أحمد الفهد لـ«الشرق الأوسط»: بيان وزراء الخارجية العرب مشكوك في شرعيته

TT

لمح وزير الاعلام الكويتي الشيخ احمد فهد الاحمد الى ان بلاده قد تقاطع القمة العربية الاعتيادية اذا تم تأخيرها عن الموعد المتفق عليه في الاول من مارس (اذار) المقبل.

وقال الشيخ احمد الفهد في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» على هامش مشاركته ضمن وفد بلاده لقمة عدم الانحياز «ان الكويت كانت ضمن 17 دولة عربية اعلنت موافقتها على القمة الاعتيادية في بداية مارس ولذلك فإنها ستشارك في هذه القمة مالم يتغير ذلك. وقال الوزير الكويتي انه لا يرى مبرراً لتأجيل القمة، مشيراً الى ان من حق كل دولة عربية عضو في الجامعة العربية ابداء وجهة نظرها في هذا الشأن.

وحول تقييمه لمبررات العراق في الدعوة الى تأخير القمة قال الوزير الكويتي انه لا يعلم «الظروف التي تقف وراء هذه المطالبة» لكنه قال «لا شك ان لهم قراءتهم السياسية في هذه المرحلة، خاصة بعد ما تم في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الطارئ في القاهرة والبيان الصحافي الصادر عنه».

واشار الى ان «البيان مشكوك في شرعيته بسبب عدم خضوعه لالية التصويت المتبعة في الجامعة العربية، يمكن ان يستفيد منه العراق باقصى درجة قبل القمة بزعم ان هذا البيان يعكس الموقف الجماعي العربي» وقال ان هذا التفسير هو قراءة سياسية للموقف العراقي وليس بناء على معلومات.

وحول ما تتوقعه الكويت من القمة العربية المقبلة قال الشيخ احمد الفهد ان الكويت لديها قضايا اساسية لن تتخلى عنها وستقاتل من اجلها، باعتبارها قضايا مصيرية لبلاده.

وقال ان القرار الدولي رقم 1441 بالرغم من قسوته بالنسبة للحكومة العراقية الا انه يحتوي على كثير من البنود التي تمثل قضايا مصيرية للكويت مثل قضية الاسرى والمحتجزين وامن واستقلال الكويت والحدود الكويتية واعادة الارشيف الوطني وضمانات بعدم تكرار تجربة الغزو عام .1990 وقال ان الكويت موجودة في اي قرار يصدر عن اي تجمع اقليمي او دولي، كما حدث في قمة عدم الانحياز.

إلا أن الشيخ أحمد الفهد اكد ان الكويت لن تكون حجر عثرة امام اي قرار للعراق وانما عنصراً مساعداً لاصدار قرارات يمكن ان تؤدي الى ترطيب الاجواء ومعالجة التوتر الذي ساد المنطقة بعد صدور قرار .1441 واعرب عن امله في ان يكون هناك تعاون ايجابي من العراق في هذا المجال حتى يمكن تجنيب المنطقة ازمة محتملة وعملا عسكريا محتملا، مؤكداً ان الكويت حريصة على مطالبها لكنها لن تكون الا عنصراً ايجابياً للامة العربية.

وحول نتائج قمة عدم الانحياز قال الشيخ احمد الفهد ان بلاده سعيدة بالاجماع الذي تم في المؤتمر، مشيراً الى ان جزءاً اساسياً من البيان الختامي كرس لقضايا الشرق الاوسط وهما بالاساس القضية العراقية والفلسطينية.

وأعرب عن تقديره للروحية التي عالجت بها القمة القضيتين، مشيراً الى ان معالجة قمة عدم الانحياز للقضية العراقية مشابهة لما صدر عن قمة بيروت العربية والتي حفظت للكويت حقوقها ووجدت فيها الحكومة العراقية نقاطاً ايجابية.

اما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي وصفها بأنها القضية الام، فقد طالبت القمة في اكثر من فقرة في بيانها الختامي الحكومة الاسرائيلية بوقف عملياتها الارهابية والعمل على استئناف المسيرة السلمية للوصول الى سلام عادل وشامل يحفظ للمنطقة امنها واستقرارها.

وحول موقف الكويت من دعوة قطر لعقد قمة اسلامية طارئة قال الشيخ احمد الفهد ان الكويت كانت من اول الدول التي وافقت على دعوة قطر التي ترأس الدورة الحالية للقمة الاسلامية.

واكد ان القمة الاسلامية يجب ان لا تنأى بنفسها عن التطورات التي تشهدها المنطقة في هذه المرحلة الدقيقة.

وحول انتشار قوات درع الجزيرة في الكويت قال الوزير الكويتي ان الكويت بعد تجربة الغزو العراقي عام 1990، وبسبب الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة والتي تحمل اكثر من سيناريو بما فيها السيناريو العسكري، فان الكويت تلافياً لاي مخاطر محتملة تحرص على بناء دفاعاتها لحماية امنها واستقرارها.

وقال ان الكويت اعلنت انها لن تكون مشاركة بحرب على الشعب العراقي او العراق، ولذلك فان مشاركة قوات من دول مجلس التعاون تتم في ضوء هذه المنطلقات حيث تلعب دوراً دفاعياً عن امن وحدود الكويت.

وحول اعتقال بعض العناصر في الكويت بتهمة التخطيط للقيام بعمليات ضد القوات الاميركية في الكويت قال الشيخ فهد الاحمد ان هذا الامر جزء من فكر سائد في العالم العربي والعالم باجمعه، وهو فكر بن لادن والفكر الاسلامي المتطرف وهذا الفكر موجود في العالم كله وليس في الكويت وحدها.

واشار الى ان الكويت ليست هي وحدها التي تتخذ اجراءات لحماية ارضها وشعبها والمقيمين على ارضها من العمليات الارهابية. واعترف الشيخ احمد الفهد بأن وجود القوات الاميركية مثل فرصة لتغذية الفكر المتطرف، لكنه قلل من حجم الظاهرة في الكويت، مشيراً الى انه تم اعتقال 3 عناصر تضم شقيقين وصديقا ثالثا لهما قبل قيامهم ببعض الاعمال ضد القوات الصديقة والحليفة الموجودة على ارض الكويت، وتم معرفة خططهم والقبض عليهم قبل قيامهم بتنفيذ هذه العمليات حيث تم تحويلهم للقضاء.

وحول المظاهرات المناهضة للحرب في اوروبا، قال «ان هناك اشكالا عديدة من المظاهرات في العالم فهناك مظاهرات ضد العولمة وهناك معارضون كرهاً بالامريكان وهناك معارضون للحرب وهناك متعاطفون مع الوضع الانساني للشعب العراقي لكن اغلب المظاهرات لم نسمع فيها من ينادي ببقاء النظام العراقي».

وقال الشيخ احمد الفهد ان الحرب بحد ذاتها مرفوضة ولا احد يؤيد الحرب بغض النظر عن اطرافها وميدانها.