صدام يدعو بوش لمناظرة تلفزيونية: الحرب ليست مزحة وإذا كنت مصمما عليها فهذه فرصتك لإقناع العالم

نفى في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية نيته الرحيل والبيت الأبيض رفض عرضه ووصفه بأنه «ليس بيانا جادا»

TT

عرض الرئيس العراقي صدام حسين على نظيره الاميركي جورج بوش «مناظرة تلفزيونية» دولية على الهواء مباشرة بشأن المواجهة الراهنة بين بغداد وواشنطن، حسبما اعلنت امس شبكة تلفزيون «سي.بي.اس نيوز» الاميركية. وقال المذيع في الشبكة، دان راذر، ان العرض جاء خلال مقابلة اجراها في بغداد مع الرئيس العراقي عرضت مقتطفات منها في نشرات الشبكة الاخبارية امس وتبث منها لقطات اضافية في برنامج «60 دقيقة» الذي تبثه الشبكة مساء اليوم. وحسب راذر فان الرئيس العراقي رفض ايضا تدمير صواريخ «الصمود 2» العراقية بناء على طلب من كبير مفتشي الاسلحة هانس بليكس الذي امهل العراق حتى مطلع الشهر المقبل للبدء بتدميرها.

وقال الرئيس العراقي لراذر «أنا مستعد لاجراء حوار مباشر.. مناظرة مع رئيسك. سأقول ما أريد ويقول هو ما يريد. ستكون هذه فرصة له.. واذا كان مصمما على الحرب فستكون هذه فرصة لاقناع العالم». واضاف صدام «هذا اقتراح جاد. وبدافع احترامي لشعب الولايات المتحدة وبدافع احترامي لشعب العراق وشعوب العالم فانني ادعو الى هذا لأن الحرب ليست مزحة». ووجه صدام كلامه للرئيس الاميركي وقال «كزعماء لماذا لا نقتنص هذه الفرصة». من جهة اخرى، قال راذر ان صدام انكر بشدة ان ايا من صواريخ «الصمود 2» المتطورة ينتهك قرارات الامم المتحدة. ونقل عن الرئيس العراقي قوله «مسموح للعراق باعداد صواريخ مناسبة ونحن ملتزمون بذلك. ليس لدينا صواريخ تتجاوز المدى المسموح به». واكد صدام ان العراق سيقاوم جهودا للبدء في تدمير الصواريخ. ورفض آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض عرض المناظرة قائلا انه «ليس بيانا جادا». وأضاف ان الجزء الجدير بالاهتمام في المقابلة هو رفض صدام في ما يبدو تدمير صواريخ الصمود. وقال فلايشر «انه لا يعترف حتى بأن الصواريخ تتجاوز الحد المسموح به. هذا دليل آخر يبعث على الانزعاج بأن لديه اسلحة تقاعس عن الاعتراف بها او تدميرها. وهذا يؤكد طبيعة التهديد والمشكلة في المقام الاول».

وقال راذر، وهو اول صحافي اميركي يقابل صدام منذ اكثر من 10 سنوات، انه وجده هادئ المظهر لكنه يتوقع ان الحرب ستحدث. واضاف راذر، الذي سبق ان اجرى مقابلة مع الرئيس العراقي عام 1990، قائلا «انه يعلم ان موعد الغزو قريب جدا. ويأخذ على محمل الجد ما يقوله بوش». واستطرد قائلا ان صدام يعتقد انه بالنسبة للحرب فان العراق سيكون قادرا على «استيعاب ضربة اولى ضخمة وربما ثانية توجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها» لكن بلاده سيكون بمقدورها تحمل هذه الضربة والنهوض من دون ان تنال منها الهزيمة. واضاف راذر ان صدام لا يعترف بأنه هزم في حرب الخليج عام 1991، وقال ان صدام اوضح انه لا يعتزم الفرار إلى المنفى قبل اي غزو. وتتناول المقابلة رأي الرئيس العراقي بالشعب الاميركي وبأسامة بن لادن والشعب العراقي وما اذا كان مستعدا للموت. وحسب راذر فان المقابلة احيطت بـ«اجراءات امنية مكثفة للغاية» استغرق المرور بها ساعتين وتضمنت سلوك «طرق ملتوية» الى احد قصور الرئيس العراقي في بغداد. وفاجأ راذر الوسط الاعلامي الاميركي بحصوله على المقابلة التي تحدث فيها صدام على امتداد ثلاث ساعات. ففي الأشهر الاخيرة زار العديد من الصحافيين، بينهم بيتر جيننيغ (إيه. بي. سي) وتوم بروكو (إن. بي. سي)، بغداد اكثر من مرة على امل مقابلة الرئيس العراقي. وكان راذر في الكويت الاسبوع الماضي وتوجه الى بغداد في عطلة نهاية الاسبوع بعدما ابلغ بامكانية ان يقابل صدام الاثنين الماضي وهو ما حدث. وقال راذر ان «العمل الدؤوب» و«الحظ» ساعداه في تأمين لقائه مع صدام. كما اشاد بالمساعدة التي تلقاها من وزير العدل الاميركي السابق رامزي كلارك، المعارض للحرب. واضاف ان مقابلته الاولى مع صدام في اغسطس (آب) 1990 ساعدته في الحصول على الاخيرة، وقال «قلنا له اننا نفي بوعودنا.. نفعل ما نقول اننا سنفعله.. وهم (العراقيون) خرجوا من تلك التجربة واثقين من اننا نقول ما نفعله».