الباز: القمة العربية المقبلة ستعمل على بلورة موقف موحد تجاه قضيتي العراق وفلسطين

TT

قال اسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك للشؤون السياسية امس ان عقد القمة العربية في الاول من الشهر المقبل في القاهرة «يثبت ان العرب سوف يضطلعون بدورهم ويواجهون التحديات الاساسية التي تواجه الامة العربية في الوقت الحاضر، وبالتحديد بالنسبة لقضية العراق التي تحتل اهمية كبيرة». واضاف الباز في تصريحات أدلى بها في باريس اثناء مرافقته الرئيس حسني مبارك: «ان القضية الفلسطينية سوف تحظى ايضا باهتمام كبير في هذه الدورة نظرا للظروف التي تحيط بكفاح الشعب الفلسطيني من اجل ان يحصل على حقه المعترف به دوليا، والتي سلمت به كل دول العالم من اجل اقامة دولته المستقلة على ارضه المحتلة».

وحول ما تنتظره مصر من هذه القمة قال الباز: «عقد القمة يمثل في حد ذاته مؤشرا مهما على ان القادة العرب قرروا ان يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية في هذه اللحظة المهمة من تطور العالم، وكل الانظار سوف تتجه الى القمة». واشار الى ان الزعماء العرب سيعملون على بلورة موقف عربي موحد يسير في اطار الحرص على الجمع بين عنصرين في وقت واحد، وبأسلوب متوازن، الاول: حث العراق على تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة خاصة القرار 1441 بدقة وبأسلوب يتسم بالشفافية، وبما لا يدع مجالا للشك بأنه اسلوب امين لقطع الطريق على أي ادعاء بأن العراق لا يلتزم بقرارات مجلس الامن، وبأنه يخفي اسلحة دمار شامل أو برامج لحيازة وتطوير هذه الاسلحة.

الثاني: «تحويل القضية من «قضية حربية» الى قضية يمكن التعامل معها في اطار سلمي بعيدا عن التهديد بشن الحرب، والتي ستكون لها عواقب وخيمة لو اندلعت داخل العراق نفسه وبالمنطقة، بالاضافة الى تأثيرها على مصالح جميع اعضاء الاسرة الدولية».

وحول مدى امكانية تراجع الرئيس الاميركي جورج بوش عن الحرب بعد ان حشد لها جيشا جرارا ومدى تأثير تراجعه،ان حدث،على الناخب الاميركي قال: «لا اعتقد ان بوش سوف يتعرض للحرج لو اتخذ موقفا سلميا، لانه اعلن منذ اليوم الاول التزامه بنتيجة وليس بوسيلة، وهو التزامه، والتزام الادارة الاميركية بازالة اسلحة الدمار الشامل، ووقف هذه البرامج اذا كانت قائمة».

وحذر الباز من الاستخفاف بالحرب لان لها تكلفة بشرية ومادية ونفسية كبيرة جدا، مشيرا الى انه «لا ينبغي ان تخرج الدول من عصر الحرب الباردة للدخول في مغامرات عسكرية غير محسوبة العواقب هنا وهناك، لان هذا يعني استبدال صراع واحد بين قطبين الى حروب وصراعات في العالم، مما يهدد بتدمير النظام الدولي الجديد».

وعما اذا كانت معارضة مصر الشديدة للحرب تصب في مصلحة الموقف الفرنسي الالماني المناهض للحرب ضد الموقف الاميركي قال الباز: «الموقف الفرنسي ـ الالماني هو اقرب المواقف الى الموقف المصري، لكن مصر لا تريد في نفس الوقت ان يتحول الوضع الى عملية استقطاب بين الموقف المصري ـ الالماني والموقف الاميركي لان ذلك لن يعود بالخير على المنطقة».

واضاف ان ما يهم مصر هو «الا يكون هناك تحرك منفرد، وانما يكون هناك تحرك جماعي من خلال الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الامن».