خبراء: صواريخ «الصمود 2» لا تنفع إلا إذا حملت برؤوس كيماوية وبيولوجية

TT

يقول الخبراء العسكريون أن صواريخ «الصمود 2» العراقية، التي أمر مفتشو الاسلحة بتدميرها ربما تكون من ضمن الاسلحة الاولى التي سيستخدمها صدام لايقاف او ابطاء الهجوم الاميركي. ويضيف الخبراء ان هذه الصواريخ التي اصبحت سببا للمواجهة بين العراق والامم المتحدة يمكن ان تضرب مدينة الكويت او غيرها من الاهداف القريبة بالرؤوس الكيماوية والبيولوجية. وهذه الصواريخ هي النوع الوحيد من الصواريخ القصيرة المدى التي اجرى عليها العراق تجارب كثيرة وربما يكون قد نشر بين 50 و 100 منها في مختلف انحاء البلاد. كما ان هذه الصواريخ من بين الاسلحة القليلة القادرة على ضرب مواقع الجيوش الاميركية وحلفائها في حالة حدوث الغزو الاميركي، مما يطرح امكانية اصابة الجنود غير الموجودين مباشرة في ميدان القتال بالاسلحة الكيماوية. وقال جون بايك، المحلل بمنظمة غلوبال سكيوريتي «أعتقد ان الصمود يلعب دورا هاما في استراتيجيته (أي صدام). وفي اللحظة التي يقرر فيها العراقيون ان الفرقة الخامسة الاميركية متجهة الى بغداد، فان اغلب صواريخ الصمود ستنطلق من البصرة الى داخل الكويت وهي محملة بعدد كبير من المواد السامة». ويقول المحللون ان المهمة الاستراتيجية لصواريخ «الصمود«، قد تكون وراء رفض صدام في حديثه لشبكة «سي بي اس» الاميركية تدميرها ولو ادى هذا الرفض الى اشعال الحرب. ويقول كبير مفتشي الامم المتحدة، هانز بليكس، ان صواريخ «الصمود» تخطت المدى المسموح به البالغ 93 ميلا بمقدار 26 ميلا وامهل العراق حتى مطلع الشهر المقبل للبدء بتدميرها. مع ذلك فان صواريخ «الصمود 2» تعتبر نمطا عفا عليه الزمن بالمقاييس الغربية. فقد كان مزيجا من صاروخ ارض ـ جو السوفياتي (اس ايه ـ 2) وصاروخ «سكود». وهو صاروخ بعيد تماما عن الدقة ولا يذهب ابعد من الجيران المباشرين للعراق. ومع ان الصواريخ المنصوبة بالقرب من الحدود مع الكويت تستطيع ان تصل الى اغلب انحائها، الا انها لا تستطيع ان تصل الى اسرائيل على سبيل المثال.

ويقول المسؤولون الاستخباريون الاميركيون انه ليس واضحا ما اذا كان «الصمود 2» قد حمل في أي وقت رؤوسا حربية كيماوية او بيولوجية، لكن الخبراء العسكريين يقولون انهم لا يرون لها استخداما محتملا غير ذلك. وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاسترتيجية والدولية: «ان صاروخا يتمتع بهذا القدر المتدني من الدقة، يكاد يفتقر كليا الى المقدرة على اصابة اهداف بالاسلحة التقليدية. وهذا يعني انه سيكون غير مفيد عسكريا اذا لم يحمل باسلحة كيماوية او بيولوجية ينكر العراق انه يمتلكها. ونقل عن الخبراء العسكريين قولهم ان العراق يمكن ان يكون قد نصب منصات اطلاق هذه الصواريخ بالمساجد والمدارس وغير ذلك من المرافق بالبصرة وغيرها من المدن. وهذا يجعل من الصعب على الولايات المتحدة استهداف هذه الصواريخ دون ان يؤدي ذلك الى اصابات مدنية. واضاف الخبراء كذلك ان الدفاعات الاميركية المضادة للصواريخ يمكن ان تتعرض لضربات من مجموعات من صواريخ «الصمود 2»، لا تكون قادرة على اسقاطها جميعا. وقال بايك «لا اعرف كم تملك الولايات المتحدة من بطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ، في الكويت، ولكن من المحتمل ان يطلق صدام هذه الصواريخ بسرعة اكبر من مقدرتنا على اسقاطها.

ويقال ان العراق يملك صواريخ اخرى قادرة على حمل عبوات كيمياوية وبيولوجية، ومن ضمنها كمية محدودة من صواريخ «سكود»، التي منعت بعد حرب الخليج. كما يقوم العراق بتطوير صاروخ قصير المدى، اكثر تطورا، هو صاروخ «الفتح». ولكن الخبراء يقولون ان العراق ربما لا يكون قد تمكن من تجريب الصاروخ، وان عدد ما انتج من هذه الصواريخ ربما يكون صغيرا نسبة لصعوبة تجميعها. وبعد نهاية حرب الخليج حظرت الامم المتحدة على العراق انتاج صواريخ يكون مداها ابعد من 150 كيلومترا. وقال مسؤول بالامم المتحدة اول من امس ان هذه المسافة ربما تكون قد اختيرت فقط لانها نصف المدى الفعال لصاروخ سكود. وذكر هانز بليكس الاسبوع الماضي، ان مفتشي الامم المتحدة استخدموا اربعة نماذج كومبيوتر لقياس المدى الذي يصل اليه صاروخ «الصمود 2». وقال ان الاختبارات الاربعة اوضحت ان الصاروخ تخطى المدى المسموح به بمسافة معتبرة، وقال ان القياسات مبنية على نوع الوقود وتفاصيل التصميم التي امدهم بها العراق.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»