الصناعية قبل بضع ساعات، ونقلها الى كومبيوتر داخل الآلية. ويظهر في الصور احد قصور الرئيس صدام حسين على ضفاف نهر دجلة. ويقول العريف طالبا عدم كشف هويته «ان هذه الصور ستجدد باستمرار كلما تقدمنا، فبامكاني رؤية تحركات للقوات، وسدود، واناس يشربون القهوة. نحن نعلم اين نذهب». وفضلا عن نظارات الرؤية الليلية فان الجنود مجهزون ايضا بنظام التحديد العالمي الموقع (جي.بي.إس). وقد اعيد النظر حتى في محتويات حقيبة الظهر التي يحملها كل جندي بحيث باتت تحتوي ايضا على معدات متطورة وذخيرة اضافية. واصبح بامكان كل جندي ان يحمل 16 ملقما يحتوي كل منها على 30 رصاصة لبندقية «ام ـ 16» بينما لم يكن يحمل سوى سبعة ملقمات اثناء حرب الخليج. بيد ان هذا التغيير لم يؤثر البتة على زنة حمولة الجندي، اذ ان وزن حقيبة الظهر ما زال 35 كلغم.