القوات السورية تنجز اليوم إعادة انتشارها ومصدر ينفي دخول قوات جديدة إلى لبنان

TT

نفى مصدر معني بعملية اعادة انتشار القوات السورية في شمال لبنان لـ«الشرق الأوسط» ما تردد امس من ان بعض الوحدات السورية التي اخلت مواقعها في قضاء البترون في اطار المرحلة الجديدة من عملية اعادة الانتشار التي اعلن عن بدئها الثلاثاء الماضي قد عادت اليها امس او ان تكون وحدات جديدة قد دخلت الاراضي اللبنانية، مؤكداً ان جميع القوات السورية التي ستشملها عملية اعادة الانتشار ستعود الى سورية. ولفت المصدر الى ان اتخاذ بعض هذه القوات مواقع جديدة لها انما يتم في اطار خطة اعادة الانتشار وبالاستعانة بقوات موجودة اصلاً في شمال لبنان. واعتبر المصدر ان ترويج مثل هذه الانباء غايته الدس والتشكيك بالمبادرة السورية الجديدة. وكشف ان عملية اعادة الانتشار لن تقتصر على منطقة البترون، بل ستشمل مراكز محددة في منطقة بشري الجبلية وفي قضاءي الكورة وزغرتا ذات الكثافة السكانية المسيحية. كما سيجري اخلاء المواقع السورية القائمة في البقعة الجبلية المحيطة بمدينة طرابلس.

وواصلت القوات السورية امس ولليوم الثالث على التوالي، تنفيذ خطة اعادة الانتشار في محافظة شمال لبنان. ومن المقرر ان تنجز اليوم. وجرى اخلاء مواقع في وسط قضاءي البترون والكورة بعد ان تسلمها الجيش اللبناني ورفع عليها الاعلام اللبنانية من دون ان يتمركز فيها وابرزها في بلدات جران وعبرين وكفيفان (في قضاء البترون). كما سجلت استعدادات لاخلاء مواقع في الريجي وسمار جبيل (في المنطقة نفسها) وفي الخرشية في حامات (فوق نفق شكا على الطريق الساحلية بين بيروت وطرابلس.

وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية ان المواقع الاخرى الموجودة على الخط الساحلي شهدت ابتداء من جسر المدفون مروراً بكفرعبيدا عمليات تبديل ونقل عتاد واسلحة وآليات عسكرية. وانطلقت قافلة عسكرية ظهر امس تضم حوالي 15 شاحنة محملة بالاسلحة والذخائر وعلى متنها عدد من الجنود من موقع حنوش مفرق حامات وتوجهت شمالاً نحو طرابلس ومنها الى الحدود اللبنانية ـ السورية. يذكر ان المواقع المهمة مثل مركز القيادة في مطار حامات ـ وجه الحجر ما زالت موجودة، الى جانب مرابض المدفعية في المطار ومحلة حنوش في قضاء البترون وفيما رفضت المصادر المعنية الافصاح عن عدد القوات السورية التي سيجري سحبها من الشمال، ذكرت معلومات ان فوجاً كاملاً يقدر عديده ما بين 3000 و3500 جندي سيتم سحبه الى داخل الاراضي السورية، عبر نقطة الدبوسية على الحدود اللبنانية ـ السورية. وتواصلت امس ردود الفعل السياسية حول المرحلة الجديدة لاعادة الانتشار السوري. فقد اعتبر وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي هذه الخطوة «ترجمة عملية للعلاقات المميزة بين لبنان وسورية ودليلاً آخر على قدرة الجيش اللبناني على القيام بمسؤوليته الوطنية على كامل الاراضي اللبنانية. ودليلاً ايضاً بأن السلم الاهلي وحمايته هما بمأمن بيد هذا الجيش الوطني». ورأى وزير الخارجية السابق النائب فارس بويز «ان لاعادة الانتشار ثلاثة اهداف. الاول رسالة الى الغرب بأن سورية مطمئنة ومستقرة. والثاني رسالة الى الداخل تقول ان سورية تعطي الهدوء والثقة اكثر بكثير مما تعطيه في جو التحدي. والثالث التوقيت حيث جاء الآن بعد انتهاء جو الاستفزاز وان بعض فصائل المعارضة قد سبق الآخرين بشعارات عن سورية. وقد تأخر الانسحاب تكريساً لهذا المناخ».

وقال بويز: «بعد الانتخابات النيابية عام 2000 دعيت للقاء الرئيس السوري بشار الاسد فسمعت منه ضرورة اصلاح العلاقات اللبنانية ـ السورية ووجدت ان لديه برنامجاً متكاملاً حيال موضوع الانسحابات. اذاً هذه الخطوة كانت مبرمجة سنة 2000 وهذا التحدي والهيجان الذي حصل من عدة اطراف في لبنان بعد هذه السنة ادى الى تأجيل الانسحاب ويبدو ان الخطوة الآن ستتابع بخطوات اخرى».

وقال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان الشيخ عبد الامير قبلان في خطبة الجمعة امس «ان ما جرى بالامس القريب من اعادة انتشار للجيش السوري ما هو الا تأكيد على الثوابت السياسية السورية في لبنان وعلى ما كنا نقوله سابقاً ونقوله دائماً ان لا اطماع سورية في لبنان، وان سورية كانت وستبقى وفية لهذا البلد».

من جهته رحب «حزب الوطنيين الاحرار» بالقرار السوري القاضي بسحب وحدات عسكرية اضافية من الاراضي اللبنانية. واعتبره «خطوة ايجابية يجب ان تليها خطوات اخرى في نفس الاتجاه وهو الاتجاه الصحيح الذي يؤدي الى التزام الاتفاقات والقوانين الدولية واحترام الاصول والاعراف المكرسة في العلاقات بين الدول وارادة التعاطي مع لبنان كدولة سيدة حرة مستقلة».