ألمانيا تحدّث جيشها تأهبا لمهمات خارجية هجومية

TT

واصل وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك سياسة إعادة بناء القوات المسلحة الألمانية وإعدادها للمهمات الخارجية المقبلة التي بدأها سلفه رودولف شاربنغ. ووصف الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في برلين هذه الإصلاحات بانها أكبر عملية إعادة بناء للقوات المسلحة الألمانية منذ التغييرات التي أجراها رودولف شاربنغ.

وكان شاربنغ قد أعلن قبل سنتين عن توجيه عملية بناء وتسليح الجيش بما يؤهله لتنفيذ عمليات التدخل الخارجية الرامية إلى حفظ السلام في البؤر المتوترة في العالم. كما قرر الوزير السابق حينها تخصيص عدة مليارات من اليورو لبناء طائرات نقل ضخمة لنقل الجنود والمعدات، توازي طائرات «غالاكسي» الأميركية، وإطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية الخاصة بألمانيا تتولى دعم عمليات الجيش الألماني في الخارج.

وتقول الدوائر المقربة من وزارة الدفاع الألمانية إن هدف شتروك الأساسي هو تقليص العدد الاجمالي للقوات، التخلص من الأسلحة القديمة أو بيعها بهدف تمويل عملية إعادة بناء الجيش، تزويد الوحدات بالأسلحة الحديثة وتحويل كامل الجيش إلى قوات متطورة سريعة التنقل والحركة.

ويخطط الوزير الحالي على هذا الأساس إلى خفض عديد القوات الألمانية الحالي من 280 ألفا إلى 150 ألف عسكري، مع الاحتفاظ بطبيعة الخدمة العسكرية كخدمة إلزامية وزيادة عدد العسكريين المحترفين ليشكلوا القوة الضاربة والنسبة العظمى من عدد الأفراد.

وعوضا عن التركيز على القوات التقليدية ستركز عملية إعادة بناء الجيش على تطوير الوحدات الخاصة بمواجهة اخطر أسلحة الدمار الشامل وخصوصا وحدات الاستطلاع ووحدات مدرعات «فوكس» والمختبرات العسكرية المتنقلة. وستولي الخطة انتباها كبيرا لقضايا النقل الجوي حيث من المتوقع أن تزداد عمليات إنزال وإخلاء القوات الألمانية العاملة في الخارج. وعلى هذه الأساس قرر شتروك أيضا التخلص من طائرات النقل القديمة من طراز «ترانسال» والعمل على إنتاج طائرات أكبر وأحدث وأسرع في إطار «الاتحاد الأوروبي».

من ناحية ثانية، يعول وزير الدفاع الألماني في تنفيذ خطته على ميزانية 24.5 مليار يورو تخطط حكومة المستشار غيرهارد شرودر الاشتراكية لوضعها تحت تصرف الميزانية العسكرية في العام القادم، وهذا مبلغ لا يفي بحاجات خطة شتروك لتحديث الجيش الألماني، ولذا يتوقع ان يطالب بزيادتها عام .2005 وسيخصص الوزير 75% من ميزانية العام القادم ( نحو 18 مليار يورو ) لتسليح الجيش بالعربات والدبابات والطائرات الحديثة والأدوات الاحتياطية. وكخطوة أولى أعلن شتروك أمام البرلمان الألماني عن التخلص من جيش الدبابات القديم، وهو الأكبر من نوعه في «الاتحاد الأوروبي»، والإبقاء على 523 دبابة منها فقط. وهي دبابات دفاعية ما عادت تفي بأهداف التوجهات الألمانية الجديدة حسب تقدير الوزير.

كذلك أعلن الوزير عن تسليح القوات الألمانية المتوجهة إلى افغانستان بالدبابات والأسلحة الهجومية مشيرا إلى ضرورة أن تتولى القوات الألمانية العاملة في إطار القوات الدولية، من الآن فصاعدا، قيادة وحداتها بنفسها. وكان مخططا ان ترفع ألمانيا عدد قواتها العاملة في أفغانستان خلال الاسبوعين القادمين من 1500 إلى 2500 رجل وذلك في إطار التزامها بحفظ الأمن في العاصمة الافغانية. غير ان شتروك اعلن امس في برلين ان المانيا تفكر في حال اندلاع الحرب على العراق بسحب قواتها العاملة في افغانستان ضمن قوة «إيساف» الدولية، التي تتولى المانيا قيادتها حاليا.