بليكس يعد قائمة بـ30 سؤالا للعراق بخصوص أسلحة الدمار الشامل

بغداد أعلنت أنها ستنظر في أي طلب لتدمير صواريخ «الصمود 2» باعتباره مسألة فنية

TT

يعتزم هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة تقديم قائمة تتضمن نحو 30 سؤالا لم يتم الاجابة عنها بخصوص نزع الاسلحة العراقية الى مكتبه الاستشاري بعد غد فيما ترغب بعض الدول في جعل هذه القائمة انذارا اخيرا للعراق. واشار دبلوماسيون الى ان هذه القائمة تأتي في اطار الاعداد لتقرير يقدمه بليكس لمجلس الامن الدولي كتابة في 28 فبراير (شباط) الحالي او في الثالث من مارس (اذار) المقبل يليه عرض شفهي تحدد موعده مؤقتا في السابع من مارس (آذار).

واضاف الدبلوماسيون ان الولايات المتحدة وبريطانيا تنويان تقديم مسودة قرار بعد غد يطلب موافقة الامم المتحدة على شن حرب على العراق. لكن من غير المتوقع ان تضغط الدولتان من اجل التصويت على القرار قبل الاستماع الى تقرير من بليكس في علامة اخرى على انه من المقرر القيام بعمل عسكري في اوائل مارس (آذار). وقامت لجنة المراقبة والتفتيش والتحقق التي ترأسها بليكس باعداد الاسئلة التي تقع في حوالي 300 صفحة على مدى سنوات. ومن المتوقع تقديم نسخة موجزة من الاسئلة في «مجموعات» الى المجموعة الاستشارية للجنة التي تضم خبراء فنيين ومسؤولين حكوميين يجتمعون في الامم المتحدة بعد غد والثلاثاء . واقترح اعضاء في مجلس الامن الدولي مثل المانيا استخدام الاسئلة كانذار اخير للعراق في محاولة لحل الخلافات بين خطط اميركية للمضي قدما في الحرب واولئك الذين يطالبون باستمرار عمليات التفتيش الى اجل غير مسمى.

لكن لا يوجد ما يدل على ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ترغب في تضمين اسئلة في مسودة القرار رغم ان ذلك قد يكون وسيلة لرأب الخلافات الحادة بين اعضاء مجلس الامن. وتريد ادارة بوش في ضوء المعارضة القوية للحرب داخل مجلس الامن الحصول على موافقة تسعة اعضاء على الاقل من اعضاء المجلس مما يجعل من الصعب على روسيا او الصين او فرنسا التي تحظى بحق النقض «الفيتو» على قرارات المجلس الاقدام على استخدام هذا الحق. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية انه من المتوقع ان يقول مشروع القرار ان العراق انتهك قرار مجلس الامن الصادر في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «انتهاكا ماديا» الامر الذي ينشأ عنه عواقب وخيمة.

الى ذلك، قال دبلوماسي عراقي امس ان العراق سيتعامل مع اي طلب يقدمه بليكس بخصوص تدمير صواريخ «الصمود 2» لدى العراق بوصفها مسألة فنية لا سياسية. وقال سعيد الموسوي احد كبار المسؤولين بوزارة الخارجية العراقية في كوالالمبور على هامش اجتماع لحركة عدم الانحياز «هذه مسألة بين العراق والامم المتحدة وبليكس لم يطرحها الى الان على الجانب العراقي». واضاف الموسوي اثناء التحضير لقمة دول عدم الاتحياز التي تبدأ بعد غد وتستمر يومين ان العراق سينظر الى اي طلب «باعتباره مسألة فنية لا سياسية».

وقال دبلوماسيون ومصادر الامم المتحدة في نيويورك يوم الاربعاء الماضي ان بليكس قرر مطالبة العراق بتدمير صواريخ «الصمود 2» التي في حوزته لكنه لم يقرر بعد ان كان من الضروري ايضا تفكيك المحركات التي تدفعها. ومن المتوقع ان يكتب بليكس خطابا للمسؤولين العراقيين بعد فترة قصيرة من انتهاء المفتشين من حصر مواقع تجميع الصواريخ وقاذفاتها ومكوناتها الاخرى في بغداد. وستنظر الولايات المتحدة الى موافقة العراق على تدمير الصواريخ او عدم موافقته على ذلك باعتبارها اختبارا رئيسيا لاستعداد بغداد للتخلي عن نظام دفاعي في وقت تحشد فيه الولايات المتحدة قواتها استعدادا لغزو محتمل للعراق.