حكمتيار والملا عمر يدعوان إلى قتال الأميركيين

TT

أفتى غُلب الدين حكمتيار زعيم «الحزب الإسلامي» الأفغاني بأن جهاد الأفغان ضد القوات الأميركية أعظم درجة من الجهاد الذي قاموا به ضد الاتحاد السوفياتي. يأتي ذلك في أعقاب إعلان واشنطن اول من امس وضع حكمتيار على «قائمة المتهمين بالإرهاب»، باعتبار أنه يقيم علاقات مع تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن وقال حكمتيار في رسالة كتبها بلغة الباشتو مطبوعة بجهاز كمبيوتر: الجهاد ضد الأميركيين أعظم درجة من الجهاد السابق الذي قمنا به ضد الروس والشيوعيين; لأن الأميركيين يقاتلوننا بأنفسهم، ويحرضون اليهود على قتالنا وتدمير بلادنا. واضاف في الرسالة التي بثها موقع «اسلام اون لاين» امس، أن الأميركيين أشعلوا حربا صليبية أخرى لإبادة المسلمين، وأنهم يؤيدون اليهود الغاصبين الذين استولوا على قبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى في قتل إخواننا الأبرياء في فلسطين العزيزة، وانشأوا القواعد العسكرية في الدول الإسلامية التي يريدون السيطرة عليها وحكم العالم كله، وشدد حكمتيار على أن من لا يعتقد بفرضية الجهاد وحتميته ضد الاميركيين يجهل أبجديات الإسلام، ويغفل عن العالم حوله.

واعتبر حكمتيار الأفغان الذين وقفوا في صف الاميركيين ضد شعبهم وتعاونوا مع القوات الاميركيين في قتل الأبرياء وتدمير البيوت والمساجد خونة ومنافقين.

وتطرق حكمتيار في رسالته إلى تحليل الأوضاع الراهنة في أفغانستان، وقال ان الولايات المتحدة تسعى لـقتل الغيرة الإسلامية في الشعب الأفغاني المجاهد الذي يحفل تاريخه بالجهاد ضد الطواغيت والمتجاوزين; لذا فإنه لم يرضَ ولن يرضى بغير الإسلام أبدا.

كما أشار حكمتيار للظلم والإهانة اللذين ارتكبتهما الإدارة الأميركية في حق الشعب الأفغاني المسلم من القصف والدمار، وتشكيل الحكومة الأفغانية الحالية التي أسماها الحكومة العميلة.

كما وصف المجلس الشعبي الذي تشكل بعد سقوط حكومة طالبان بـالمجلس الشعبي الموسع المزور على الشعب الأفغاني.

كما أشار في رسالته إلى الهجوم الثقافي والإعلامي على الشعب الأفغاني، وترويج السفور والمجون والانحلال والفساد باسم الفن والترويح والديمقراطية في أوساط الشعب الأفغاني، وكأن هذه الأشياء من الضروريات الأولية للشعب الفقير والوطن المدمر.

وأكد حكمتيار على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، وتأسيس الحكومة الأفغانية على أساس رأي الشعب الأفغاني نفسه، واختيار نواب البرلمان الأفغاني عن طريق الاختيار الحر من قبل الشعب الأفغاني.

وقال حكمتيار نواب الشعب الحقيقيون لهم الحق في اتخاذ القرار حول النظام المستقبلي، وحول الأحزاب السياسية، والشخصيات وحول دورهم القادم في النظام; لأن الشعب الأفغاني لن يقبل الأجانب والعملاء ألبتة، كما لا يرضى بالحكومات العميلة والنظم المستوردة، ولا يتحمل الذين سلطوا عليهم بقوة الحديد والنار أو بقوة الدولارات وأضاف الشعب الأفغاني رفض كارمل الشيوعي أثناء الاحتلال السوفيتي ويرفضون كارمل الاميركي، في إشارة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.

وتابع حكمتيار ليدرك العالم جيدا أن هذا الشعب لم يقبل الشيوعية، وقدم هذا الشعب مليون شهيد ونصفا لدفع الروس والشيوعية، وهكذا لن يتمكن الأميركيون من أن يسلطوا حكومتهم العميلة على هذا الشعب الذي يعشق الجهاد، ويعتز بالشهادة في سبيل الله.

واختتم حكمتيار رسالته بمناداة الشعب الأفغاني بالقيام ضد القوات الأميركية وحلفائها الأفغان، وبمساعدة المجاهدين بكتمان أسرارهم وتوفير المعلومات المفيدة لهم حول العدو وتحركاته.

كما دعا حكمتيار الأمة الإسلامية لأن تقف وراء هذا الجهاد المبارك كما وقفت في الجهاد مع الروس.

وتحمل الرسالة توقيع حكمتيار وأرسلها باسم المثقفين وقادة الجهاد الميدانيين الذين قال إنهم لم يبيعوا ولاءهم للأميركيين وعملائهم بالدولارات الخسيسة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشرقد أعلن الأربعاء وضع حكمتيار على لائحة الإرهاب التي تضعها وزارتا الخارجية والخزانة وقال باوتشرالإدارة الأميركية تملك معلومات; مفادها أن غلب الدين حكمتيار شارك ودعم أعمالا إرهابية قامت بها القاعدة وطالبان.

من جهة اخرى أيد الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان فتوى اصدرها 1600 عالم ديني أفغاني تدعو الى أنّ الجهاد ضدّ الاميركيين في الوضع الحالي فرض.

وطلب الملا عمر وهو يصادق على هذه الفتوى، أن تقدمَ الأمة الأفغانية الجهاد ضد الأميركيين على جميع الواجبات، لأن الولايات المتّحدة ومن معها من حلفائها على وشك أن يقضوا على الأفغان.

وقد أصدِر بيان الملا عمر بالبشتو في المواقع الاصولية، وطلب البيان أيضا من جميع وزراء الحكومة الأفغانية ومسؤوليها أن يستقيلوا من مناصبهم، قاصدين الجهاد وشبه العمل في ظل الحكومة الحالية بالعبودية. وأردف الملا محمد عمر قائلا انّ هجوم الاميركيين على الأمة الأفغانية جعل الجهاد فرضا على كلّ المسلمين، وأنه من أعان الكفار أو تعاون معهم فقد وجب قتله. وجاء في البيان والذي يحمل توقيع الملا عمر، أعلنوا الجهاد على الأميركيين وحلفائهم، وان لم يكن الجهاد في مقدوركم، فغادروا عملكم وابتعدوا عنهم، وتابع البيان اخلوا مكاتب الوزارات والإدارات المحلية لإثبات الفرق بين المسلمين والصليبيين.

وأكد بيان الملا عمر أن كل من يعثر عليه وهو يعمل مع الاميركيين أو يساعدهم يستحق الموت، وتابع النص أن ملايين الأشخاص ضحوا بحياتهم في سبيل بلادهم والإسلام للقضاء على الشيوعية، والآن يتعامل البعض مع البرابرة الاميركيين وحلفائهم لتدمير اسم الإسلام وبلادهم.

وحذر البيان من أنه إن وجد احد ما يعمل مع الأميركيين بعد هذا التحذير، فسيكون مسئولا أمام الإسلام والشعب والتاريخ وسيعاقبه المجاهدون مثل الاميركيين وفق ما جاء في هذه الفتوى.

وأشار الملا عمر مستغربا لصنيع من ضحى وجاهد الشيوعيين، ثم ترك جهاد القواتِ الاميركية والقوّاتِ المتحالفة معها وأبدى أسفه لمساعدة هؤلاء المجاهدين السابقين للاميركيين، وبيّن تناقض ما يفعلونه الآن مع جوهر الإسلام.