رامسفيلد يؤكد جاهزية القوات العسكرية في الخليج للتحرك ضد العراق

TT

قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان الحشد العسكري في منطقة الخليج وصل الى نقطة اصبحت فيها القوات الاميركية والبريطانية مستعدة الآن لغزو العراق اذا صدر لها أمر بذلك. وقال رامسفيلد عن القوات المؤلفة من عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين والبريطانيين الذين احتشدوا في المنطقة «يمكنني وصفها بأنها كافية». واضاف قوله في مقابلة تلفزيونية «اننا وصلنا الى مرحلة اذا قرر فيها الرئيس (شن هجوم) فان وزارة الدفاع مستعدة ولديها القدرات والاستراتيجية لتنفيذ ذلك».

وسئل رامسفيلد عما اذا كانت القوات الاميركية والبريطانية مستعدة لخوض غمار الحرب فرد بـ«نعم». وقال «سيكون هناك تحالف كبير وستكون هناك دول كثيرة» تشارك في اي جهد كهذا، واكد ان تحالفا دوليا سيظهر سريعا اذا قرر بوش التحرك. ويقول مسؤولون عسكريون ان الولايات المتحدة وبريطانيا حشدتا اكثر من 150 الف جندي في المنطقة وكذلك عشرات من السفن الحربية ومئات الطائرات. غير ان رامسفيلد رفض الحديث عن الاعداد الدقيقة للقوات قائلا «لا اتحدث عن الارقام». وقال المسؤولون ان القوات المحتشدة ستشمل قريبا ست حاملات طائرات، خمسة اميركية وحاملة بريطانية، وقد يصل قوامها الى اكثر من 200 الف جندي بنهاية الشهر الحالي. وشدد رامسفيلد على ان القادة العسكريين الاميركيين يخططون مجموعة واسعة من حالات الطوارئ في حرب في العراق تتراوح من استسلام فوري واسع للقوات العراقية الى امكانية استخدام العراق اسلحة كيماوية وبيولوجية وحرب عصابات من بيت الى بيت في «بغداد المحصنة». وقال الوزير الاميركي «تم اعداد خطط لمواجهة مجموعة كاملة من الاحتمالات.. واعتقد ان السلبيات نوقشت مناقشة مستفيضة». واضاف ان المخططين العسكريين الاميركيين مستعدون لاحتمال فشل محاولات التوصل الى اتفاق مع تركيا بشأن استخدام اراضيها منطلقا لغزو لشمال العراق. وقال دونما اسهاب «سنفعله بطريقة اخرى». وتابع ان «الجميع يتفق على القول ان استخدام القوة والحرب هو الحل الاخير (...) يمكن ان تحدث اشياء غير متوقعة، وما زال هناك احتمال بعيد ان يقرر (الرئيس العراقي صدام حسين) مغادرة البلاد».

من ناحية ثانية، قال مسؤولون امس ان نحو 250 جنديا اميركيا في طريقهم الى تركيا وصلوا الى قاعدة جوية رومانية بالقرب من ميناء كونستانتا المطل على البحر الاسود. وتنتظر القوات التي وصلت على متن اربع طائرات هيركيوليز من طراز «سي 130» في ساعة متأخرة من مساء اول من امس في مطار كوجالنيتشينو الحصول على موافقة انقرة لها بالانتقال الى تركيا. وقالت مصادر وزارة الدفاع الرومانية ان القوات التي ارسلتها قيادة القوات الاميركية في اوروبا هي اول دفعة من القوات الاميركية المتجهة الى تركيا تصل الى رومانيا. وقال وزير الادارة العامة اوكتاف كوزمانكا «القوات الاميركية ستبقى هنا حتى يوم الاثنين». واضاف «ابلغتنا السلطات الاميركية بأن مزيدا من الطائرات الاميركية قادمة الى هنا». وعرضت رومانيا التي تتطلع الى الانضمام الى حلف شمال الاطلسي (الناتو) على واشنطن استخدام قواعدها الجوية وميناء كونستانتا المطل على البحر الاسود في تزويد طائراتها الحربية بالوقود وفي نقل القوات. من جهة اخرى، صرح متحدث باسم الجيش البريطاني ان حوالي 10 آلاف من الجنود البريطانيين المتمركزين في المانيا سيتوجهون الى منطقة الخليج في الايام المقبلة. وقال المتحدث ان هؤلاء الجنود الذين يشكلون جزءا من 42 الف جندي من المقرر نشرهم في المنطقة، موضحا انهم «لن يغادروا المانيا دفعة واحدة». واضاف ان المعدات ارسلت الى المنطقة والتجهيزات التي ستنقل من القواعد البريطانية في المانيا ارسلت اول من امس بالطائرة، موضحا ان الجنود سيغادرون الاراضي الالمانية بالطائرات من هانوفر بدون ان يتمكن من تحديد موعد مغادرتهم بدقة.