اليهود الشرقيون يتهمون شارون بتشكيل حكومة ارستقراطية من الأشكنازيين

شارون يعرض حكومته اليمينية المتطرفة بمشاركة 68 نائبا غدا

TT

يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، موجة معارضة واسعة من داخل صفوف حزبه (الليكود) ومن معسكر اليمين عموما، خصوصا من اليهود الشرقيين، الذين يشعرون انه استثناهم من التشكيل الحكومي الجديد. ويقولون ان الحكومة، التي ينوي عرضها على الكنيست غدا، هي حكومة ارستقراطيين استعلائيين يمثلون النخبة الاشكنازية (اليهود القادمين من دول الغرب).

ويهدد هؤلاء بالانتقام من الليكود في الانتخابات المقبلة، بواسطة الانفضاض عنه وإقامة تحالف مع حزب العمل المنافس.

وكان الطاقم المفاوض باسم شارون قد اعلن، مساء امس، ان الائتلاف الحكومي قد اصبح ناجزا وبات مبنيا على 68 نائبا، بعد ان انضم اليه حزب الاتحاد اليميني. واصبح الائتلاف يضم: الليكود 40 نائبا، شينوي 15 نائبا، المفدال 6 نواب، الاتحاد القومي 7 نواب (المجموع: 68 نائبا في الائتلاف مقابل 52 نائبا في المعارضة). واصبح بالامكان عرض الحكومة الجديدة على الكنيست.

وبات واضحا، من هذه التشكيلة وكذلك من نصوص الاتفاقيات الائتلافية، ان الحكومة الجديدة ستكون يمينية متطرفة. الخطوط العريضة لسياستها لن تتضمن اية بوادر لاستئناف مفاوضات سلام جدية وحقيقية مع الفلسطينيين، وبرنامجها خال من ذكر الدولة الفلسطينية او حتى خطة «خريطة الطريق». والوزراء المسؤولون فيها عن ميزانيات التطوير والبناء والاسكان والاراضي، هم جميعا من الاحزاب الاستيطانية اليمينية المتطرفة. والحزب الذي يحمل افكار الترانسفير (طرد الفلسطينيين من وطنهم الى الاردن او غيره، كحل جذري وحيد للنزاع)، يتولى مسؤوليات كبيرة في ادارة شؤون اسرائيل.

وتقرر في البرنامج الائتلافي للاحزاب الاربعة المذكورة، ان يجري بحث اي موضوع في اجتماعات الحكومة قبل اتخاذ اي قرار بشأنه، وان يشار الى ان شارون سيتيح لاحزاب الائتلاف ان تصوت على موضوع الدولة الفلسطينية ضد قرار الحكومة.

ويلاحظ من التشكيل الحكومي الجديد ان اكثرية الوزراء من اليهود الاشكناز، الذين يؤمنون بسياسة السوق الحرة تماما في الاقتصاد، والممثلين لكبار الاغنياء. فالوزراء الشرقيون فيها هم: شاؤول موفاز، وزير الدفاع، وهو مولود في ايران، ومئير شطريت، الذي كان وزيرا للقضاء وارسل الى وزارة ثانوية بلا حقيبة، وسلفان شالوم، وزير المالية الحالي يخفض الى وزارة اخرى غير معروفة.

وخرج قادة حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بحملة تحريض شعواء على الليكود عموما وعلى شارون خصوصا، يتهمونه بخيانة اليهود الشرقيين «الذين يصوتون له ولاحزاب اليمين بنسبة 90 ـ 95 %، على حد تعبيرهم. وقال الزعيم الروحي للحزب، الحاخام عوفاديا يوسيف، ان شارون «شيطان شرير»، «ورأس الزبالة» وأنه عندما استيقظ من نومه امس رأى هبوط شارون. وقال: «مثل هذه الرؤيا في الدين اليهودي تعتبر نبوءة، ستتحقق حتما». وقال ايلي يشاي، وزير الداخلية الحالي الرئيس السياسي لحزب «شاس»: «سيدفع الليكود ثمن هذه الخيانة باهظا. يبدو ان ما قاله ايهود باراك، (رئيس الوزراء السابق) ولكنه لم يفعله، يفعله شارون اليوم بلا وازع ولا خجل. فهو يطعن اليهود الشرقيين ويقيم حكومة علمانية معادية للدين. ولهذا، فلم يبق لنا سوى ان نعلنها صراحة وجهارا: «سوف نسقطه في اقرب فرصة».

وخصص شارون طوال يوم امس للتشاور مع مساعديه ومستشاريه المهنيين، لعلهم يجدون له حلا للمعضلة. فهو يريد بقاء شالوم في الحكومة، لكنه لا يريده وزيرا للمالية بسبب فشله. ويفتش له عن وزارة تلائمه. لكن شالوم لا يريد اية وزارة اخرى سوى وزارة المالية.

ووصلت اجواء التذمر الشديد الى داخل الليكود ايضا، حيث ينتظرون بفارغ الصبر نهاية دورة شارون ويتمنون ان تكون قصيرة. ويدير خيوط التحفظ من داخل الليكود، منافسه بنيامين نتنياهو، الذي ينتظر التثبيت في وزارة الخارجية، حتى يستطيع رفع رأسه في وجه شارون.